النائب مخزومي لـ”الإنتشار”: لا حكومة.. ولا حل!
”لا حكومة.. ولا حل”، بهاتين الكلمتين يصف رئيس حزب “الحوار الوطني” النائب فؤاد مخزومي الوضع الراهن وحالة المراوحة التي تشهدها عملية تأليف الحكومة، ويقول لـ”الإنتشار”: “إن فريق “14 آذار” كان يمتلك الأكثرية قبل انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية. ومع ذلك تطلّب تشكيل الحكومة أشهراً كما حصل مع الرئيس تمام سلام وقبله مع الرئيس نجيب ميقاتي، حيث ولدت حكومة الأول بعد حوالي 11 شهراً من التكليف، والثاني بعد تسعة أشهر. أما اليوم فالأمر مختلف إذ لم تعد الأكثرية في يد الفريق المذكور بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة التي رجحت إثرها كفة “حزب الله” وحلفائه حيث باتوا يشكلون ما يقارب ثلثي المجلس. ومن هنا يأتي تعاطيهم مع عملية تشكيل الحكومة بـ”برودة” وهدوء“.
ويرى مخزومي “أن مسار تشكيل الحكومة تم ربطه بعاملين إثنين داخلي وخارجي. بالنسبة للأول فقد جرى “إقحام” مسألة إنتخاب رئيس الجمهورية قبل أوانها بكثير. ومن هنا نعزو تصرف القيادات المعنية بالتشكيل، وسعي هذا وذاك للحصول على “الثلث المعطل” داخل مجلس الوزراء تحسباً لأي “طارئ” على صعيد “رئاسة الجمهورية”، من منطلق أن خلو مقعد الرئاسة الأولى، لسبب أو لآخر، يعني استمرارية الحكومة إلى ما شاء الله. لذلك يتمسك الرئيس الحريري، يشاركه في ذلك رئيس حزب “القوات اللبنانية”، بامتلاك 11 حقيبة وزارية (ست للحريري وخمس لجعجع). كما يعمل لبلوغ الهدف نفسه “التيار الوطني الحر” الذي يشدد، أيضاً، على حصة رئيس الجمهورية البالغة ٤ وزراء، علماً أن لا وجود لنص دستوري أو قانوني بذلك. أما التذرع بنيل رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان حصة وزارية فلا يسري عما هو حاصل حاليا. إذ شهد عهده تمديداً لمجلس النواب ومنحه الحصة إياها جاء بمثابة “ترضية”. أما تمسك رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط بتوزير ثلاثة دروز من كتلته فيصب، أيضاً، في خانة الإستحواذ على “الميثاقية” التي هي بدعة بحد ذاتها“.
وعما يجب فعله للخروج من هذه الدوامة؟ يجيب النائب مخزومي أن المسألة مناطة بيد الرئيس المكلف سعد الحريري الذي عليه أن يحزم أمره و”يشد همته” وألا يخاف ويتردد. وما عليه سوى تقديم التشكيلة مع إصراره على اعتمادها وعدم التراجع وتقديم المزيد من التنازلات التي أضرت به، علما بانه يعرف تماما ان لا بديل عنه واذا ما اعتذر سيعاد تكليفه.
وعن العامل الخارجي المؤثر في عملية التشكيل يلفت مخزومي “بأن الأمر لا يحتاج إلى تفسير فهو واضح وضوح الشمس، خصوصاً أن هناك من يربط ولادة الحكومة بمآل الوضع في سوريا بصورة خاصة وفي المنطقة بشكل عام. فيما القوى الخارجية الفاعلة ليست على عجلة من أمرها في إيلاء لبنان اهتمامها. هذا إن لم نقل بأن بعض هذه القوى لا يرغب في أن تبصر الحكومة الجديدة النور في الوقت الحاضر“.
موقع الانتشار