أرسلان: المشروع الأوحد للدروز في سوريا هو الدولة السورية
أكد رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال النائب طلال أرسلان، خلال زيارة له الى سوريا استمرت عدة ايام، “أن المشروع الأوحد للدروز في سوريا هو الدولة السورية، ولا مشروع طائفيا أو عرقيا لديهم، حيث ضمانتهم هي الدولة والنظام والجيش العربي السوري بقيادة الرئيس الأخ الدكتور بشار الأسد “.
وقال : “أصحاب العمائم البيضاء الطاهرة النقية الصافية، أصحاب الدين، أصحاب الشهامة والشرف والعزة والكرامة،أصحاب القضية الوطنية الكبرى، أبناء معروف في فلسطين و لبنان وسوريا وجبل العرب وجبل الشيخ وادلب وجرمانا وفي الجولان العربي السوري المحتل، لم أكتب أي كلمة لأني أحببت أن أتكلم معكم من القلب ومن العقل التوحيدي الوجداني الأصيل. نحن وأياكم مؤتمنون، ليس على مشروع خاص بنا، نحن واياكم مؤتمنون من الأسلاف الذين نعتز ونفتخر بتاريخهم الوطني والقومي، نعتز بشهدائنا عبر ألف سنة منذ ظهور الدعوة، نعتز بصمودنا ووقوفنا واسكاننا الجبال بمهمة عسكرية و سياسية، نحن لم نسكن الجولان وجبل لبنان وجبل العرب وجبل السماق وجبل الشيخ بالصدفة، نحن سكنا هذه المناطق لأننا كنا مضطهدين ليس في مشاريع خاصة، كنا مضطهدين كأمة وكمشروع وطني لهذه الامة، مشروع حضاري وقيم وله امتداده التاريخي، لأن مهمتنا كانت حماية الثغور“.
اضاف: “لجأنا الى الجبال بمهمة عسكرية، لا أحد منا أو من عائلاتنا أصله من هذه الأمة، نحن آتون من اليمن على الحيرة ومعرة النعمان الى جبال لبنان، نحن أصحاب قضية وطنية كبرى، نحن أصحاب مشروع عروبي، نحن أصحاب مشروع وحدة قومية، نحن الدروز أصحاب لاهوت قومي، وكل من يتنكر لهذا اللاهوت ليس منا، لا من قريب و لا من بعيد. من لا يشعر مع كل عمامة ومع كل طفل وشيخة وشيخ ومن لا يحترم مقاومتهم وصمودهم ورفضهم للتهويل والهوية، ليس ممكنا أن يكون موحدا، من لا يحترم دماء عرب ال 48 وما تحملوه ويتحملونه يوميا، “الذي يأكل العصي ليس مثل الذي يعدها”، حملوا لواء العروبة و الوطنية و القومية، في وجه من، في وجه الإرهاب، نحن نقول الإرهاب التكفيري، ولكن من هو أخطر من الإرهاب التكفيري هو من صنعه ومن حماه وموله ومن تبنى امتداده“.
وتابع: “لكل عمامة من هذه العمائم الطاهرة نوجه تحية صافية نقية من القلب، شيخنا الجليل الشيخ علي معدي، أنا لا أستطيع أن أنسى عندما حصل تطويق “حضر”، التي كانت مهددة من الإرهاب التكفيري، وكان الصهاينة يأخذون جرحى “جبهة النصرة” بإسعافات الجيش الإسرائيلي إلى المستشفيات الإسرائيلية لمعالجتهم. يطوقون حضر ويقصفونها، واليهود نزعوا الشريط ليسمحوا لجبهة النصرة أن تتسلل عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة لتزيد من الطوق على حضر. شاهدت عبر وسائل الإعلام الشيخ علي معدي يأتي من الجليل من الجليل إلى حدود “حضر” و بدأ يخطب. هؤلاء هم بني معروف، أصحاب الهوية والقضية“.
وقال: “نحن تمسكنا بسيادة الرئيس أخي الكبير الدكتور بشار حافظ الأسد الذي يصون هويتنا ووطنيتنا وشرفنا وعزتنا وقيمنا الحضارية في الإسلام الحضاري وليس المتخلف، عندما نتكلم في اللاهوت، هو هذا الإنتماء، سوريا ليس إسم بلد فقط كأي دولة، سوريا تمثل عمقنا الإستراتيجي ووحدة الراية لمستقبل أولادنا وتمثل اللاهوت القومي المسيحي الإسلامي، والعروبة الصادقة ناصعة البياض المحررة من النفط والبترو دولار، هذا النفط الذي يجب أن يكون ثروة للعرب ولقضايا العرب تحول إلى نقمة للعرب وقضاياهم. بشار الأسد دافع ليس فقط عن الأمة بل عن العالم بتصديه ومثابرته وعزمه وسياسته الحكيمة الصادقة في وجه إرهاب يهدد العالم بأسره وليس فقط العرب، فمن كان قادرا غير بشار الاسد على أن يصيغ هذا التحالف الإقليمي بأبعاده الإقليمية والدولية لصد هذا المشروع الإرهابي الإسرائيلي الغربي بامتياز، لم يكن ممكنا لأي شخصية أن تلعب هذا الدور، شخصيته الفذة والحكيمة الصادقة جعلت منه أن يحارب أعتى أنواع الإرهاب في العالم بصدره مع وحدة وتماسك الشعب السوري البطل والجيش العربي السوري الذي نوجه تحية لكل شهيد و كل أسرة شهيد سقط منه“.
وتابع: “مشايخنا الأجلاء، أنتم من علمنا، وإذا مشينا على الدرب الذي علمتمونا إياه، عليكم أنتم أن تقوموا بالدور المطلوب منكم، لأنكم أنتم أولياء الارض، “من خشي من بشر مثله سلط عليه”، أليست هذه الحكمة الشريفة؟ نحن اليوم نتغنى بأجدادنا وطبعا رمزنا الوطني والقومي الكبير رحمه الله سلطان باشا الأطرش وأهلنا في جبل العرب وشهداء جبل العرب والجولان وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن، كلنا نتغنى بها ونضع صورا للباشا في بيوتنا لأنه كان رمزا كبير نقتدي به. إنما يا أخواننا وأعزاءنا، الباشا توفي، الباشا ليس شخصا بل قضية وتوجها وعنفوانا وعروبة“.
واشار ارسلان الى انه في العام 1921 جاءت سلطة الإنتداب وقسمت سوريا إلى أربعة دول، فكانت ثورة سلطان باشا الأطرش لوحدة سوريا وإسقاط مشاريع الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية في سوريا. وكل من يريد أن يمتثل بسلطان الأطرش وأن يكون وفيا لمسيرته يجب أن يكون وفيا لمبادئه. نحن عندما نتغنى برموزنا، نتغنى بهم، بالمضمون والرسالة التي ضحوا من أجلها. سلطان الأطرش هو الذي رفع شعار “الدين لله والوطن للجميع”، وهو الذي أراد هذا الشعار أن يكون عنوان الثورة العربية السورية الكبرى، ثورة 1925 هذه رمزيتها وهذا عنوانها. وكل من يحاول أن يغير في مضمونها متآمر علينا، إن كان من داخلنا أو خارجنا“.
وقال: “سمعت في الآونة الأخيرة البعض يقول حماية الدروز، هل الدروز لهم مشروع خاص لنقول حماية الدروز؟ لا، بل الدروز هم مشروع الوطن، ومشروع الإنتماء الوطني والقومي. يحاول البعض أن يدغدغ لنا المشاعر الرخيصة ليفصلنا عن المحيط، كل من يحاول ولو التفكير في أن يجعل من الدروز حرس حدود لإسرائيل ستقطع يده مهما علا شأنه. هذه محرمات وليست سياسة، هذا يعرضنا إلى الذبح وتشويه تاريخنا وكل قطرة دم سقطت من آبائكم وأجدادكم. ليس لدى الدروز مشاريع خاصة، وكل من يحاول من داخل فلسطين أو من داخل لبنان أو البعض الصغير داخل سوريا، أن يلعب بالعواطف المهترئة، فهو متآمر علينا وعلى أولادنا وعلى عيشنا الكريم في هذه الأمة قبل الصهاينة، وهذا أخطر ما يكون علينا كطائفة“.
اضاف: “سمعت بعض الكلام، لماذا شباب الدروز يلتحقون بالتجنيد الإجباري. لنكن واضحين، نحن مسؤولون عن كل شبر أرض من أراضي سوريا و لبنان وفلسطين، هذا المشروع وعزتنا وكرامتنا من وحدة أمتنا، محاولات تشويه صورتنا من داخلنا أمر خطير علينا، لن نساهم ولن نشارك به، وسنحاربه بكل ما أوتينا من قوة وعزم وارادة وتماسك. أقول دائما بوصلتنا الحقيقية الصادقة النقية الشريفة التوحيدية هي الجولان، واهالي الجولان هم بوصلة الدروز في هذا الشرق وهذه الأمة. وأحيي كل فرد من اخواننا في الجولان العربي السوري المحتل، الجيش العربي السوري حامينا وحامي كرامتنا ووجودنا ومؤتمن على أولادنا أكثر مما نحن مؤتمنون عليهم. فعندما يكون هناك قائد عظيم في هذه الأمة مثل الرئيس الدكتور بشار الأسد لا أحد يحاول أن يلعب بالنار، فهو ضمانتنا. الدولة السورية هي العمق الإستراتيجي لدينا، وأي خطأ في هذا الموضوع هو خطأ استراتيجي نرتكبه بحق أنفسنا قبل حق أي أحد آخر“.
وتابع: “من هذا المنطلق أطلب من أخواني في كل سوريا ألا تسمحوا للنوايا السوداء أن تتغلغل في صفوفكم، عندما يكون الهدف واضحا والاستراتيجية واضحة، تكون النهاية التي نقطفها بعزة نفس وكرامة، لأننا شعب وأمة، لا نستطيع أن نعيش بلا كرامة وبلا عزة نفس“.
وعن شهداء جبل العرب الذين سقطوا مؤخرا، قال ارسلان: “بإسمكم وبإسمي وبإسم الجميع، أتوجه أولا بالتعزية إلى أخي سيادة الرئيس الأسد، لأني أعتبر أنه يتقبل التعازي بكل فرد يسقط من أفراد الشعب السوري، كما أتوجه إلى مشايخ العقل المشايخ الأجلاء في جبل العرب بالتعازي الحارة، أما في ما خص الأسرى المخطوفون، فنحن على مواكبة تفصيلية، والرئيس الأسد حماه الله مواكب شخصيا ومطلع على تفاصيل كل هذا الملف. وما يهمني في هذا الأمر أن هذا الموضوع في أياد أمينة في ما خص الدولة السورية والجيش. أما في ما خص الإرهاب التكفيري فهذا الأمر نسعى مع سيادة الرئيس المواكب لهذا الموضوع“.
وكان أرسلان زار سوريا والتقى وفد مشايخ الدروز في فلسطين المحتلة، لجنة التواصل الدرزية عرب 48، الذي يقوم بزيارة دينية لسوريا برعاية الدولة السورية والرئيس الأسد، وبتنسيق وتنظيم من قبل أرسلان والحزب الديمقراطي اللبناني. واستهل ارسلان زيارته بلقاء وفد المشايخ في مقام النبي هابيل، في حضور مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي، وفي لبنان الشيخ نصرالدين الغريب، والشيخ أبو نبيه كبول وحشد كبير من المشايخ والفاعليات السياسية والحزبية والأمنية.
كما كان لأرسلان لقاء جامع مع الوفد الفلسطيني ومع حشد من مشايخ سوريا ولبنان، في قاعة مقر إقامة الوفد في مجمع صحارى – الديماس، وزار والوفد النصب التذكاري للجندي المجهول ووضعت أكاليل من الزهر عليه. ثم كان لأرسلان والشيخ لغريب والشيخ جربوع زيارة لكل من قرى وبلدات عرنة، مقروصة، حرفا، حلس وحضر، حيث كانت لهم استقبالات شعبية مهيبة ولقاءات حاشدة في كل بلدة.
كذلك كانت كلمات عدة أبرزها للشيخين الغريب وجربوع، شددا فيها على “ضرورة التمسك بالهوية العربية السورية في ظل القيادة الحكيمة للرئيس الأسد والجيش العربي السوري الباسل“.