كيري: “احتياجات نتنياهو أهم من أمن دولته”
“لم أره جبانا مثلما رأيته في تلك اللحظة”، بهذه الكلمات وصف وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، حالة رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014، كما جاء في كتابه الجديد المتوقع أن يصدر في الرابع من أيلول/ سبتمبر الجاري .
وأظهرت المقتطفات التي نشرها موقع “جويش إنسايدر” من الكتاب، أن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، ووزير خارجيته، كيري، حاولا إقناع نتنياهو بالانسحاب من الضفة الغربية المحتلة وإخلاء البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي فلسطينية في محاولة للتوصل إلى تسوية في الصراع العربي الإسرائيلي.
وكشف كيري أن نتنياهو رفض خطة قدمها الجنرال الأميركي جون آلن، لوزير الأمن الإسرائيلي، آنذاك، موشيه يعلون، شملت انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية المحتلة ونشر قوات أميركية على الحدود الفلسطينية، في حين يتمركز الجيش الإسرائيلي على مقربة من الحدود لـ”مواجهة أي تهديد“.
“نتنياهو أصر على أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يبقى على المدى الطويل في الضفة الغربية المحتلة، وأن يبقى قرار الانسحاب إسرائيليًا. كان واضحا لنا جميعا أن نتنياهو لم يكن مهتما بالخطط الأمنية التي من شأنها أن تشمل انسحابا عسكريا محتملا”، بحسب ما كتب كيري في كتابه الجديد.
وتابع كيري “أدركت أنه لا علاقة بين رفض نتنياهو والاعتبارات الأمنية. قلت له أن هذا هو أفضل حل يتم صياغته من أبرز وأبرع العقول العسكرية، وإذا امتنعت فإن ذلك سوف يكون حاجزًا أمام استمرار المفاوضات… ابتسم نتنياهو في وجهي وقال انتهينا من مناقشة اليوم“.
وأشار كيري إلى أن نتنياهو كان على استعداد لإطلاق الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال الإسرائيلي قبل مباحثات أوسلو، وذلك لتجديد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لمدة تسعة أشهر، مقابل أن يحصل على “ما يريد”، وكتب كيري يقول: “كان نهج نتنياهو ‘أنا منفتح على حل هذه المشكلة إذا تمت تلبية كافة احتياجاتي’، بما في ذلك احتياجاته السياسية لتشكيل ائتلاف حكومي والمحافظة على حكومة إسرائيلية مستقرة.
وعن اللقاء الذي جمع كيري بنتنياهو في فندق “الملك داوود” في القدس بعد بضعة أيام من خطاب أوباما في إسرائيل عام 2013، روى وزير الخارجية الأميركي السابق: “نظر نتنياهو في عيني مباشرة وقال: جون، أنا مستعد لخوض هذا التحدي، لكن عليك أن تعرف أمرين؛ أولاً الجميع هنا يكذب ومن الصعب على الأميركيين فهم ذلك، وثانيًا، أقصى ما يمكنني أن أقدمه هو الحد الأدنى الذي سيقبله عباس“.
وعلق كيري على ذلك قائلا: “لقد رفع نتنياهو السقف إلى أماكن مستحيلة“.
وكشف كيري أيضا في كتابه أن إعلان الرئيس المنتخب حديثًا حينها، دونالد ترامب، عن رغبته بتعيين ديفيد فريدمان كسفير في إسرائيل هو ما جعل أوباما يمتنع عن استخدام حق النقض “الفيتو” على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2334، والذي نص على مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، وعدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967.
وكتب كيري يقول: “أعلن ترامب، الذي انتخب حديثًا آنذاك، أعلن عن تعيين سفير متحمس للبناء الاستيطاني ومعارض معروف لحل الدولتين”، ما دفع أوباما للامتناع عن استخدام حق النقض.
وفي سياق متصل، اعتبر كيري أن نتنياهو كان خائفا وجبانا خلال أحداث العدوان الإسرائيلي على غزة تموز/ يوليو 2014، التي استمرت 51 يوما، وقتل فيها أكثر من 1850 فلسطينيا، من بينهم 527 طفلا، و238 امرأة. وقال كيري أنه شكل هذه الانطباعات من تعدد لقاءاته بنتنياهو، خلال الفترة التي تولى فيها حقيبة الخارجية الأميركية، من 2013 – 2017.