من الصحافة الاسرائيلية
نقلت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول استعداده منح الفلسطينيين الصلاحيات للدفاع عن أنفسهم دون الصلاحية لتهديد اسرائيل عدا عن غزة.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن نتنياهو تأكديه أن خطة “السلام” التي يعمل طاقم الرئيس الأميركي الخاص على صياغتها، “ستعكس هذا المبدأ” أي حفظ السيطرة الأمنية غرب نهر الأردن وأن تكون الدولة الفلسطينية تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وأشار نتنياهو خلال حديثه للصحافيين إلى أنه “لم يتفاجأ” من تفضيل الرئيس الأميركي لحل الدولتين، حين قال ترامب إن “حل الدولتين هو الحل الأمثل، أنا أفضل حل الدولتين”، وأضاف ترامب “لدي ثقة كاملة بأن الفلسطينيين سيعودون إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى”.
ونقلت المواقع الإسرائيلية عن “مصدر دبلوماسي رفيع المستوى” أعقب لقاء نتنياهو للصحافيين، أن إسرائيل تجري اتصالات على مختلف المستويات مع روسيا، والتقديرات الإسرائيلية تفيد بأنه عندما ينتهي الحداد في روسيا وتهدأ الأجواء، سيتم عقد لقاء بين نتنياهو وبوتين.
وأكد المصدر أن “من المهم أن نستمر في الحفاظ على العلاقة مع الروس على كافة المستويات من ناحية، ولكن دون التأثير على حرية العمل الإسرائيلي الذي لن تتغير (في سورية)، وفي هذا الشأن نحظى بدعم كامل من ترامب“.
اما وزير المعارف الإسرائيلي ورئيس كتلة “البيت اليهودي” نفتالي بينيت فقد قال إنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية، حتى لو كانت منزوعة السلاح، وقال بينيت في حديث إذاعي مع “كان بيت: “لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية، ولن نسمح لشركاء الائتلاف بجر الحكومة إلى اليسار” على حد تعبيره.
لا تزال واقعة إسقاط طائرة “إيل-20” الروسية في سورية ومقتل 15 ضابطا وجنديا كانوا على متنها، تثير جدلا في إسرائيل بسبب تبعاتها وعلى خلفية تحميل روسيا إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة. وكشف المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل عن أن روسيا رفضت استقبال وفد سياسي إسرائيلي، حتى لو كان على رأسه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أو وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، ما يعني أن الغضب الروسي وصل حد رفض استقبال نتنياهو أو ليبرمان. وكان الروس قد حملوا سلاح الجو الإسرائيلي المسؤولية عن إسقاط الطائرة، لكنهم أشاروا، في بياناتهم الأولى بعد الواقعة، إلى أن السياسة الإسرائيلية في سورية (التي توجهها حكومة نتنياهو) تتحمل مسؤولية ذلك أيضا.
ولفت رئيس الموساد الأسبق، أفراييم هليفي، في مقال في صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أنه بعد إعلان روسيا نقل صواريخ “اس-300” المضادة للطائرات إلى سورية، في أعقاب إسقاط الطائرة، بادر نتنياهو إلى الاتصال هاتفيا بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في محاولة لتغيير القرار الروسي. وفي المقابل، تحدث مسؤولون إسرائيليون عن أنه بمقدور الطيران الحربي الإسرائيلي تفادي مخاطر هذه الصواريخ تجاهه، وأن إسرائيل ستواصل عملياتها في سورية، إن لم يكن بغارات جوية، فبصواريخ موجهة يتم إطلاقها من مسافة بعيدة ومن دون التوغل في الأجواء السورية.
ورأى هليفي أن هذا الوضع يطرح سؤالا مقلقا. “إذا كان بالإمكان احتواء التهديد الجديد، ما الجدوى في توجه نتنياهو الدراماتيكي إلى بوتين كي يحذر من مخاطر إدخال هذه المنظومة (اس-300) إلى سورية؟ والمطلوب أيضا استيضاح ما هي نوعية ومستوى السلاح الإيراني، الذي نفذ سلاح الجو أكثر من 200 غارة من أجل تدميره وتحمل مخاطر على حياة الطيارين؟ ولماذا انبرى نتنياهو يعلن أن إسرائيل ستستمر في العمل بحزم كبير، وأيضا من خلال مخاطرة، ربما متزايدة، بمواجهة مباشرة مع روسيا؟“.
وأضاف أن “الواضح الآن هو أن السلاح الإيراني الحديث والدقيق هو تهديد ملموس وعملاني وداهم، وهو أهم من التهديد النووي غير العملاني”. واعتبر أنه فيما يتعلق بإسقاط الطائرة “استعرض الروس رواية مغايرة عن تلك الإسرائيلية وتخدم مصلحتهم حاليا. ويعني ذلك أن الجهود الإسرائيلية لدحض هذه الرواية سيكون ضارا ويطيل المواجهة، وخسارة الاستثمارة فيها“.
وبحسب هلفي، فإن أهم إعلان صدر عن الروس هو حول تكثيف المنظومة الالكترونية الروسية في المجال السوري. وأشار في هذا السياق إلى مواجهتين بين إسرائيل وروسيا في سبعينيات القرن الماضي. ففي العام 1970 خاض السوفييت في مصر، إبان حرب الاستنزاف، حربا الكترونية ضد إسرائيل. “وكل جانب سعى في سباق متواصل من أجل التفوق على الآخر. وأي ارتقاء روسي استوجب ارتقاء إسرائيليا. وكمن كان ضالعا في هامش المجهود الإسرائيلي في حينه، لن أنسى إصرار قادة الحرب الالكترونية الإسرائيليين. وكان في أوج المواجهة، قرار رئيسة الحكومة، غولدا مائير بالمصادقة على نصب كمين جوي للطيارين السوفييت وإسقاط خمس طائرات ميغ روسية في تموز/يوليو العام 1970. وبعد ذلك بعشرة أيام أعلن وقف إطلاق نار انتهى في يوم الغفران العام 1973، بعد يوم واحد من مغادرة الروس لمصر. ومعظم المحللين يقدرون أن نتيجة الحرب كانت التعادل“.
وتابع هليفي أن المواجهة الثانية جرت في الأسبوع الثاني لحرب تشرين أول/أكتوبر 1973، “عندما تمكن المصريون والسوريون، بمساعدة صواريخ أرض – جو من صنع روسي، إسقاط 80 طائرة لسلاح الجو، حوالي ثلث مجمل القوة الجوية الإسرائيلية”. وخلص إلى أن “تجربة الماضي أثبتت أن النجاح في المواجهة في ميدان الحرب الالكترونية مفيد للنصر. (لكن) المس بقدرات توجيه الأسلحة نحو هدفها، وسد منظومات التسيير بالأقمار الاصطناعية وأجهزة الاتصال بين الطائرات (التي يهدد الروس بممارستها الآن) تشكل ’اسم اللعبة’ اليوم. وهذه قمة المواضيع المصيرية”.