هل تجرؤ «إسرائيل» على شن اعتداءات جديدة على سورية؟ حميدي العبدالله
قبل الاعتداء الإسرائيلي الذي تسبب بسقوط الطائرة الروسية، وقبل الرد الروسي الذي تمثَّل بتسليم الجيش العربي السوري وسائل دفاع جوي من طراز أس 300 واتخاذ تدابير لحماية كافة المواقع التي ينتشر فيها عسكريون روس، كان سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قد أعلن أن الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وصلت إلى حد لا يطاق، وبالتالي على معسكر المقاومة النظر في كيفية ردع هذه الاعتداءات. وكما أكد السيد نصرالله أن المسألة ليست مسألة تهديد، بل إن سورية والمقاومة تمتلكان القدرة على الردع حتى قبل الإجراءات الروسية، فما يحمي لبنان ومواقع حزب الله في لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية ليست وسائل دفاع جوي فعالة يمتلكها حزب الله والجيش اللبناني، بل خوف تل أبيب من رد صاروخي من قبل حزب الله، وهي معادلة فرضها المقاومون اللبنانيون منذ تموز عام 1993 وثبتوها بتضحياتهم وتضحيات الشعب اللبناني في نيسان 1996 وفي حرب تموز عام 2006.
بديهي أن ما تملكه سورية والمقاومة وإيران في سورية، مضافاً إلى ما يملكه حزب الله في لبنان قادر على تطوير معادلة ردعية في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، إذا تمادت هذه الاعتداءات، ولكن سورية وحلفاءها كانوا يعضون على الجرح، ويكتفون بالرد الموضعي لكي لا تتأثر أولوياتهم في مكافحة الإرهاب، وهو هدف تسعى إليه تل أبيب وحلفاءها وتستغله لشن اعتداءاتها.
لكن ابتداءً من التحذير الذي أطلقه الأمين العام لحزب الله والذي لوّح فيه بالرد على الاعتداءات المتمادية، والاتفاق الروسي- التركي، نشأت ظروف وأوضاع يمكن معها أن تصبح مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية على سورية هي الأولوية، والأرجح أن هذا ما عناه سماحة السيد حسن نصرالله في كلامه عن الاعتداءات الإسرائيلية ووصفها بأنها لا تطاق.
اليوم، وبعد الإجراءات التي اتخذتها روسيا رداً على سقوط طائرتها وتحميل تل أبيب المسؤولية الكاملة عن هذا العمل العدواني البشع، وقرار تسليم سورية وسائل دفاع جوي متطورة وتزويدها بقدرات تقنية أخرى إضافية، وحظر أي عمل عدواني يستهدف سورية من البحر، سواء كان هذا الاعتداء من «إسرائيل» أو غيرها، يمكن القول إن قدرة العدو الصهيوني على شن اعتداءات جديدة، وبالوتيرة التي وصلت إليها عند العدوان الأخير على اللاذقية باتت هذه القدرة مقيدة بقوة كبيرة، وعلى قادة العدو أن يحسبوا حساب ذلك، لذلك قد لا تتوقف الاعتداءات بشكل مطلق، ولكن وتيرتها سوف تتراجع هذا أولاً، وثانياً ستكون هذه الاعتداءات مكلفة بالنسبة للعدو الصهيوني.