رئيس الوزراء السوري لوفد الصحافيين العرب: نريد افضل العلاقات مع الدول العربية لكننا لا ننسى الذين تآمروا علينا
دعا رئيس الوزراء السوري عماد خميس الى اطلاق مشروع اعلامي عربي موحد يعمل عليه اتحاد الصحافيين العرب الذي يفترض ان يكون متحررا اكثر من اي قطاع آخر. وقال خميس ان سوريا منفتحة على العالم العربي وشعوبه ،ولا نحمل الا كل محبة للبلدان والشعوب العربية،لكننا لا نستطيع ان ننسى من تآمروا علينا من الاقرباء،ليس من اجل الانتقام ،بل لنمنع اعتداءهم على سوريا ،ومن واجب الاعلاميين العرب فضح هذا التآمر .
وكان خميس يتحدث لدى استقباله وفد الصحافيين العرب الذي يزور سوريا للمشاركة في مهرجان الاعلام الثاني الذي ينظمه اتحاد الصحافيين السوريين.
وحضر اللقاء وزير الخارجية اللبنانية السابق عدنان منصور ورئيس اتحاد الصحافيين السوريين موسى عبد النور ،وضم الوفد صحافيين من لبنان ومصر والاردن وتونس والكويت وفلسطين.
في مستهل اللقاء رحب رئيس الحكومة السورية بالوفد وقال ان مهرجان الاعلام الثاني هو فرصة للقاء بكم وتعزيز العلاقات بعد المحنة التي مرت بها سوريا .. ونحن نمر في ظروف استثنائية وبعناوين كثيرة ،وقد حققنا انتصارا كبيرا بتضحيات شعبنا وجيشنا وبإدارة حكيمة بقيادة الرئيس بشار الاسد.وهذا الانتصار كان بدعم من الحلفاء،وكذلك بالدعم الاعلامي من الصحافيين والمفكرين العرب الذين نفتخر بهم.
اضاف: لا شك ان اللقاءات العربية ضرورة كبرى،لكن المجال الاهم هو الاعلام،وهو لم يعد سلطة رابعة فقط بل بات السلطة التي تتقدم على سلطات كبيرة. وامام التطور الكبير لوسائل الاعلام ،فإن استخدام الاعلام بات سلاحا ذا حدين ،احدهما ضار والاخر مفيد وبناء. وقد كان الاعلام احد الادوات الرئيسية التي استخدمت ضد سوريا في الحرب. وقد تأثر الشعب السوري ،خاصة البعيد، بالتضليل الاعلامي،حيث تم توظيف 800 وسيلة اعلامية لخوض المعركة ضد سوريا.
وشرح خميس اوضاع سوريا قبل الحرب فقال: كنا دولة غير مديونة. الدعم يطال المواد الاساسية. الدواء شبه مجاني،المستوى الصحي وصل الى المستوى الاوروبي،التعليم مجاني،الكهرباء مؤمنة بشكل كامل،كل المواطنين كانوا يعيشون مرتاحين ،ولذلك سقط سريعا اللعب على الموضوع الاجتماعي.
اضاف: الحرب التي تعرضت لها سوريا لم يكن لها شبيه في التاريخ،لكننا انتصرنا بحكمة وارادة سيد الوطن الرئيس بشار الاسد وبتضحيات جيشنا ووعي شعبنا،ونامل ان نخرج نهائيا من هذه الازمة قريبا.
بعد ذلك استمع رئيس الوزراء السوري الى مداخلات الوفد ،فتحدث الوزير عدنان منصور الذي قال ان سوريا استطاعت اعطاء درس في الصمود للعالم كله وحققت الانتصار،مشيرا الى ان سقوط سوريا كان يعني سقوط المنطقة بأكملها.
ثم تحدث الزملاء الصحافيون فأبدى كل منهم ملاحظاته انطلاقا من تجربة بلدانهم ،وانطلاقا من حرصهم على استقرار سوريا ،لأن هذا الاستقرار يعني البلدان العربية جميعها خاصة الدول المحيطة ،مركزين على ضرورة تغيير الخطاب السوري بعد الحرب في شتى المجالات وقيام سوريا جديدة تكون نموذجا للعرب والعروبة. واكد الزملاء على ضرورة انفتاح سوريا من جديد على جميع البلدان العربية.
ورد الرئيس خميس على كلام الصحافيين فقال: انا سعيد بما سمعته منكم،وهذا يدل على عراقةالعاملين في الاعلام. وعلينا ان نعرف ان كل ازمة وراءها مستفيد،والمستفيد من ازماتنا هي اسرائيل ودول الغرب التي تسعى الى الهيمنة على العالم العربي.
وذكّر بخطاب القسم للرئيس بشار الاسد عام 2014 ،والذي قال فيه ان جوهرالحرب على سوريا هو حرف نظرنا عن جوهر القضية العربية وهي قضية فلسطين. فإياكم ان يسيطر عليكم هاجس تخلي سوريا عن عروبتها وعن علاقتها بالشعوب العربية. ونحن على ثقة بأن سوريا محبوبة لدى الشعوب العربية،حتى في السعودية يحبون سوريا،ونحن مؤمنون بضرورة علاقاتنا الجيدة بالشعوب العربية،ونحن نقدر واقع الحكومات العربية وظروفها،وكنا نتمنى ان تكون مواقف الحكومات العربية في مصلحة شعوبها.
وقال: نحن منفتحون على كل الشعوب والحكومات العربية،لكن هناك هيمنة اميركية واسرائيلية على بعض الانظمة العربية. نحن تألمنا كثيرا ،وبعض الاقرباء كانوا اول من تآمر علينا،ولا نستطيع ان ننسى،ليس بهدف الانتقام،بل لنقضي على هذا التآمر نهائيا كي لا يعود من جديد. وعلى الاعلاميين ان يفضحوا والمتآمرين.
واوضح ان رؤية الرئيس الاسد هي ايمانه بالشارع العربي بأنه صمام الامان للامة وللعلاقات العربية العربية.
وردا على سؤال حول فتح معبر نصيب مع الاردن اوضح خميس ان ثمة خطوات تتخذ على هذا الصعيد وهي في تقدم ،وان شاء الله يتحقق ذلك في وقت قريب وليس ببعيد.
وخلص الى القول: واقعنا صعب اقتصاديا ،لكننا مؤمنون بأننا انتصرنا وسنعيد بناء بلدنا،وسنكون غدا وبعد غد افضل من اليوم. ادلب ستعود سياسيا او عسكريا وتحت اي عنوان. ونحن لا نحمل الا كل محبة لكم ولبلدانكم وشعوبكم،وستبقى سوريا العمق الحقيقي لكل الامة العربية وقلب العروبة النابض كما كان يقول العرب انفسهم.