من الصحف البريطانية
ذكرت الصحف البريطانية الصادرة اليوم إن حل الدولتين قضى عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن قرار ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس تجاوز “الخط الأحمر”، وهو دليل على أن الإدارة الأمريكية “ليست منحازة لإسرائيل فحسب بل منخرطة تماما في سياستها “.
ولفتت الى إن دونالد ترامب مخطئ في حساباته فالصين ليست المكسيك، مشيرة الى أن تعديل اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة، من جهة وكندا والمكسيك من جهة أخرى جعلت ترامب يعتقد أنه انتصر لأفكاره ولكن عليه أن يعرف أن الصين ليست المكسيك.
نشرت صحيفة آي مقالا كتبه داوود عبد الله يقول فيه إن حل الدولتين قضى عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويقول الكاتب مدير منظمة المتابعة الإعلامية “ميديل إيست مونيتر”، وهي مؤسسة غير ربحية، إن ترامب “أعلن دعمه حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن علينا أن ننتظر إذا كانت أقواله ستصدقها الأفعال“.
ويذكر أنه منذ 24 عاما في هذا الشهر حصل ياسر عرفات وشمعون بيريز وإسحاق رابين على جائزة نوبل للسلام. وقالت لجنة نوبل إنها منحت الجائزة لهم تكريما “لعمل سياسي يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة”. وكانت تلك اتفاقية أوسلو بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. وكان الهدف منها إجراء مفاوضات تحدد إطارا يؤدي بعد فترة 5 أعوام إلى حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
“لكن شيئا من هذا لم يحدث. لم يتم التطرق إلى أي مسألة من المسائل الأساسية التي تضمنتها اتفاقية أوسلو وهي وضع القدس، ومصير اللاجئين الفلسطينيين، والاستيطان الإسرائيلي، والأمن، والحدود، والعلاقات مع الدول المجاورة”، وفقا للمقال.
وتدهورت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب أعمال العنف التي أصبحت متكررة.
ويقول إن إسرائيل شرعت هذا الأسبوع في تجريف قرية خان الأحمر التي يقطنها البدو، على الرغم من المعارك القضائية التي استمرت أعواما، وعلى الرغم من التنديد الدولي.
ويضيف الكاتب أن قرار ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس تجاوز “الخط الأحمر”، وهو دليل على أن الإدارة الأمريكية “ليست منحازة لإسرائيل فحسب بل منخرطة تماما في سياستها“.
ويقول الكاتب إن هذه القرارات والمواقف الأخيرة من الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي قضت على أي أمل في التقدم بشأن حل النزاع الإسرائيل الفلسطيني.
نشرت صحيفة الفايننشال تايمز مقالا كتبه مارتن وولف يقول فيه إن دونالد ترامب، مخطئ في حساباته، فالصين ليست المكسيك.
ويستغرب وولف أن “أفكارا بدائية عن التجارة أصبحت تطبق في أكثر الدول تطورا في العالم”، في إشارة إلى الحرب التجارية التي أعلنها ترامب بهدف تعديل الميزان التجاري مع شركاء بلاده.
ويرى الكاتب أن تعديل اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة، من جهة، وكندا والمكسيك، من جهة أخرى، جعلت ترامب يعتقد أنه انتصر لأفكاره، ولكن عليه أن يعرف، حسب الكاتب، أن الصين ليست المكسيك.
ويعتقد مارتن أن ترامب ارتكب خطأين، أولهما أنه بالغ في مواقفه من الميزان التجاري بين البلدين، لأن الحكومة الصينية لا يمكن أن تفرض على الصينيين شراء سلع لا يريدونها.
والخطأ الثاني، بحسب الكاتب، هو أنه بالغ أيضا في تقدير قوة الولايات المتحدة. وإذا كان سيصل إلى أي اتفاق مع الصين بشأن حقوق الملكية الفكرية مثلا، فلابد له من حلفاء في الاتحاد الأوروبي واليابان.
وإذا حسنت الصين قوانين حماية الملكية الفكرية فإن المزيد من الشركات الأمريكية ستقبل على الاستثمار في الصين، وحتى هذا لا يريده ترامب، وفقا للمقال.
ويرى وولف أنه من المحتمل أن يفاجئنا ترامب بأعظم اتفاق تجاري في التاريخ، ولكنه لن يجني منه الكثير في الأخير.
ويضيف أن تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين محتمل، قد يتحول إلى حرب لا منتصر فيها.