عدوان أميركي- غربي جديد على سورية عدوان على روسيا حميدي العبد الله
إذا ما قررت الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين تجاهل التحذيرات الروسية، وتجاهل المعلومات التي أشارت إليها وزارة الدفاع الروسية بشأن ما يحضر من استفزازات ومسرحيات جديدة حول استخدام الكيماوي، ونفذت تهديداتها التي وردت في بيان الدول الثلاث، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وتهديدات الرئيس الفرنسي، وشنت عدواناً جديداً على سورية مهما كانت حدود هذا العدوان، فإن ذلك يشكل اعتداءً على روسيا قبل أن يكون اعتداءً على سورية، اعتداءً على روسيا لأن الدول تجاهلت كل ما صدر عن روسيا وأصرت على تبني رؤيتها الخاصة، وتجاهلت روسيا وتعاملت معها وكأنها ليست شريكاً دولياً يجب أخذ رأيه في قضايا السياسة الدولية لاسيما في بلد تتواجد فيه قوات عسكرية روسية، وتقوم هذه القوات بدور فاعل في مكافحة الإرهاب وتقديم ضمانات لنجاح خيار المصالحة، وتوفير أسس عملية للحل السياسي.
وعندما يكون الاعتداء على سورية، حتى وإن لم يؤد إلى إصابة جنود روس، هو اعتداء على روسيا وسياساتها ونهجها في سورية، فهذا ستترتب عليه تبعات من بين أهم هذه التبعات أن موسكو لن تقف مكتوفة اليدين هذه المرة في مواجهة العدوان الجديد، ولن تسمح بتكرار سيناريو (14) نيسان، عندما قبلت مبدأ الاعتداء، ولكن أصرت على أن يكون هذا الاعتداء مجرد عملية حفظ ماء الوجه للحكومة الغربية كي لا تشارك وسائل الدفاع الجوي الروسية في التصدي للعدوان. ومعروف أنه قبل عدوان (14) نيسان هددت روسيا بالرد على مصادر القصف الذي يستهدف سورية إذا لم تقبل الحكومات الغربية التي شاركت في ذلك الاعتداء ما عرضته عليها روسيا لكي لا تقصف مصادر لإطلاق الصواريخ التي اعتدت على سورية.
روسيا قبلت لمرة واحدة مثل هذه المساومة مع الغرب، والأرجح أنها هذه المرة لن تقبل العودة إلى هذا السيناريو، ولهذا كثفت تحذيراتها من أي اعتداء جديد وأكدت أن تداعياته ستكون سلبية على مجمل العملية السياسية في سورية، والأرجح أن كثافة التحذيرات الروسية، لقطع الطريق على تورط الغرب في شن عدوان جديد، سيكون الرد عليه بحزم ملزم لروسيا، وإلا فإنه سينال من هيبتها ومصداقيتها في سورية، سيما إذا كان العدوان قد تسبب بأذى كبير.