من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء : أردوغان: القمة الرباعية حول سورية الأسبوع المقبل… والصواريخ الإيرانية تربك واشنطن وزير خارجية البحرين: مصافحة المعلم بقرار خليجي… ولا تعامل إلا مع الحكومة السورية باسيل ــ نتنياهو: 1 0… وتعادل بين الاقتصاد وأصحاب المولدات… والحكومة وقت ضائع
كتبت صحيفة “البناء ” تقول : الشراكة الأوروبية مع روسيا وتركيا في ملفات عودة النازحين وإعادة الإعمار، ستكون موضوع القمة الرباعية الروسية التركية الألمانية الفرنسية الأسبوع المقبل، كما أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان، وتحت سقف مسار سياسي مقبول من سورية وحلفائها وهو الانتخابات، بعدما سلم الأوروبيون والأتراك بالخط الأحمر الروسي المرسوم حول الرئاسة السورية في أي بحث مشترك بإتجاه المسار السياسي.
هذه الشراكة لم تظهر بعيدة عن تراجعات أميركية واضحة في الإشادة بتفاهمات سوتشي حول إدلب، رغم الإدراك المسبق بتعقيدات التنفيذ، وأرجحية فتحها الباب أمام العمل العسكري كضرورة، والحديث عن انسحاب أميركي من قاعدة التنف، أو عن إزالة الفيتو عن عملية عودة النازحين وإعادة الإعمار بربطها ببيان مشترك أوروبي أميركي عربي، بالسقف السياسي الروسي وهو الانتخابات.
الموقف العربي الجديد أيضاً ظهر في تصريحات وزير خارجية البحرين خالد آل خليفة الذي تحدث لوسائل الإعلام السعودية عن مصافحته لوزير الخارجية السورية وليد المعلم، ومعانقته أمام الكاميرات، بالقول إنها ليست المرة الأولى، لكنها هذه المرة جاءت علنية لأن قراراً خليجياً اتخذ بالانفتاح على الحكومة السورية، مضيفاً، نحن حكومات ولا نتعامل مع غير الحكومة السورية، أما مطالب الحل السياسي فطريقها دعم مساعي المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
بالتوازي بدت واشنطن مرتبكة مع تكرار تسجيل طهران للنقاط من مضيق هرمز واستعراض القوة فيه، وقبله الصواريخ التي أصابت مواقع جماعات كردية إيرانية تتخذ من أربيل مقراً لها، وإصابتها بالقرب من نقاط تموضع أميركية، وآخرها كان الاستهداف لمواقع معسكرات داعش في البوكمال السورية بالقرب من المواقع الأميركية، تحت عنوان الرد على عمليات الأهواز الإرهابية قبل أيام، حيث تظهر إيران جاهزيتها للعب على حافة الهاوية واختبار القدرة الأميركية على مجاراتها وتسجّل عليها النقاط، في ظل حرب كلامية أميركية على إيران تعجز عن التحول إلى خطوات عملية تترجمها، مع اقتراب موعد الحزمة الثانية للعقوبات التي مهدت لها واشنطن تحت شعار منع شراء قطرة نفط من إيران، وتظهر التقارير الصحافية التزامات متعددة تضمن لإيران مواصلة بيع نفطها رغم العقوبات.
لبنانياً، مع سيطرة الوقت الضائع على الملعب الحكومي، سجل تعادل سلبي بين وزارة الاقتصاد وأصحاب المولدات، بعدما تراجعت الوزارة لصالح تسعيرة تسترضي أصحاب المولدات ولم تنجح بضمان سيرهم في تركيب العدادات والتسعيرة الجديدة، في الموعد المنتظر الذي مضى أمس، في ظل بيان تصعيدي لأصحاب المولدات يهدّد بالعتمة.
وحده وزير الخارجية جبران باسيل سجل هدفاً ذهبياً في المرمى الأخطر، وهو مرمى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عبر النجاح الدبلوماسي الباهر للجولة التي نظمتها الوزارة للسفراء المعتمدين في لبنان وغابت عنها السفيرة الأميركية، حيث تسنّى للسفراء والإعلام العالمي التحقق من الحجج الباهتة لنتنياهو حول مستودعات ومراكز تجميع صواريخ ثقيلة لحساب حزب الله في مواقع قرب مطار بيروت. وكان التساؤل الذي يطرح رداً على محاولات الترقيع الإسرائيلية بعد الفضيحة، هو إذا كان قد تم إخلاء المستودعات وهي تحت المراقبة الإسرائيلية التي أتاحت التيقن من عدد الصواريخ ومكانها، فلماذا لم يتم استهدافها بالجملة وهي مجمّعة ويتم نقلها، بدلاً من المخاطرة بملاحقتها بالمفرق في سورية وهي تشحن إلى لبنان وفقاً للمزاعم الإسرائيلية التي ترافق كل غارة في سورية؟
خطوة باسيل الدبلوماسية فضحت كذب نتنياهو
حققت مبادرة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أهدافها بدقة، ما دفع بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي الى الاستنفار الإعلامي وتعقب زيارة الوفد الدبلوماسي خطوة بخطوة و”التعقب التويتري” لتصاريح الوزير باسيل ومخاطبته شخصياً ما أظهر مدى الاهتمام والمتابعة الإسرائيلية لهذه الخطوة الدبلوماسية الأولى من نوعها والتي فضحت أكاذيب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، حيث استغلّ منبر الأمم المتحدة لعرض صور جوية ادعى أنها مخازن صواريخ دقيقة يملكها حزب الله قرب المطار.
وقد جال باسيل يرافقه وفد دبلوماسي من سفراء دول عربية وأجنبية معتمدين في لبنان قرب المطار في غياب لافت للسفيرة الأميركية وسفيري السعودية والإمارات. وشملت الجولة نادي “الغولف” على طريق المطار، ثم توجّه الوفد الى “نادي العهد الرياضي”، في منطقة الأوزاعي، حيث كان في استقبالهم رئيس النادي تميم سليمان، الذي قال: “تستطيعون التجوّل في كل الأماكن على أرض النادي”. وجال باسيل برفقتهم حيث عاينوا أرض الملعب وغرف تبديل ملابس اللاعبين والنادي الرياضي والمسبح”. وفي ختام الجولة زار باسيل الموقع الثالث، وهو عبارة عن معمل قديم ومقفل في محاذاة نادي العهد.
وأكد وزير الخارجية اللبناني أن “أهم ردّ على نتنياهو هو الإعلام العالمي الذي رأى كل المواقع. وثمة طرف يريد افتعال حرب مع لبنان الذي هو بلد التعايش والحوار والسلام. وثمّة مَن لا يريد الكلام مع أحد إلا بالقتل والعنف، سنبقى متمسكين بحقنا في الدفاع عن النفس، لأن في كل المراحل التاريخية، وحتى عندما أبرز لبنان كل قوته في تموز 2006 كان في مكان الدفاع عن النفس. وسنقاوم في كل الميادين وبخاصة دبلوماسياً كي نحافظ على حقنا“.
بدوره أشار السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين ، إلى “أنّنا زرنا المواقع ولم نجد أي شيء من ادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . الجولة التّي قامت بها وزارة الخارجية مقنعة لنا وما تدّعيه إسرائيل غير صحيح”. فيما أشار السفير العراقي في لبنان علي العامري إلى أننا لم نر إلا أرضاً خضراء ولا يوجد صواريخ ولا أي مظاهر عسكرية في المواقع الذي أشار اليها العدو الإسرائيلي“.
وكان باسيل وقبيل التوجّه الى الجولة الميدانية لمعاينة المواقع المحيطة بالمطار، اعتبر في كلمة خلال لقائه السفراء في وزارة الخارجية أن “حزب الله يملك صواريخ، ولكنها ليست قرب المطار، نحن نحترم القرارت الدولية، لكننا لا نلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن ارض لبنان وشعبه”، جازماً أنه “لنا الحق الشرعي في المقاومة حتى تحرير كافة الاراضي المحتلة “. وتوجه الى نتنياهو قائلاً: “ما أدعيته في الأمم المتحدة كذبة أخرى غير منطقية”. وأكد أن “لبنان قوي بشكل كافٍ لمنع الاعتداء عليه وإسرائيل لا تخيفنا وعندما تهدّد ندرك مدى ضعفها”، لافتاً الى أن “لبنان بمواجهة دائمة دبلوماسياً لإثبات أحقية قضيته“.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال قد شنّ هجوماً مباشراً على باسيل وذكره بالاسم في أكثر من تصريح على تويتر: وتوجّه أدرعي الى باسيل في أحد تعليقاته بالقول: “ماذا ستقول للسفرا؟ المفترض أولاً أن توقف إرهاب ” حزب الله ” وتسحب سلاحه من قرب مطار بيروت “، متسائلاً: “هل تفحّصت جيداً إذا الحزب الإلهي لا يزال يستخدم المواقع التي قمنا بكشفها أو على عينك يا تاجر؟”. فيما ادعت بعض مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لجيش الاحتلال بأن حزب الله عمل على تفكيك الصواريخ وإفراغ المستودعات خلال ثلاثة ايام، إلا أن خبراء في الشأن الإسرائيلي أشاروا لـ”البناء” الى أن “حملة أدرعي على باسيل بالتحديد تأتي استكمالاً للحملة التي أطلقها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة على حزب الله والدولة اللبنانية”. وأوضحوا بأن “الهدف منها التصويب على عهد الرئيس ميشال عون في محاولة لإظهار استحالة الفصل بين حزب الله والدولة اللبنانية بل هما كيان واحد.
الأخبار : باسيل يجمع الأمم المتحدة في الضاحية
كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : اتهامات بنيامين نتنياهو، من على منبر الأمم المتحدة، للبنان والتهديدات لأمنه، كانت الدافع الرئيسي لاستدعاء وزارة الخارجية والمغتربين سفراء الدول المُعتمدة في لبنان. أرادت “الخارجية” القيام بخطوة استباقية، تكشف فيها زيف اتهامات “إسرائيل”، ونياتها لشنّ حرب شاملة على لبنان. في وزارة الخارجية، ثم في الضاحية الجنوبية لبيروت، جمع الوزير جبران باسيل ما يمكن وصفه بـ”الأمم المتحدة المصغّرة”، ليثبت، بالدليل، أن إسرائيل كاذبة.
73 دبلوماسياً عربياً وأجنبياً، لبّوا أمس دعوة وزارة الخارجية والمغتربين للردّ على كلام رئيس حكومة العدّو بنيامين نتنياهو، من على منبر الأمم المتحدة، حول وجود مخازن صواريخ للمقاومة اللبنانية قرب مطار بيروت الدولي. لم يتمكن الوزير جبران باسيل من الردّ على ادعاءات نتنياهو مُباشرةً في نيويورك، لأنّه كان قد أصبح على متن طائرة العودة إلى بيروت. اجتماع أمس، أتى كـ”تعويض”، فدُعي سفراء كلّ الدول المعتمدين لدى لبنان، كما لو أنّ في قصر بسترس، ثم في الضاحية الجنوبية لبيروت، “جمعية عمومية مُصغرة” للأمم المتحدة، تُريد أن تُفرغ كلام رئيس الحكومة الإسرائيلي من مضمونه، وتُظهر كذبه للعالم. الهدف الأكبر من اللقاء الذي يكاد يكون غير مسبوق في تاريخ لبنان، كان توجيه رسالة إلى المجتمعات الأجنبية والعربية أولاً، وإلى الرأي العام المحلي ثانياً، تكشف المُخطّط الاسرائيلي بوضع كلّ لبنان تحت نيرانه خلال الحرب المقبلة، وسعيه إلى “تبرير” قصف البنية التحتية واستهداف المدنيين. فكان لا بُدّ من أن تسحب وزارة الخارجية “الذرائع” من أمام العدوّ، وتطلب تحرّك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. “أردنا أيضاً أن نُذكّر بأنّ هذا النوع من الألاعيب لا يمرّ معنا، وسنردّ عليه بالوسائل اللازمة”، استناداً إلى المدير العامّ في وزارة الخارجية.
لجأت الدبلوماسية اللبنانية إلى هذه الخطوة من موقع “القوي”، والمؤمن بالمقاومة لحماية لبنان من أي اعتداء، إلا أنها “استثنائية”، ولن تكون وسيلة يستخدمها لبنان كلّما هدّد وكذب نتنياهو، “لأننا لسنا كشافة للعدو الإسرائيلي”، استناداً إلى باسيل. هي “مُبرّرة” هذه المرّة، لأنّ لبنان يعرف “النيات الإسرائيلية للاعتداء، ولأنّ الكلام حُكي من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولأنه مطار بيروت مع ما يرمز إليه في التاريخ من اعتداء وفي الحاضر من استقرار في البلد وفي المستقبل من وعود للبنان، قمنا بهذه المبادرة“.
اللافت، كان مقاطعة سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بيروت للحدث. “برّر” باسيل الأمر بأنّ السفيرة إليزابيث ريتشارد خارج لبنان. ولكن، لو وجدت “النيّة” الأميركية للاستماع إلى وجهة النظر اللبنانية، لكان بالإمكان إيفاد أي دبلوماسي يُمثّل “سفارة عوكر”، تماماً كما فعل سفراء آخرون. إلا أنّ الأميركيين يصمون آذانهم ضدّ كل صوت مُعارض للدعاية الصهيونية، فيؤكدون مرّة جديدة أنّهم في الموقع الذي يريد فتح الجبهة اللبنانية وتهديد الاستقرار المحلي، خلافاً لكلّ الكلام المعسول عن “حرص” الإدارة الأميركية على الاستقرار في لبنان.
قبل الساعة الثالثة، بدأ توافد الدبلوماسيين إلى قصر بسترس في الأشرفية، المُكتظ بالصحافة المحلية والأجنبية. كان المنظمون لا يزالون يهتمون بوضع الكراسي في البهو، والحسم بين اختيار طاولة ليجلس حولها المتكلمون أو منبر، حين وصل مُمثل السفارة التركية من دون أن ينتبه له أحد. مرّ بعض الوقت، قبل أن يُرشَد الدبلوماسي التركي إلى مكتب الأمين العام لـ”الخارجية” هاني شميطلي، الذي لم يُشارك في لقاء أمس. العديد من الدبلوماسيين وصلوا من دون أن يجدوا، أيضاً، من يستقبلهم من المراسم. فجأةً، عمّت الفوضى أرجاء “الخارجية”، فلم يكن التنظيم والمراسم، على مستوى المبادرة المُهمّة، التي لم تعهدها الخارجية اللبنانية. فرغم أنّ الدبلوماسيين أكدّوا حضورهم قبل وقت، إلا أنّه لم يكن هناك عددٌ كافٍ من المقاعد المُخصصة لهم، والمحجوزة بأسمائهم. جلس القائمون بالأعمال محلّ السفراء، الذين بقي عدد منهم واقفاً، إلى حين “تدبير” كرسي لهم، أو طلب مديرة المراسم السفيرة نجلا رياشي عساكر من القائمين بالأعمال ترك أماكنهم والتوجه إلى الخلف، فسحاً في المجال لدبلوماسيي الفئة الأولى. سوء التنظيم دفع السفير الفلسطيني والقائمة بالأعمال الإيطالية إلى المغادرة.
غداء جبران باسيل مع وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، دفعه إلى التأخر عن موعد المؤتمر، قرابة نصف ساعة، كان خلالها الدبلوماسيون يقتلون الوقت بالمقابلات الإعلامية. السفير الروسي ألكسندر زاسبكين قال لـ”الأخبار” إنّ الإسرائيليين “يُفبركون حالة غير مبنية على دلائل. يجب أن نصل، في ظلّ هذه الأكاذيب، إلى الواقع”. ويؤكد أنّه لا يوجد ثقة بالتصريحات الإسرائيلية، “واليوم (أمس) سنطلع على الواقع، ليكون دليلاً للرأي العام العالمي”، مُشدداً على “الموقف الروسي الداعم للبنان”. أما السكرتير الثاني في السفارة القطرية علي العذبة، فرأى أنّ “خطوة الخارجية اللبنانية إيجابية، وتُحسب لها”. العذبة أكّد لـ”الأخبار” أنّه “أينما تكن المصلحة اللبنانية، فكلّ الدول تكون داعمة لها. ومن الطبيعي أن تكون قطر من الداعمين”. من جهتهم، كان معظم السفراء الأوروبيين يُفضلون انتظار المؤتمر الصحافي والكشف على المواقع قبل التعليق، “لأنّ الوضع حساس”، كما قال مُمثل السفارة الرومانية. أما السفير الفرنسي برونو فوشيه، فأعاد تجديد موقف بلاده المُطالب “بتطبيق النأي بالنفس، لاستمرار الاستقرار. وإذا هُدّد هذا الأخير، فنحن لدينا وسائلنا للتصرف، لا تقلقوا”. ولكن فات سفير دولة الانتداب سابقاً، أنّ “لبنان ملتزم القانون الدولي والقرارات الدولية، وهو لا يلتزم النأي بالنفس عندما يتعلّق الأمر بالدفاع عن أرضه وشعبه”، كما افتتح باسيل كلمته.
لم ينحصر لقاء الخارجية في الردّ على اتهامات نتنياهو سياسياً ودبلوماسياً. بل نُظّمت أيضاً جولة ميدانية للدبلوماسيين العرب والأجانب، إلى المواقع الثلاثة التي “شهَر” نتنياهو صورتها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، زاعماً أنّها تضمّ آلاف الصواريخ لحزب الله. إلى ”منطقة نفوذ” سياسي وشعبي لحزب الله (ملعب الغولف وملعب فريق العهد و”بورة المولى”)، توجهت أربعة باصات تنقل الدبلوماسيين والإعلاميين، حتى يكون مُمثلو الدول “شهوداً على كذب نتنياهو، ويُبرهن لنا أنّ إسرائيل هي المعتدية الأولى على النظام الدولي والشرعية الدولية والخارقة الأولى لقراراتها ولسيادة لبنان”، بحسب باسيل.
الغائب الأبرز عن الجولة الميدانية، كان سفراء وممثلي دول مجلس التعاون الخليجي، باستثناء القائم بأعمال سفارة عُمان. أما مُعظم الدول الأوروبية الأساسية والمؤثرة في الأمم المتحدة، فقد خفضت تمثيلها إلى مستوى “السكرتير” في السفارات، خلال الجولة على المواقع.
الكلام عن وجود صواريخ، يدفع القائم بالأعمال الإيراني أحمد حسين، إلى السخرية. يقول لـ”الأخبار” إنّه “بالتأكيد هناك صواريخ في لبنان، ولكن حزب الله أعقل من زرعها قرب مطار بيروت وعلى تماس مع المدنيين”. يرفض الدبلوماسي الحديث عن خوف من اعتداء إسرائيلي جديد، “فالخوف ليست كلمة دقيقة، ولكن يجب التحسب لكلّ شيء. هذا العدو مجبول بالكذب، وأمام التحريض والاستعراض اللذين شاهدناهما، يجب كشف زيف الادعاءات“.
الديار : حزب الله : مبدأ الاحتفاظ بحق الرد لا وجود له في قاموس المقاومة لا حرب اسرائيلية… لا تعديل لقواعد “الاشتباك”… وسنرد على اي “اعتداء“ “استنفار” في الخارجية “ورسائل” دبلوماسية مطمئنة… ولا جديد حكوميا
كتبت صحيفة “الديار ” تقول : فيما استنفرت الدبلوماسية اللبنانية للرد على “مزاعم” رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، ساد الهدوء على “جبهة” المقاومة التي تعاملت “ببرودة” لافتة مع التهديدات والاكاذيب الاسرائيلية، فلم تعقد قيادة حزب الله على مختلف مستوياتها التنظيمية العسكرية او السياسية اي اجتماعات طارئة خلال الايام القليلة الماضية لبحث التداعيات المحتملة للتصعيد القادم من نيويورك، كما لم تتخذ اي اجراءات استثنانية على الارض لمواجهة احتمالات حصول تصعيد عسكري… هذا ما اكدته مصادر قيادية بارزة في حزب الله لـ”الديار” مستبعدة حصول حرب في المدى المنظور، مؤكدة ان قواعد الاشتباك على الساحة اللبنانية غير قابلة للتغيير، “فالعدو يعرف جيدا ان “معادلة” “نحتفظ بحق الرد” غير موجودة في قاموس المقاومة، واي اعتداء على لبنان، مهما كان حجمه سيتم الرد عليه بالمثل، وفق استراتيجية الردع التي سبق واعلن عنها السيد حسن نصرالله.
ووفقا لتلك الاوساط، يعكس تعامل قيادة الحزب بهدوء وبرودة مع اكاذيب رئيس الحكومة الاسرائيلية، وجود اطمئنان بان ما يحصل مجرد تهويل اعلامي، لن تكون له تداعيات عملية على الارض، كما ان الجهوزية القائمة اصلا، لا تحتاج الى اجتماعات او اجراءات استثنائية… الاوامر واضحة للتعامل مع اي تطور مفاجىء، ومعادلات الردع لا تزال على حالها ضمن “قواعد الاشتباك” المعتادة.
ولفتت الاوساط القيادية في حزب الله، الى ان الاهداف الاسرائيلية من التصعيد واضحة، فنتنياهو يعاني من ضيق شديد نتيجة التطورات المتلاحقة في سوريا حيث تتشكل قواعد اشتباك جديدة لا تخدم المصالح الاستراتيجية الاسرائيلية، وهو حاول استغلال وجوده في الامم المتحدة لتحريض اللبنانيين على حزب الله وايجاد فتنة داخلية من خلال الايحاء بان المقاومة تعرض الاستقرار والامن اللبناني للخطر وتتجاوز سيادة الدولة من خلال تعريض مرافقها الحيوية للخطر… وهذا الامر لم ينطل على احد، واذا كان الداخل الاسرائيلي سخر من ”اكاذيبه”، فان القوى الوازنة على الساحة اللبنانية، لم تتجاوب مع هذا التحريض المفضوح، ولم يتجاوز صدى كلماته قاعة الجمعية العامة للامم المتحدة… وهذا الامر جيد“.
النهار : عون ينتظر “المعايير الموحَّدة” ولن يتنازل
كتبت صحيفة “النهار ” تقول : اذا كان تصعيد حملات المزاعم والتهديدات الاسرائيلية للبنان تحت ذريعة كشف قواعد ومنصات صاروخية ثقيلة قرب مطار رفيق الحريري الدولي ومناطق اخرى في الضاحية الجنوبية بدأ يشكل عامل قلق طارئاً جديداً للبنانيين، فان الجمود الذي شل الى حدود واسعة المساعي المتصلة بأزمة تأليف الحكومة لا يقل اثارة للقلق من الحملات الاسرائيلية. ولعل اللافت في هذا السياق انه وسط العد العكسي لاحياء ذكرى مرور سنتين على انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في نهاية تشرين الاول الجاري، لم تبرز أي معطيات جدية عن ضمان انتهاء ازمة تأليف الحكومة الجديدة بدليل ان الكلام على طرح تفعيل حكومة تصريف الاعمال قد اتخذ بعداً جدياً للغاية في الايام الاخيرة وباتت قوى سياسية عدة تعيد النظر في مواقفها السابقة التي كانت متحفظة عن توسيع مفهوم تصريف الاعمال للحكومة المستقيلة.
ووسط هذه الاجواء أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أسفه لتأخر عملية تأليف الحكومة والاجواء التي تثار حولها. ونقل عنه زواره انه لم يضع العراقيل في وجه الرئيس المكلف سعد الحريري بل على العكس طالبه بوضع معايير موحدة واعداد الصيغة الوزارية التي يريد وانه لم يتعد على صلاحياته بل مارس حقه في ابداء ملاحظاته على التشكيلة الحكومية.
اللواء : المخاطر تسابق الجمود الحكومي: مَنْ يجرؤ على التنازل؟ جولة دبلوماسية اليوم في ملعب المزاعم الإسرائيلية.. ومساءلة نيابية مالية واشتباك بين خوري وأصحاب المولِّدات
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : يزدحم الأسبوع الأوّل من تشرين الأوّل بجملة استحقاقات داهمة، وطنية، وقائية، ودبلوماسية واجتماعية، اقتصادية، من دون ان يتضح بعد المسار الذي يمكن ان تسلكه الحركة التأليفية وسط أجواء استقطاب بين الأطراف، وخيارات غير واضحة المعالم، ونصائح دولية، وتحذيرات من مخاطر محدقة بالبلاد.
فعلى صعيد أوّل، دعا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل رؤساء البعثات الدبلوماسية والسفراء المعتمدين في لبنان إلى الحضور إلى الخارجية عند الساعة الثالثة، والاستماع إلى ردّ لبنان على مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وادعاءاته حول ما قاله عن مخازن الصواريخ، على ان يقوم الوزير والسفراء بزيارة ميدانية للتحقق من ان ما بثه اعلام العدو لا يعدو ان يكون مزاعم، لا أساس لها من الصحة.
الجمهورية : يُريدها عون ويرفضها بري
كتبت صحيفة ” الجمهورية ” تقول : ليس مأمولاً أن تولد الحكومة في وقت قريب، فالمواقف الداخلية على حالها، وكذلك الإقليمية والدولية، مع العلم أنّ القاصي والداني بات يعرف أنّ الرهان على حصول هذا التطور أو المعطى الاقليمي أو ذاك، لن يبدّل في أمر الاستحقاق الحكومي اللبناني شيئاً، وكذلك لن يؤدي إلى تأليف حكومة مختلّة التوازن لمصلحة فريق سياسي ضد آخر.
الرئيس العماد ميشال عون، وخلافاً لاعتقاد البعض، ليس خائفاً من أن يؤدي استمرار التأخير في تأليف الحكومة الى إحباط عهده، أو تعريضه لانتكاسة كبيرة تُبقيه ضعيفاً حتى انتهاء الولاية الرئاسية. والعارفون بالرجل يؤكدون أنه غير متأثِّر سلباً بالتأخير الحاصل، وأنه مستعد للتعايش معه طويلاً بلا أي حرج، بالغاً ما بالغ معارضوه في رهاناتهم على إضعاف عهده أو في محاولاتهم للنيل منه.
واقتراح عون تأليف حكومة أكثرية هو اقتراحٌ جدي، على حد ما يقول عارفوه، ويؤكدون أنه مستعد للسير فيه الى النهاية، ولكن دونه عقبات كثيرة، حيث أنّ الرئيس المكلف سعد الحريري لا يحبذه، وهو المتمسِّك بتأليف “حكومة وحدة وطنية” لأسباب وموجبات بعضها داخلي والبعض الآخر خارجي. كذلك، لا يحبذه حزب “القوات اللبنانية” ولا رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، علماً ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يعارض قبل كلّ هؤلاء حكومة الأكثرية، حتى لا يصبح التمثيل هنا أو هناك حِكراً على فريق بعينه، الأمر الذي يخالف “اتفاق الطائف” الذي أقام سلطة الشراكة الوطنية عبر تأليف حكومات وفاق ووحدة وطنية.