من الصحف الاميركية
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الصادرة اليوم النقاب أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” ستقوم بسحب أنظمة “باتريوت” الصاروخية المضادة للطائرات والصواريخ من منطقة الشرق الأوسط الشهر المقبل، وأوضحت الصحيفة، فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى، أن البنتاجون يستعد لسحب أربعة أنظمة من طراز “باتريوت” من الأردن والكويت والبحرين .
ورأت الصحيفة الأمريكية “أن هذه الخطوة من قبل واشنطن تشير إلى تحول فى التركيز بعيدا عن الصراعات طويلة الأمد فى الشرق الأوسط وأفغانستان“.
ونوهت إلى أن الجيش الأمريكى من المرجح أن يصب تركيزه على التوترات القائمة مع كل من روسيا والصين، وفقا لما رجحه مسئولون عسكريون بارزون.
ولفتت الصحف الى ان كل من المسؤولين الاميركيين والإيرانيين بذلوا جهودا مكشوفة للعيان على نحو غير معتاد في محاولة للتأثير على تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة، ولكن لحد هذه اللحظة فشل كل منهما في تحقيق هدفه المنشود وأخفقا في وضع حلفائهما في مناصب رئيسة .
وبينما فتح النار على الحلفاء والأصدقاء على حد السواء وهاجم القيم الكونية والمؤسسات الدولية، تحولت كلمة رئيس أكبر دولة في العالم إلى مادة للضحك تسلى بها زعماء الدول.
ففي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يرى الكاتب دانا ميلبانك أن ترامب تحول إلى مادة للضحك والسخرية، يتهامس الزعماء ويكتمون ضحكاتهم وهم يستمعون لخطابه الغريب أمام الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة .
لقد كان العالم يضحك غالبا من حديث ترامب خلال الحملة الانتخابية “وها هو يضحك منا الآن، وبالخصوص من رئيسنا“.
ومع أن الخطاب كان موجها لقادة العالم فإن ترامب بدا وكأنه في حملة انتخابية ويتباهى بالقول “في أقل من سنتين حققت إدارتي ما لم تحققه أي إدارة أميركية على مر التاريخ“.
أمام هذه الثرثرة حاول قادة العالم مغالبة الضحك، وهي ردة فعل أقر ترامب لاحقا بأنه لم يتوقعها رغم أنه بدا راضيا عن خطابه.
وبالنسبة لهؤلاء الزعماء، بدت كلمة ترامب فكاهية جدا. وعلى مدى 35 دقيقة هاجم الرئيس الجميع، فلم يقتصر على خصومه مثل إيران وكوبا وسوريا وفنزويلا، بل انتقد بحدة الصين وألمانيا ومنظمتي أوبك والتجارة العالمية ومجلس حقوق الإنسان .
وكذلك طال هيجان ترامب المحكمة الجنائية الدولية والدول الاشتراكية ومجلس حقوق الإنسان ومعاهدة الأمم المتحدة الجديدة بشأن الهجرة.
هدد الرئيس الأميركي المستفيدين من المساعدات الأميركية، ومعظم هؤلاء في أميركا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا الشرقية وجنوب آسيا. وجدد وعيده بوقف المساهمة في تمويل قوات حفظ السلام الدولية.
الرئيس الأميركي تهكم على الأمم التي يمثل عدد سكانها 90% من سكان المعمورة. مليارات البشرية تعرضوا للإساءة في نصف ساعة.
الرجل الذي يقود أغنى دولة في العالم شدد على أنه لم يعد بإمكان أحد تحقيق مكاسب على حساب الولايات المتحدة ، ولتأكيد تمسكه بالسياسات التجارية الحمائية قال “أميركا لن تعتذر عن حماية مصالح مواطنيها“.
وفي كل عبارة استخدم فيها مفردة “العالمية”، كان ترامب يزدري من القيم التي قامت الأمم المتحدة أصلا من أجلها على أنقاض الحرب العالمية الثانية .
إن أميركا ترفض “الحاكمية العالمية، السيطرة والهيمنة. ولن تتخلى عن سيادتها للبيروقراطية العالمية المفروضة وغير الخاضعة للمحاسبة.. نحن نرفض الأيديولوجية العالمية ونؤمن بالعقيدة القومية“.
وبينما كان يقرأ الكلمة التي كتبها مستشاره ستفين ميللر ويضيف لها مفردات مبتذلة، كان قادة العالم في القاعة يبتسمون ويتهامسون.
لقد صفق الحضور لرؤساء الدول الآخرين خلال إلقاء كلماتهم، بينما لم يفعلوا ذلك مع ترامب إلا في اللحظة التي كانوا فيها يضحكون منه وعندما أنهى كلمته.
كان الخطاب أمام رؤساء دول أجنبية، ولكن ترامب وجهه للاستهلاك المحلي بلهجة انتخابية من أجل إغراء جمهوره من القوميين الأميركيين.
ترامب في الأصل ابتعد عن العالم وفي اليوم الذي ألقى فيه الكلمة اخترعت الدول الأوروبية آليات للتغلب على العقوبات الأميركية ضد إيران .