من الصحف الاميركية
تابعت الصحف الاميركية الصادرة اليوم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيستمر في قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين ما لم توافق القيادة الفلسطينية على مناقشة خطته للسلام التي تهدف إلى تسوية القضية الفلسطينية والمعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن“، وقال ترامب، خلال مداخلته الهاتفية التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، إن “الولايات المتحدة تدفع لكم مبالغ طائلة من المال. أن الآن أقول لكم: نحن لن ندفع أي مبلغ حتى توافقون على عقد صفقة، إذا لم تقوموا بعقد صفقة، فإننا لا ندفع لكم“، وتابع ترامب “أن لا أعتقد أن ذلك يعتبر عدم احترام. أعتقد أنه من عدم الاحترام أن لا تجلسوا إلى طاولة المفاوضات”، وأكد أن “الولايات المتحدة ستواصل حماية إسرائيل في المنظمات الدولية”.
هذا ودعا كاتب أميركي في الشؤون الأمنية والاستخباراتية إدارة الرئيس دونالد ترامب لمراجعة دعمها الذي وصفه بالأعمى للتحالف السعودي الإماراتي في حربه على اليمن، قائلا إنه لا يجد سندا أخلاقيا أو قانونيا أو سياسيا له، وحول ما ذكره وزير الدفاع جيمس ماتيس من أن دعمهم مشروط بالالتزام بقوانين الحرب والقانون الإنساني الدولي، علق الخبير بمؤسسة بروكينغز الأميركية بول آر بيلار بمقال بمجلة ذا ناشونال إنترست الأميركية بأنه صائب تماما ما أطلقه الباحثان بمؤسسة كارنيغي آرون ديفيد ميلر وريتشارد سوكولسكي من أن هذا الدعم يشبه “خنوع العبيد” لسياسات الرياض الخطرة وغير المسؤولة.
وأعاد بيلار إلى الأذهان ما ورد بتقرير الأمم المتحدة من أن جميع الأطراف ارتكبت انتهاكات ضد قوانين الحرب، لكن ما ارتكبه التحالف السعودي الإماراتي كبير وواسع النطاق ولا يمكن مقارنته بانتهاكات الحوثيين.
عمدت إسرائيل في الأيام الأخيرة إلى تسريب معلومات تعكس حجم تدخلاتها في الحرب السورية، وذلك في ظل المباحثات الجارية بين اللاعبين المركزيين على الأراضي السورية خاصّة، وفي المشهد السياسي في الشرق الأوسط عامّةً.
وتسعى إسرائيل من خلال هذه التسريبات إلى إبراز ما تصفه بـ”دورها الفاعل” في سورية، رغم التصريحات الإسرائيلية الرسمية التي أكدت أكثر من مرة على سياسة “النأي بالنفس” عن المعارك التي دارت في الجنوب السوري سابقًا، وفي مختلف أماكن اندلاعها في العمق السوري، والتركيز على دورها “المحوري” الهادف إلى حفظ مصالحها في ما يتعلق بمخرجات المباحثات الثلاثية التي أجرتها الولايات المتحدة مع الجانبين الروسي والأردني، من جهة، ومن جهة أخرى المباحثات التي تجريها الأطراف الفاعلة عسكريًا في الساحة السورية وهي تركيا وإيران وروسيا، والمقرّر أن تجتمع في طهران نهاية الأسبوع الجاري.
وتتمثل المصالح الإسرائيلية التي عبّرت عنها في أكثر من مناسبة على لسان المسؤولين العسكريين والسياسيين، في منع أي تمركز للقوات الإيرانية في سورية، بما في ذلك إقامة منشآت عسكرية وقواعد ومستودعات أسلحة تضمن إمداد حزب الله اللبناني، بالإضافة إلى إبعاد إيران و”الميليشيات المسلحة” الموالية لها مسافة 85 كيلومترا عن الجولان المحتل.
يأتي ذلك بينما تحاول إسرائيل إبراز دورها في ما زعمت أنها “مساعدات إنسانية” قدمتها للاجئين الذين فروا من المعارك العنيفة التي اندلعت إثر الحملة العسكرية التي شنها الجيش السوري، بدعم جوي روسي، على محافظتي درعا والقنيطرة في الأشهر الماضية، والذين فروا إلى المناطق الحدودية في الجولان المحتل، والحدود الأردنية السورية.
وفي هذا السياق، ذكرت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أن إسرائيل سلحت ومولت “سرا” ما لا يقل عن 12 جماعة في جنوب سورية، ذلك وفقا لأكثر من 24 شخصا من قيادات هذه الجماعات.
وقالت المجلة في تقريرها، إن “البرنامج السري الذى أدارته الحكومة الإسرائيلية كان يهدف إلى منع القوات الموالية لإيران من الاقتراب إلى المناطق الحدودية في الجولان السوري” المحتل.
وبيّنت المجلة أن التسليح الإسرائيلي للجماعات المسلحة انتهى في تموز/ يوليو الماضي، بالتزامن مع عودة انتشار قوات الجيش السوري في المناطق الحدودية بالجولان المحتل.
وشمل التسليح الإسرائيلي لهذه الجماعات، بحسب “فورين بوليسي”، بنادق هجومية ومدافع رشاشة وقاذفات هاون وسيارات نقل، وقامت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بتسليم الأسلحة عبر ثلاث بوابات تربط بين الطرفين المحتل وغير المحتل في مرتفعات الجولان السوري.
وأشارت المجلة إلى أن هذه المعابر هي المعابر ذاتها التي زعمت إسرائيل مرارًا أنها تستخدمها “لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان جنوب سورية”، واتضح أن هذه المساعدات كانت عبارة عن أسلحة لجماعات مسلحة ضمنت ولائها وعدائها المشترك لإيران والمجموعات المسلحة الموالية لها.
ودفعت إسرائيل لكل مقاتل في هذه الجماعات المسلحة راتبًا شهريًا بقيمة 75 دولارًا، كما قدمت لهم أموالًا إضافية لشراء الأسلحة في السوق السوداء السورية، وفقًا للمتمردين والصحفيين المحليين.
ونقلت المجلة عن قادة بعض هذه المجموعات اعتقادهم بأن إسرائيل سوف تتدخل لحمايتهم إذا حاولت الحكومة السورية التقدم في جنوب سورية، وذلك ما لم يحدث، حيث قطعت الحكومة الإسرائيلية عنهم الإمدادات والتمويل بمجرد بدء انتشار القوات في الجولان السوري واقترابه من المناطق المتاخمة لخط وقف إطلاق النار من العام 1974 في الجولان المحتل، بدعم من القوة الجوية الروسية، للسيطرة على الجنوب.
وفقا لـ”فورين بوليسي”، فإن المساعدات الإسرائيلية للمنظمات ظلت مستمرة بشكل متواصل لفترة طويلة، لكنها توسعت بشكل كبير في العام الماضي. حيث انتقلت إسرائيل من دعم ميليشيات مكونة من مئات المقاتلين لدعم منظمات عدة مقاتليها بالآلاف. وربط المصدر التغيير في فشل إسرائيل بالتوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأميركية والكرملين يضمن إبعاد القوات الإيرانية من المناطق الحدودية.
وكانت مصادر عسكرية في الجيش الإسرائيلي قد أعلنت، أن الجيش الإسرائيلي نفذ أكثر من 200 غارة على أهداف إيرانية في سورية خلال العام والنصف عام الماضي. وأكدت أنه تم إسقاط ما يقرب من 800 قنبلة وصاروخ، معظمها من طائرات مقاتلة على أهداف في سورية.
وقالت إن القوات الإيرانية تراجعت 80 كيلومترًا من الحدود الشمالية (الجولان)، وأن الهجمات على القواعد الإيرانية في سورية نفذت “في المنطقة بأسرها”.
وكان معلق الشؤون العربية في صحيفة “هآرتس” تسفي برئيل، قد أشار في تموز/ يوليو الماضي، إلى أن ميليشيا “فرسان الجولان” المدعومة إسرائيليًا ستواصل انتشارها ونشاطها في المناطق المتاخمة لخط وقف إطلاق النار.
وقال برئيل إن إسرائيل عمدت عبر تقديم المساعدات الغذائية والأسلحة إلى خلق تواجد عسكري لها في مرتفعات الجولان السورية.
وأوضح برئيل أن المطلوب من ميليشيا “فرسان الجولان” أن تعمل في مرتفعات الجولان السوري المحتل على نمط جيش لبنان الجنوبي (جيش لحد) الذي أنشأته إسرائيل لحماية “حدودها“.