واشنطن بوست: القائد الاثيوبي يجدد أحلام مواطنيه
جددت التغييرات “المذهلة” التي تمت خلال فترة قصيرة من الزمن منذ تنصيب آبي أحمد رئيسا للوزراء في إثيوبيا، أحلام الإثيوبيين في الشتات بالعودة إلى بلادهم، بل إن بعضهم وصلها فعلا في عودة نهائية إليها .
واستعرضت واشنطن بوست في تقرير لها ما حققه أحمد خلال ستة أشهر فقط، من: إنهاء حالة طوارئ طال عهدها في البلاد، وإنهاء صراع دام عقودا مع الجارة إريتريا، والإفراج عن آلاف المعتقلين لأسباب سياسية، ودعوة الإثيوبيين لإنشاء نظام ديمقراطي تعددي حقيقي.
وقالت إن هذه الإصلاحات أحيت لدى الإثيوبيين الذين هربوا من بلادهم خلال سنوات القمع الطويلة حلم العودة الذي كانوا يعتقدون أن تحقيقه مستحيل.
ونقلت عن إثيوبيين يعيشون في الولايات المتحدة تعليقات عن مشاعرهم تجاه هذه التغييرات والترتيبات التي يفكرون في تنفيذها.
نيمين زيليكي خرج من إثيوبيا عام 1986 عندما كان عمره 16 عاما فقط، ولم يسع للعودة أبدا بل استقر في ضواحي واشنطن وأنشأ أسرة بفرجينيا وفقد التواصل بأهله وأقاربه في إثيوبيا، لتمر عقود من السنين تتعاقب خلالها مختلف أشكال الحكومات القمعية في بلاده.
وفي 2013 صنفت إثيوبيا زيليكي “إرهابيا” وحكمت عليه غيابيا بالسجن 18 عاما لنشاطه المعارض للأنظمة في أديس أبابا، لذلك فإنه بات يعتبر حتى الاتصال بوالدته خطرا عليها، ولهذا لم يتحدث إليها مدة خمس سنوات.
وقد بدأ زيليكي يحلم بلقاء أمه بعد تسلم آبي أحمد السلطة، فاشترى تذكرة طيران للذهاب إلى أديس أبابا في أغسطس/آب الماضي، ليفاجئ أمه ويحتفل بالعام الإثيوبي الجديد الذي يوافق 11 سبتمبر/أيلول، ويزور أقاربه الذين لم يرهم منذ أن كان طفلا.
حالة زيليكي وتطلعه بشغف للعودة إلى بلاده هي تقريبا حال كثير من الإثيوبيين في العاصمة الأميركية واشنطن، التي يوجد فيها أكبر عدد من الإثيوبيين خارج بلادهم وخارج أفريقيا.
عندما زار آبي أحمد واشنطن في 28 يوليو/تموز الماضي احتفى به الإثيوبيون هناك احتفاء لم يشهدوا مثله في تاريخهم، ووصفه المهاجر الإثيوبي في ميريلاند تيبيبو هايلي مريام (50 عاما) بأنه مدهش، قائلا إن عمره خمسين عاما ولم ير بشرا مثل هؤلاء “إنه حب خالص“.
وقال فيكادو أمانو (46 عاما) الذي كان في استقبال آبي أحمد مع أطفاله الثلاثة “أشعر الآن كأني في إثيوبيا“.
وقال الصحفي الإثيوبي محمد أديمو (34 عاما) الذي ظل حتى وقت قريب من المنتقدين البارزين في الشتات للحكومات الإثيوبية، وقد عاد نهائيا من أميركا إلى بلاده: “هناك الكثير من العمل الذي يجب أن يؤدى، لكننا الآن نرغب في الاحتفال بما أُنجز“.
وقال عما شعر به لدى عودته بعد 16 عاما من الغياب: “لأول مرة أشعر أن كل ما حولي هو لي، أصوات المطر وأصوات الحوارات التي تطن في الخلفية. كنت أستمتع بالحياة في أميركا، لكنني لم أشعر بارتياح حقيقي مثلما أشعر به حاليا. أشعر الآن بأنني قد تحررت”.