من الصحف الاميركية
ابرزت الصحف الاميركية الصادرة اليوم الرسالة التي بعثها وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تكشف عن تقارير مهمة، تتعلق بمعركة إدلب، وقالت الصحف ان اعتراف فرنسا بلجوء العسكريين الفرنسيين بشكل منهجي الى التعذيب ابان حرب تحرير الوطني يعد “قرارا تاريخيا” لكنه “بعيد من ان يكون كافيا”، واعتبرت الصحيفة ان في فرنسا هناك دوما تحفظا في تحمل ارث العنف الاستعماري في الجزائر.
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لكل من ديفيد هلبفنغر وإيزابيل كيرشنر، يقولان فيه إنه عندما تم توقيع اتفاقات أوسلو للسلام قبل ربع قرن احتفل سكان أريحا، فقد أعطيت مدينتهم الرملية، التي يصل عمرها إلى 11 ألف سنة، حكما ذاتيا قبل أي منطقة أخرى في الضفة الغربية.
ويشير الكاتبان في مقالهما، إلى أن الفلسطينيين رأوا ذلك على أنه موطئ قدم لما كانوا متأكدين أنه سيصبح دولة جديدة، لكن لم يحصل شيئا مما توقعوا.
ويقول الكاتبان: “افتتح كازينو عام 1998؛ لإغراء المقامرين الإسرائيليين، وأحيط افتتاحه بضجة كبيرة، لكنه فرغ من المقامرين منذ عام 2000، حيث منع الإسرائيليون من دخول المدينة، أما المستشفى العام، الذي أصبح عمره عقدين، فحصل أخيرا على مصعد، بفضل تبرع من اليابان، وربما كانت أكثر مؤسسات الحكم الذاتي شهرة في المدينة هي السجن، الذي يخشى منه باعتباره قبوا للمعتقلين السياسيين“.
ويجد الكاتبان أن “المستقبل الباهر للفلسطينيين، الذي صورته أوسلو تحول إلى مصيدة أليمة بدلا من ذلك، وتم الكشف عن اتفاق أوسلو في حديقة البيت الأبيض، بمصافحة بين اسحق رابين وياسر عرفات، في 13 أيلول/ سبتمبر، وتم تتويجه باعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وكانت أول اتفاقية رسمية لحل مشكلة عمرها مئة عام على مراحل“.
ويلفت الكاتبان إلى أنه تمت الدعوة إلى اتفاقية سلام شاملة عام 1999، وهو ما كان يتوقع أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، بالنسبة للفلسطينيين، وتحقيق السلام للإسرائيليين.
ويستدرك الكاتبان بأن “أوسلو اليوم عملية ميتة، حيث لم تولد سلاما ولا دولة، والشيء الوحيد الملموس الذي بقي من أوسلو هو السلطة الفلسطينية، التي تمت إقامتها بضفتها حكومة مؤقتة، لكنها لا تزال قائمة بعد أن انتهت مدة صلاحيتها بعقدين، وحققت السلطة تقدما في توفير الوظائف لحوالي ربع القوى العاملة، لكنها توجهت نحو الاستبداد، وتتهم أيضا بالفساد المستشري“.
وتلفت الصحيفة إلى أن حوالي ثلاثة من كل أربعة فلسطينيين يعتقدون أن الظروف الآن أسوأ مما كانت عليه قبل توقيع اتفاق أوسلو، فيقول أحمد دراغمة (26 عاما)، ويعمل موظف مكتب في طوباس في شمال الضفة الغربية، الذي كان في أريحا لاستقبال صديق سيطلق سراحه من السجن: “ليس هناك عمل، أعمل مع السلطة الفلسطينية، مع أنني ضدها“.
ويرى الكاتبان أن “كون السلطة الفلسطينية استمرت بالرغم من انهيار العملية السلمية هو بحد ذاته إشارة إلى مدى المكاسب التي حققتها إسرائيل، فأوسلو جعلت الفلسطينيين مسؤولين عن أمنهم في الضفة الغربية، وهو ما حسن أمن إسرائيل بشكل كبير، ودون تكلفة إضافية لها، وأعطت السلطة مسؤولية توفير الخدمات، مثل المجاري والمستشفيات، التي كانت ستكلف إسرائيل، بصفتها دولة احتلال، مئات ملايين الدولارات، بالإضافة إلى أن وجود السلطة سمح لإسرائيل بتأجيل الانسحاب الأشمل من الضفة الغربية إلى أجل غير مسمى“.
ويتساءل الكاتبان: “فماذا حقق الفلسطينيون من نتائج ملموسة على مدى الخمس وعشرين سنة الماضية سوى سجل مرتبك من الإخفاقات، ومخاوف من أن تأخير إقامة الدولة سيتحول إلى حرمان من إقامة الدولة؟“.
وتنقل الصحيفة عن المستشار لدى موقع الشبكة (شبكة السياسات الفلسطينية) علاء الترتير، قوله: “إن كنا نتحدث عن السلطة الفلسطينية باعتبارها خطوة نحو قيام الدولة، فإن هذا يعني أن السلطة فشلت فشلا ذريعا.. وإن كانت خطوة تجاه تحقيق المصير، أو تجاه تحقيق حقوق الفلسطينيين الإنسانية والسياسية، فإنها فشلت أيضا، وإن كنا نتحدث عن توفير الوظائف بصفتها بيروقراطية فإنها تكون قد نجحت“.
ويقول الكاتبان: “إن خذلت أوسلو الفلسطينيين فإن الفشل جزئيا من فعلهم، فتزايد (الهجمات الإرهابية) بعد توقيع أوسلو، والانتفاضة الثانية التي اشتعلت عام 2000، غيرا رأي الكثير من الإسرائيليين بخصوص السلام، ما أدى في المحصلة إلى إهمال إسرائيل لعملية السلام“.
ويبين الكاتبان أن “الفلسطينيين ترك وافي عالم النسيان: حتى عندما فشلت قيادتهم في إقامة جبهة موحدة للاستقلال، وأصبح بيروقراطيو السلطة أكثر نجاعة في إدارة وضبط حياة سكان الضفة الغربية، ولا يزال مستقبل الفلسطينيين باهتا، وجسدهم السياسي منقسم بين السلطة وفتح في الضفة وحركة حماس في غزة، حيث استمرت جهود المصالحة في الفشل“.