ترجمة مصادرة النفط الخليجي: عمر عبد القادر غندور
ما كان لافتاً في الأيام الماضية، سحب بعض أنظمة الدفاع الصاروخي الباتريوت من الكويت والبحرين والأردن، في الوقت الذي يزداد التوتر بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة وإيران من جهة أخرى !
الانطباع الأوّلي يؤشر إلى ابتزاز أميركي للدول الخليجية لجعلها ترتعد من انكشافها من غير حماية، رغم أنّ إيران صرّحت أكثر من مرة أنها تريد علاقات حسن جوار مع جيرانها، إلا أنّ الضغوطات على دول الخليج لـ «شفط» أموالها تستدعي هذه الإجراءات في هذا الوقت بالذات.
الموضوع الذي يشتغل عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الوقت الحاضر، تضخيم الخطر الإيراني المزعوم وجعله «فزاعة» للمشيخات النفطية العربية لاستلاب الثروة النفطية من أيدي «أمراء» لا يملكون من القدرات إلا المال! ولطالما عاير ترامب دول الخليج بأنّ بلاده قدّمت لها حماية مجانية لعدة عقود لجعلها في مأمن، وقد حان الوقت لتسديد نفقات هذه الحماية.
وبالفعل سارع ترامب الى السجلات و «نبش» اتفاق روزفلت ومؤسّس مملكة آل سعود عبد العزيز عام 1945، على ظهر الطراد، على حماية بريطانيا للعرش السعودي مقابل النفط، ثم ورثت الولايات المتحدة التركة البريطانية في الخليج وتولّت بمفردها حماية العرش المستجدّ لقاء شراء الأسلحة والطائرات وكافة السلع العسكرية، وإسكات الأصوات التي تعارض الهيمنة الأميركية في الشرق الاوسط! إلا أنّ ترامب «المقاول» لم يعُد يقبل بشراء السلاح وحسب، بل يسعى إلى امتلاك النفط وزيادة إنتاجه سعودياً لتغطية السوق، وهو ما قاله للملك سلمان بالحرف الواحد انّ ما تشترونه منا لا يساوي شيئاً مقابل حمايتنا لكم ولغيركم.
ولهذا كان ترامب يصوّب على خصخصة شركة «أرامكو» كلها في بورصة نيويورك أملا بتوفير 2000 مليار دولار كدفعة أولى من التصرف في ملكية النفط والطاقة.
في مثل هذه الحالة، هل يأمن السعوديون بعد، من الطلبات الأميركية، وهو ما سنتطرق إليه لاحقاً.
لكننا نتساءل عن غفلة «أمة لا اله الا الله» عن نهب ثرواتها، ولا نسأل الأنظمة التي اتخذت الشيطان وكيلاً لها، الى متى يبقى سفه هذه الأمة لنفسها ولقدراتها ولحماقاتها ولدينها، وهل يجوز ان تكون الأمة وما عليه من ضآلة مثلاً للجيل الناشئ؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(البناء)