عندما تصل حماقة تركيا وفرنسا حول إدلب مستوى الهذيان حميدي العبدالله
أثناء انعقاد القمة الثلاثية في طهران التي جمعت رؤساء روسيا وإيران وتركيا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومن دون أن يرف له جفن، أن تحرير إدلب من الإرهاب سيعني انتقال الإرهابيين إلى تركيا ومعهم آلاف اللاجئين، وهذا سيشكل تهديداً للأمن القومي التركي.
أما بقاء هؤلاء الإرهابيين في إدلب الذين حوّلوا حياة سكانها إلى جحيم، وباعترافات حتى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي يسجل يومياً معاناة سكان هذه المحافظة تحت عنوان بات لازمة تتردد في كل خبر يتعلق بالمحافظة «الفلتان الأمني في إدلب». والاعتداءات التي يمارسها هؤلاء الإرهابيون ضد سكان أحياء حلب الغربية، وضد بلدات ومدن ريفي حماه واللاذقية، والتي يذهب ضحيتها يومياً عشرات ومئات الجرحى, فهذا أمرٌ مقبول.
أما العمليات الإرهابية التي تنفذ خارج سورية وتكشف التحقيقات التي أجرتها السلطات في الدول المستهدفة في هذه الاعتداءات، ولاسيما في الدول الغربية، أن منفذي العمليات خدموا في صفوف الإرهابيين في سورية، وإدلب واحدةٌ من قواعد انطلاقهم وملاذاتهم الآمنة، فكل ذلك يتجاهلها أردوغان، الأهم بالنسبة له الأمن القومي لتركيا، أما أمن سورية الوطني فهو مباح في حساباته.
ومع اقتراب معركة تحرير إدلب أطلقت السلطات الفرنسية تحذيرات، ومن بين هذه التحذيرات أن القضاء على عشرة آلاف إرهابي، وبكلٍّ العدد أكبر من ذلك بكثير، ولكن هذا ما تعترف به الحكومات الغربية، سوف يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي، وأيضاً بقاء هؤلاء الإرهابيين في إدلب الذين يقوّضون الأمن والاستقرار في سورية، مقبول ولا يجب المس به لأن القضاء عليهم سوف يهدد الأمن الإقليمي الدولي.
أي منطق هذا؟ أليس هذا منطق شريعة الغاب؟ ألا يعني هذا أن آخر ما يفكر فيه الرئيس التركي والمسؤولون الفرنسيون هو مصلحة الشعب السوري؟
على أية حال هذه المواقف ليست بريئة، ولا تعبر عن سذاجة سياسية، فالإرهاب يشكل تهديداً للعالم، وما يجري من هجمات على امتداد الكرة الأرضية من قبل إرهابيين خدموا في سورية على وجه الخصوص, يؤكد أن هذا الخطر لن يزول قبل القضاء على الإرهاب. ولكن طالما أن الإرهاب يؤدي وظيفةً سياسيةً ويستخدم من قبل الغرب لابتزاز الدولة السورية وحلفائها، فالأفضل بالنسبة لدول مثل تركيا وفرنسا وحكومات غربية أخرى أن تستمر في منطق شريعة الغاب، وأن تطلق تصريحات غبية من مثل تصريحات أردوغان والمسؤولين الفرنسيين وغيرهم من المسؤولين في الغرب.