من الصحف البريطانية
ركزت الصحف البريطانية الصادرة اليوم على تناول ملف الهجوم المنتظر على محافظة إدلب في سوريا في عدد من افتتاحياتها وتقاريرها ومقالات الرأي فيها .
ونشرت صحيفة التايمز مقالا للكاتب روجر بويز قال فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تلاعب بالغرب واستغل التناقضات بين اهتمامات الدول الغربية ودول الجوار السوري لتحقيق مكاسب سياسية على الساحة في الشرق الأوسط.
ويوضح بويز استنتاجه هذا بالقول بأن واشنطن، على سبيل المثال، ظلت مهتمة بأعباء الوجود الإيراني في الأراضي السورية، وكذلك الحال بالنسبة لإسرائيل، أما دول الجوار فمهتمة أكثر بإعلان الانتهاء من الأعمال العسكرية في سوريا لتقوم بإعادة اللاجئين السورين الموجودين على أراضيها إلى بلادهم.
وكرست صحيفة الغارديان افتتاحيتها لتناول الملف نفسه مشيرة إلى أن المعارك السابقة التي خاضها النظام السوري والفصائل المتحالفة معها والقوات الروسية توضح بما لايدع مجالا للشك أنهم لا يراعون خلال هجماتهم قضية وجود مدنيين في ساحة المعركة.
وتضيف الجريدة أن روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين للأسد رفضتا المحاولات التركية للوساطة للتوصل الى حل يوقف الهجوم السوري المرتقب.
وتخلص إلى القول إن الإجهاز على إدلب لن يعني انتهاء الحرب الأهلية التي استمرت 7 سنوات لكنها ستكون بداية لمرحلة جديدة من الفوضى والمعاناة على الساحة السورية.
من جانبها نشرت الديلي تليغراف مقالا لمراسلها في الشرق الأوسط راف سانشيز بعنوان “أردوغان يحذر من أن الهجوم على إدلب سيدفع اللاجئين السوريين إلى أوروبا“.
تقول الجريدة إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حذر من أن الهجوم الروسي المنتظر على إدلب شمال غرب سوريا سيساهم في زيادة تدفق اللاجئين السوريين على أوروبا ما يعني أزمة أمنية كبرى للقارة.
وتوضح الجريدة أن الرئيس التركي يحاول لفت أنظار العالم إلى الكارثة المتوقعة في حال بدء الهجوم على إدلب آخر معاقل المعارضة المسلحة في سوريا والتي يعيش فيها نحو 3.5 مليون شخص.
وتشير الجريدة إلى أن أردوغان نشر مقالا في جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية قال فيه إن المجتمع الدولي ينبغي عليه أن يعرف مسؤولياته جيدا في هذه الاوقات الصعبة التي تخيم فيها الحرب على إدلب.
وتضيف الجريدة أن تركيا تستضيف أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري على أراضيها وأكدت أكثر من مرة على أنها لا تستطيع استضافة المزيد وهو ما يعني أن موجة جديدة من الهجرة نحو أوروبا قد تعيد إلى الأذهان ما حدث عام 2015 عندما استقبلت دول الاتحاد الاوروبي عدة ملايين من اللاجئين السوريين.
ونشرت الإندبندنت في نسختها الإلكترونية مقالا للكاتب والصحفي المعروف روبرت فيسك بمناسبة ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، وعنونته بطريقة مباشرة قالت فيها “مع أسامة بن لادن الرجل الذي هز العالم“.
وتقول الجريدة إنها وكإجراء خاص لإحياء ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 تعيد نشر مقال خاص لفيسك نشره بعد إجراء مقابلة خاصة مع زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
وتوضح الجريدة أيضا أن المقال نشر كجزء من كتاب لفيسك عام 2006 بعنوان “حرب الحضارات الكبرى“.
ويقول فيسك إنه في ظهيرة احد أيام شهر يونيو/ حزيران عام 1996 رن الهاتف على مكتبه في العاصمة اللبنانية بيروت وعندما رد عليه جاءه صوت رصين قائلا “سيد فيسك شخص التقاك في السودان يرغب في مقابلتك مرة أخرى” مشيرا إلى أنه كان يسمع في الأخبار أن بن لادن قد عاد إلى أفغانستان لكنه لم يكن متأكدا من ذلك.
ويصف فيسك رحلته من بيروت إلى جلال آباد في أفغانستان ثم لقاءه أحد أتباع بن لادن واسمه محمد والذي رافقه حتى التقى بن لادن بعد رحلة طويلة بالسيارة بين طرقات محطمة وأخرى ترابية لم يتم تمهيدها من قبل.
ويصف فيسك منظر أسامة الذي كان في الأربعينات من عمره حينها لكنه كان يبدو أكبر من ذلك بكثير مدللا على كلامه ببعض التجاعيد حول عينيه الضيقتين علاوة على بعض الشعيرات البيضاء التي بدأت في الظهور في ثنايا لحيته، وهي أمور لم تكن موجودة في لقائه الأول به في صحراء السودان عام 1993.
ويوضح فيسك أن اللقاء كان بعد فترة قليلة من مقتل 19 جنديا أمريكيا في هجوم على مقرهم في مدينة الظهران وهو ما علق عليه بن لادن قائلا “لقد حذرت الأمريكان ونصحتهم قبل فترة طويلة بالانسحاب من السعودية“.
ويستغرق فيسك في ذكر الكثير من التفاصيل التي صاحبت اللقاء والعاصفة الرعدية التي ظنها بن لادن غارة جوية وشيكة وكيف أصدر أوامره للأمنيات بالتعامل مع الأمر وتجهيز الأسلحة والاستعداد قبل أن تنتهي العاصفة.