عون: غالبية النازحين عبروا عن رغبتهم بالعودة ولبنان تجاوب
عقد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في القصر الجمهوري في بعبدا، سلسلة لقاءات ديبلوماسية، حدد فيها “مواقف لبنان من التطورات المحلية والاقليمية والدولية الراهنة “.
وتسلم في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل، اوراق اعتماد سبعة سفراء، يمثلون قطر والمانيا وبلجيكا والبرازيل وكرواتيا وغانا والكونغو.
واستقبل الرئيس عون، سفير جمهورية مصر العربية نزيه النجاري، الذي نقل اليه حرص بلاده “على تطوير العلاقات اللبنانية – المصرية وتفعيلها في المجالات كافة”، واكد “اهتمام مصر بالاوضاع في لبنان، لا سيما لجهة الاسراع في تشكيل حكومة جديدة لمواجهة المرحلة المقبلة“.
واستقبل الرئيس عون، في حضور سفير بريطانيا كريس رامبلينغ، وفدا برلمانيا بريطانيا من مجلس المحافظين البريطاني لشؤون الشرق الاوسط “CMEC” برئاسة السير هوغو سواير، ضم، النواب، فيليب ديون، تيم لوفتون، اللورد اندرو روباثان، اللورد فرنسيس مود، شارلوت لسلي ومارك موريسون والسفير وفيق سعيد.
ونقل الوفد لرئيس الجمهورية “اهتمام بريطانيا بالوضع في لبنان، وبالتقدم الذي تحقق في مجالات عدة، لا سيما في مجال التعاون العسكري اللبناني – البريطاني“.
واعرب السير سواير عن رغبة بلاده “في تعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان”، مشددا على “اهمية استمرار الدعم البريطاني للجيش اللبناني، لا سيما في مجالي التدريب والتجهيز”، منوها ب”ما حققه الجيش من انجازات رسخت الامن والاستقرار في لبنان“.
ورحب الرئيس عون بالوفد، شاكرا “الاهتمام الذي توليه بريطانيا للجيش اللبناني والذي تواصل دعمه وتدريبه، ما ساهم في تحقيق انجازات امنية كبيرة، لعل ابرزها، مواجهة التنظيمات الارهابية وتحرير لبنان منها“.
واكد اهتمامه ب”تعزيز العلاقات الثنائية”، عارضا “ما تحقق من انجازات سياسية وامنية واجتماعية منذ تسلمه مسؤولياته الدستورية”، لافتا الى “الخطة الاقتصادية الاصلاحية التحديثية التي تم وضعها، والتي ستتولى الحكومة الجديدة تنفيذها للانتقال بالاقتصاد اللبناني من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد الانتاجي“.
وردا على اسئلة اعضاء الوفد، رحب رئيس الجمهورية ب”رغبة الشركات البريطانية بالاستثمار في لبنان”، مؤكدا ان “هذه الشركات ستجد مجالات عدة للاستثمار وفرصا اضافية، من خلال الخطة الاقتصادية الوطنية“.
وعرض الرئيس عون “موقف لبنان من مسألة النازحين السوريين”، فجدد المطالبة ب”عودة هؤلاء الى المناطق الامنة في سوريا”، مؤكدا ان “مجموعات منهم تترك تباعا لبنان وعلى نحو اختياري باشراف الامن العام اللبناني. ومنذ بداية تنظيم قوافل العائدين لم يتبلغ لبنان عن وقوع اي حوادث معهم بعد عودتهم”، مشددا على ان “الدولة اللبنانية لا تكره النازحين السوريين على العودة، بل تترك لهم حرية القرار. علما ان تداعيات النزوح السوري الى لبنان تشعبت واحدثت اضرارا جسيمة في مختلف الميادين”، مشددا على “عدم جواز ربط عودة السوريين الطوعية والامنة الى بلادهم بالوصول الى حل سياسي قد يطول الاتفاق عليه“.
وعن موقف لبنان من تطورات القضية الفلسطينية، اكد الرئيس عون ان “التطورات المتلاحقة، والتي كان اخرها الموقف الاميركي من الموافقة على جعل القدس عاصمة لاسرائيل، ثم وقف المساعدات المالية لوكالة “الاونورا” واعلان الوطن القومي اليهودي، تتناقض كليا مع القرارات الدولية ذات الصلة وتدخل القضية الفلسطينية في مسارات جديدة لا تدعو الى التفاؤل، لان الشعب الفلسطيني انتظر 70 عاما للتوصل الى حل عادل لقضيته، واذ بكل ما يجري يعيد هذه القضية الى الوراء“.
هذا، واطلع الرئيس عون الوفد على المبادرة التي اطلقها في الامم المتحدة ب”إنشاء اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان، بهدف المساهمة في تعريف الانسان بالاخر، لا سيما الشباب، وقيام حوار بين الثقافات والاديان والتكامل مع دور لبنان كصلة وصل بين الشرق والغرب“.
ووعد الوفد البريطاني ب”متابعة هذا الموضوع الحيوي بالنسبة للبنان“.
واستقبل الرئيس عون في حضور وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي، وفدا من منظمة “هيومن رايتس واتش” برئاسة كينيث روث، لمناسبة عقد المنظمة اجتماع مجلس ادارتها في بيروت، تعبيرا عن تقديرها “التزام لبنان العمل على المحافظة على حقوق الانسان“.
وفي مستهل اللقاء، عبر روث عن سعادة اعضاء مجلس ادارة المنظمة ب”الاجتماع في بيروت”، شاكرا “التعاون الذي يقدمه لبنان للمنظمة”، عارضا أبرز اهتماماتها، “لا سيما مسألة معالجة النفايات الصلبة بعد اقرار مجلس النواب القانون الخاص بها”، كما تطرق الى “ابرز المواضيع التي تهم المنظمة في مجال عملها“.
ورحب الرئيس عون بالوفد، شاكرا “اختيار اعضائه بيروت لعقد اجتماع مجلس الادارة”، عارضا أبرز ما تحقق “في مجال المحافظة على حقوق الانسان، ومنها معالجة موضوع النفايات والوسائل التي يتم درسها تمهيدا لاعتمادها“.
ولفت الرئيس عون الى ان “القانون الذي اقره مجلس النواب مؤخرا، ينطلق من مبدأ اللامركزية، بحيث تتمكن الادارات المحلية من اختيار الطرق المناسبة للتخلص من النفايات وفق ظروف الاتحادات البلدية المعنية“.
وتناول البحث ايضا، اوضاع النازحين السوريين في لبنان والاجراءات المعتمدة لتوفير عودة اختيارية لهم الى بلادهم، “لا سيما اولئك الذين نزحوا الى لبنان هربا من الاوضاع الامنية المتردية التي سادت قراهم وبلداتهم، علما ان غالبية هؤلاء النازحين عبروا عن رغبتهم في العودة، فتجاوبت السلطات اللبنانية مع رغبتهم“.
وخلال الاجتماع، سلم الوزير جريصاتي روث تقريرا اعدته وزارة العدل عما “تحقق خلال العامين الاولين من عهد الرئيس عون، من انجازات في مجال حقوق الانسان، لا سيما المواضيع التي سبق لمنظمة “هيومن رايتس واتش” ان راجعت فيها الحكومة اللبنانية“.
الى ذلك، شهد القصر الجمهوري قبل ظهر اليوم، تقديم اوراق اعتماد سبعة سفراء معتمدين في لبنان، يشكلون دفعة جديدة من رؤساء البعثات الديبلوماسية الذين يقدمون اوراق اعتمادهم لرئيس الجمهورية.
وتضمنت هذه الدفعة، السفراء: دولة قطر محمد حسن جابر الجابر، جمهورية المانيا الاتحادية جورج بيرغيلين، مملكة بلجيكا هوبر كورمن، جمهورية البرازيل الاتحادية باولو كورديرو دي اندرادي بينتو، جمهورية كرواتيا توميسلاف بونجاك، جمهورية غانا بول اوكوه وجمهورية الكونغو لوك جوزف اوكيو“.
ونقل السفراء الى الرئيس عون “تحيات رؤساء دولهم وتمنياتهم له بالتوفيق في مسؤولياته الوطنية”، مؤكدين له “العمل من أجل تعزيز العلاقات التي تجمع بين لبنان وبلدانهم“.
وحمل رئيس الجمهورية السفراء تحياته الى رؤساء دولهم، متمنيا لهم “التوفيق في مهمتهم الدبلوماسية”.