إسرائيل تهدد بالتصعيد الامني في غزة
تظاهرات مسيرة العودة، عند السياج الأمني المحيط بقطاع غزة، لم تتوقف منذ انطلاقها قبل خمسة أشهر ونصف الشهر، في الثلاثين من آذار/مارس الماضي. والشهداء ما زالوا يسقطون كل يوم جمعة بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي. في موازاة ذلك، لم تتوصل المحادثات حول تهدئة وتخفيف الحصار بين حماس وإسرائيل، بوساطة مصر والأمم المتحدة، إلى تفاهمات، بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي، الذي تقول التحليلات في وسائل إعلامه إن اعتبارات سياسية داخلية وضغوط من جانب ذوي الجنديين اللذين تحتجز حماس جثتهما، تمنع التوصل إلى اتفاق على تفاهمات بشأن الوضع في غزة، وخاصة كل ما يتعلق بتخفيف الحصار.
في غضون ذلك، واصلت إسرائيل ممارسة الضغوط الهائلة على القطاع. ليس فقط أن الحصار بقي على حاله، وإنما تشارك فيه مصر والسلطة الفلسطينية. إسرائيل أغلقت المعابر لفترة معينة، والبضائع الداخلة للقطاع تضاءلت، وسط نقص خطير بالوقود، يهدد بوقف العمل في مستشفيات القطاع. ومصر تهدد بإغلاق كامل لمعبر رفح، والسلطة الفلسطينية، برئاسة محمود عباس، ترفض تقديم أية مساعدة من شأنها التخفيف من الوضع في القطاع. ليس مستغربا، إذاً، أنه بازدياد الأوضاع سوءا في قطاع غزة، وارتفاع مستوى اليأس، أن تتصاعد احتجاجات الفلسطينيين عند السياج الأمني، مثلما حدث الجمعة.
وتعتبر إسرائيل، في ظل هذا الوضع، أن فلسطينيين في غزة يحاولون إخراج عمليات ضدها إلى حيز التنفيذ، وأن احتمالات التوصل إلى تهدئة ضئيلة. ونقلت صحيفة “معاريف” اليوم، الأحد، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن “احتمالات التقدم في المفاوضات حول تسوية ضئيلة جدا، والمعطيات الميدانية تظهر أننا نتجه ونقترب بسرعة من تصعيد أمني آخر“.
نقل الصحافي الإسرائيلي شلومي إلدار في موقع “ألمونيتور” الالكتروني عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن “إسرائيل نقلت تحذيرا شديدا لحماس عن طريق مصر في الأيام الأخيرة، بأنه إذا استؤنفت مظاهرات السياج بحجم وقوة كبيرين مثلما حدث في أشهر الربيع وقبل محادثات التسوية، فإن حماس ستدفع ثمنا باهظا“.
وأشار إلدار إلى أن مصر وإسرائيل تنسيقان بينهما “ومصلحتهما مشتركة”، بادعاء أن “كلاهما، وكل واحدة لديها أسبابها، تريدان التهدئة بغزة ومنع كارثة إنسانية”. وقال المصدر الأمني إنه “في مصر يشعرون بدوي الانفجارات في غزة”. وأوضح المصدر الأمني أن “كل حرب في القطاع تسببت بمظاهرات في مصر وباحتجاجات واسعة في العالم العربي كله، إضافة إلى زيادة قوة زعماء عرب ليس معني المصريون بتزايد قوتهم، مثل (الرئيس التركي رجب طيب) إردوغان، إلى جانب زيادة تأثير طهران على القضية الفلسطينية عموما وفي قطاع غزة خصوصا“.
وتابع المصدر الأمني الإسرائيلي نفسه أن “(الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي والمسؤول عن ملف غزة رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، معنيان بأن يزيلا مشكلة غزة عن كاهلهما، ولذلك يبذلان جهودا كبيرة من أجل المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية والتوسط بين إسرائيل وحماس. ونقطة أخرى هي أنه طالما لا يوجد هدوء في غزة، فإن الجيش المصري يواجه صعوبة في اجتثاث خلايا تنظيمات الجهاد في سيناء. ومن دون أية علاقة، لا توجد لمصر أية مصلحة بأن تخيم غزة على العلاقات في العالم العربي كله، الذي ترى مصر أنها زعيمته“.
وقال المصدر الأمني الإسرائيلي إن قادة المخابرات المصرية نقلوا رسالة التهديد الإسرائيلية إلى حماس، وأضافوا تهديدا من جانبهم لحماس عبر القيادي في الحركة، موسى أبو مرزوق، بأنه “إذا استؤنفت المواجهات عند حدود غزة – إسرائيل وسخّنت قيادة الحركة هذه الجبهة ثانية، فإن معبر رفح سيغلق”.