من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: إدلب في مجلس الأمن… وموسكو تكشف عن مفاوضات جارية.. والجعفري يفضح خطة الكيماوي الحريري يؤكد صلاحياته… يتفادى السجال حول المحكمة… ويوحي بتفاؤل توقّعات بلقاء قريب يجمع رئيسَي الجمهورية والحكومة يضع النقاط على الحروف
كتبت “البناء”: لا يزال فصل الحرب على الإرهاب في إدلب مصدر قلق لدى الغرب، خصوصاً لدى الأميركيين، طالما أنه سيضع الخطوة التالية على أبواب المناطق التي تنتشر فيها القواعد الأميركية، والتي فشلت واشنطن بتأمين استراتيجية خروج آمن لها، رغم تقدم المحادثات التي تجريها قوات سورية الديمقراطية مع دمشق، بسبب الربط الأميركي للانسحاب بضمانات تتصل بأمن “إسرائيل”، رفضت روسيا تقديمها والحلول مكان الدولة السورية ومسؤوليتها السيادية، ورفضتها سورية، كما بات معلوماً بعد لقاء مستشاري الأمن القومي الأميركي جون بولتون والروسي نيقولاي باتروشيف. وكما كشف اللقاء الذي بات معلناً بين مسؤولين أمنيين كبار ورئيس مجلس الأمن الوطني في سورية اللواء علي مملوك.
استحضار وضع إدلب إلى مجلس الأمن الدولي يجري لتوظيف الشأن الإنساني في خطة توفير الحماية للجماعات الإرهابية، كما جرى من قبل في حلب وغوطة دمشق وجنوب سورية، واستخدام كل تحضير لمعركة حاسمة لإثارة حملة دبلوماسية وإعلامية تحت شعار الخوف من موجات نزوح وخسائر بين المدنيين، من دون تقديم أي حلول للمشاكل الإنسانية التي يجري تضخيمها للابتزاز، أو يتم تقديم المساهمة في حسم أمر الجماعات الإرهابية، ولو من باب دعم المساعي التي كشفت عنها روسيا للتفاوض مع الجماعات المسلحة وتحييدها من المعركة مع جبهة النصرة، بما لا يترك مجالاً للشك في أن الهدف هو توفير الحماية لهذه الجماعات وتعطيل أي عمل عسكري جدي يستهدفها، بينما يتمّ التهويل بمخاطر مزعومة لاستخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي تمهيداً لاستهدافه عسكرياً بهذه الذريعة بهدف تقديم الدعم الميداني والمعنوي للجماعات الإرهابية، كما قال السفير السوري في نيويورك الدكتور بشار الجعفري، وحذرت التصريحات الروسية المتعاقبة، وكان لافتاً في جلسة أمس إقدام رئيسة المجلس ممثلة بريطانيا على قطع نظام الصوت عن السفير الجعفري أثناء إلقاء كلمته، خلافاً لكل أعراف العمل الدبلوماسي.
لبنانياً، بدت المناخات السياسية المحيطة بملفي المحكمة الدولية والحكومة أقرب للهدوء، فمن جهة تخفيف من وطأة ربط الحكومة بالمحكمة، ورغبة بتفادي فتح سجال حول الربط أظهره الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري رغبة بطمأنة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بعدم وجود نيات عدائية ضد الحزب تفسر التعثر الحكومي، بعد التحذير من اللعب بالنار الذي أطلقه السيد نصرالله قبل أيام وبعد كلام النائب السابق وليد جنبلاط عن أن البلد أهم من المحكمة، بينما برز الهدوء في الشأن الحكومي بإشارات تفاؤلية صدرت من عين التينة بعد لقاء تجمع النواب السنة من خارج تيار المستقبل برئيس المجلس النيابي نبيه بري ونقلهم عنه تفاؤلاً بولادة قريبة للحكومة ومن بيت الوسط بما نقلته أوساط الرئيس الحريري عن إشارات إيجابية خلال الأيام القليلة المقبلة، توقعت أن تشهد لقاء يجمع رئيس الجمهورية ميشال عون بالرئيس المكلف ويجري خلاله التداول بآخر مستجدات التشكيلة الحكومية قبل انصراف الحريري لوضع مسودتها وتقديمها قبل نهاية الأسبوع الأول من ايلول المقبل.
مناخ الهدوء لم يحجب السجالات حول شروط التشكيل من التداول، خصوصاً بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ولا منع قيام الرئيس الحريري بخوض معركة صلاحياته كرئيس مكلف، بالردّ على الدعوات لتحديد مهل لتشكيل الحكومة أمام الرئيس المكلف، وتتويج ذلك باجتماع لرؤساء الحكومات السابقين في بيت الوسط بهدف تأكيد الإجماع على رفض المساس بصلاحيات رئيس الحكومة في فترة تأليف الحكومة وإلزامه بمهل وشروط.
الحريري: سأسمّي المعرقلين إن لم تُشكَّل الحكومة
بانتظار الاتصالات التي سيجريها الرئيس المكلف سعد الحريري في الأيام الفاصلة عن الأول من أيلول يمكن القول إن الأمور تتراوح مكانها، لا سيما في ضوء تأكيد المعنيين بمسار التأليف أن العقدة الدرزية قابلة للحل، إذا فكت العقدة المسيحية – المسيحية وجر التفاهم بين القوات والتيار الوطني الحر على الحصص الوزارية.
وأشار الرئيس المكلّف سعد الحريري أنّ “موضوع تشكيل الحكومة لا علاقة له سوى بحصص وأحزاب سياسية تُريد حصصاً وحقائب إضافية فقط”.
وقال في دردشة مع الصحافيين: “أنا رئيس مكلف وأعرف صلاحياتي. وإذا كان لدى أحد ملاحظات فليضعها أمامي”، وتابع: “إن لم تُشكل الحكومة قريباً سأسمّي المعرقلين بأسمائهم”.
أمّا عن موقف حزب الله من المحكمة الدولية، فاعتبر انّه “واضح منذ زمن وليس جديداً” وتابع: “موقفي من المحكمة معروف”.
وأكمل: “لم نقفل أبواباً على سورية، وفتحنا أبوابنا للاجئين ومَن هم مع النظام كانوا يسافرون من مطاراتنا ومؤسف ما يحصل من الطرف الآخر”.
لفت إلى أنّه نسق مع وزير الخارجية جبران باسيل قبل سفره الى روسيا وبعده، وقال: “ننسق مع الروس بملف النازحين. وكلنا نريد عودة النازحين، ولكن بإرادتهم وبمساعدات دولية. والنقاش بهذا الامر لا يتم بفتح حوار مع النظام”.
وأجرى الحريري اتصالاً أمس، برئيس الجمهورية ميشال عون وتشاور معه في ملف عملية تأليف الحكومة واتفق على لقاء قريب يعقده معه في بعبدا.
ومساء أمس، عُقد اجتماع في بيت الوسط ضمّ إلى الحريري الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة بينما غاب الرئيس تمام سلام بداعي السفر. وجرى البحث في الملف الحكومي وذلك في إطار دعم الحريري بعد ما نُشر من مطالعات حول تحديد مهل للتكليف.
الأخبار : الحريري : لا مهلة تلزمني… وسأبقى مكلفاً
كتبت “الأخبار “ : مع بدء شهر رابع لموسم التأليف، لم يغادر الخطاب السياسي مربع تنصل معظم الأطراف من أية مسؤولية في ما يتصل بتأخير ولادة الحكومة الجديدة، خصوصاً أن الرأي العام اللبناني لا يبدو مهتماً لأمر الحكومة والحكام، بقدر ما يبدي اهتماماً لقضاياه الاجتماعية والمعيشية التي لا يضعها المسؤولون في حسبانهم
بينما كان ينتظر أن تؤدي عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت واستئنافه مشاوراته، إلى تزخيم ملف تأليف الحكومة، حذر الرئيس المكلف من أنه “في حال لم تُشكل الحكومة قريباً سأسمي المعرقلين بأسمائهم”، وكشف في دردشة مع الصحافيين، قبيل ترؤسه اجتماع كتلته النيابية، أمس، أنه اتصل برئيس الجمهورية العماد ميشال عون واتفقا على قيامه باتصالات، على أن يزوره خلال الأيام المقبلة. وأشار إلى أنه “سيلتقي عدداً من الفرقاء السياسيين على أمل أن يتبلور شيء خلال يومين أو ثلاثة”، وهو مهد لذلك باستقبال وزير الإعلام ملحم رياشي، أول من أمس، وبالتواصل مع الرئيس نبيه بري عبر معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل ومع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، فضلاً عن تواصله الدائم مع قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي.
وكانت لافتة للانتباه، مبادرة الحريري، إلى استقبال الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، في دارته، بناء على دعوة منه، فيما تغيب الرئيس تمام سلام بداعي السفر. خطوة اجتماع الحريري برؤساء الحكومات السابقين، وضعها في خانة “التشاور”، وتحديداً في الخيارات المتاحة أمامه، خصوصاً في ضوء المطالعة التي وضعها وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي بطلب من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نقلت عنه صحيفة “الشرق الأوسط” قوله، أول من أمس، إن فترة 5 إلى 6 أشهر لتأليف الحكومة “قد تكون مقبولة لكن ليس أكثر”. ما يعني أن 3 أشهر أو أقل متبقية أمام الرئيس المكلف للتأليف، كما جاء في مقدمة النشرة الإخبارية لمحطة “أو تي في” ليل أمس.
إلى ذلك، توقف المراقبون عند بيان كتلة المستقبل، لجهة استخدامه مفردات غير مسبوقة منذ إبرام التسوية الرئاسية قبل عامين، مثل الدعوة “إلى الكف عن أساليب تخريب العلاقات الرئاسية”، فضلاً عن التأكيد أن تعاون عون والحريري “لم يكن نزهة سياسية، تنتهي بانتهاء هذا الاستحقاق أو ذاك”، كما استجابت الكتلة لمطالبة الإمارات بمهاجمة زيارة الوفد الحوثي إلى بيروت. زيارة أدرجتها الكتلة في “خانة الخروج على التوافق الوطني وتهديد المصالح المباشرة للبنان واللبنانيين”. ولم تمض ساعات قليلة حتى كان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، يشيد بموقف كتلة المستقبل “الإيجابي والمسؤول”، مطالباً كافة الأحزاب والقيادات اللبنانية “بتأكيد هذا الموقف“!
وفي رد قاس على مطالعة وزير العدل سليم جريصاتي الأخيرة، قال الحريري: “لا أحد يحدد لي مهلة (للتأليف)، إلا الدستور اللبناني ولا تعنيني مطالعات دستورية يقدمها هذا الوزير أو ذاك وأنا الرئيس المكلف وسأبقى مكلفاً وأشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية ونقطة على السطر“.
وعن موقف حزب الله من محكمة العدل الدولية، قال الحريري: “موقف حزب الله من المحكمة واضح والكلام ليس جديداً”، وأضاف: “أنا ما يهمني هو استقرار البلد والعدالة ستتحقق“.
وفي ملف النازحين السوريين، قال الحريري: “لم نقفل أبواباً على سوريا وفتحنا أبوابنا للاجئين ومن هم مع النظام كانوا يسافرون من مطاراتنا ومؤسف ما يحصل من الطرف الآخر”. وأضاف: “نسّقت مع باسيل قبل وبعد سفره إلى روسيا وننسق مع الروس بملف النازحين، وكلنا نريد عودة النازحين ولكن بإرادتهم وبمساعدات دولية، والنقاش بهذا الأمر لا يتم بفتح حوار مع النظام (السوري)”.
وبعد اجتماعها برئاسة الحريري، في وادي أبو جميل، ردت كتلة المستقبل على مطالعة جريصاتي “التي أفتت باعتذار الرئيس المكلف عن تأليف الحكومة، أو تكليف مجلس النواب باتخاذ قرار في هذا الاتجاه”، فأطلقت تحذيراً “من وجود دعوات غير بريئة، ترى فيها (الكتلة) تجاوزاً لأحكام الدستور ومخالفة موصوفة لروح اتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني”. وتوقفت الكتلة عند “التمادي في تحميل الرئيس المكلف مسؤولية التأخير في تأليف الحكومة، والإسراف في قلب الحقائق وتجهيل الأسباب الحقيقية للأزمة، من خلال لغة تستحضر مناخات الانقسام والتعطيل والاصطفاف الطائفي المقيت“.
وحذرت من “تنامي خطاب يتعارض مع مفاعيل التسوية التي أعادت الاعتبار لدور المؤسسات الدستورية، ووضعت حداً لفراغ استمر لأكثر من عامين في موقع رئاسة الجمهورية”، وشددت على أن التعاون بين رئيس الجمهورية والحريري، “لم يكن نزهة سياسية، تنتهي بانتهاء هذا الاستحقاق أو ذاك، بل هو كان وسيبقى في أساس مشروع حماية البلاد”. ودعت الكتلة “إلى الكف عن أساليب تخريب العلاقات الرئاسية”، وشددت “على أهمية تحصين التسوية السياسية وكل ما ترتب عليها من انفراجات، لم تتوقف عند انتخاب رئيس للجمهورية وقيام حكومة جديدة، بل هي انسحبت على الواقع الشعبي لتسهم في تحقيق مصالحات أهلية بين جمهورين وبيئتين، سيكون من الخطأ الجسيم إعادتهما إلى زمن الانقسامات والاصطفافات الحزبية والطائفية“.
من جهته، أوضح الرئيس نبيه بري أمام زواره، أمس، أنه لم يقل أنه متفائل في موضوع تأليف الحكومة “بل ما زلت أنتظر ما سيستجد من الحراك الجديد الذي بدأه الرئيس المكلف. ما زلت آمل في أن تتقدم الأمور. إذا ما لم يحصل أي تطور إيجابي من هذا الحراك، فأنا أخشى أن التأليف سيطول أكثر. أستغرب الوضع الحاصل في ظل اعتبار البعض أن أعرافاً أصبحت أقوى من النص الدستوري، لا سيما منها أن تأليف الحكومة يستمر أشهراً طويلة“.
وأضاف بري: “لم أسلم بهذا الوضع. المجلس النيابي يعمل وأنتظر أن تنجز اللجان النيابية المشتركة مجموعة من المشاريع التي إذا انتهت غداً (في جلسة اللجان المشتركة برئاسته)، فإن موعد الجلسة العامة سيكون بعد ثلاثة أيام”. سئل ألا يحتاج انعقاد المجلس لعقد استثنائي، أجاب بري: “الدستور واضح في المادة 69 التي تقول إنه عندما تستقيل الحكومة يصبح المجلس في حالة انعقاد دائم”. وأشار إلى أن مجموعة من المشاريع المالية يستدعي إقرارها العجلة، مؤكداً أن منسق مؤتمر “سيدر” اتصل به من باريس وطلب منه موعداً عاجلاً لمقابلته. وقال بري إنه سيستقبله قريباً.
الديار : انتهى الأمر : لا حكومة في الأفق ولو تكلم الرئيسين عون او الحريري الصراعات والمحطات الاقليمية والدولية والخلاف الداخلي تحرم لبنان من حكومة جديدة
كتبت “الديار “: انتهى الامر ولم تعد المشاورات في شأن تأليف الحكومة مجدية، ولم يعد اي صوت داخلي حتى صوت فخامة الرئيس العماد ميشال عون ولا دولة الرئيس نبيه بري ولا دولة الرئيس المكلف سعد الحريري يفيد او يؤثر من اجل الاسراع في تشكيل الحكومة.
الرئيس الاميركي دونالد ترامب تسلّم تقارير عن العلاقة اللبنانية ـ الروسية المتجددة، وزيارة وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الى موسكو، واتجاه لبنان الى اعتماد المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين، فتدخلت الادارة الاميركية وارسلت اشارات الى حلفاء لها في المنطقة العربية وفي الداخل اللبناني، لتجميد تأليف الحكومة اللبنانية حاليا، ولذلك سنرى اطرافاً لبنانية داخلية لن تتراجع عن اي موقف لها، او اي مطلب بالنسبة للاشتراك في الحكومة.
وبالنسبة الى فرنسا، حدث تغيير سياسي تجاه لبنان، وهي ترفض كلياً عودة النازحين السوريين الى بلدهم سوريا من لبنان، ولذلك تراقب الوضع ولن تتألف الحكومة حتى تسمع واشنطن وخاصة باريس خطاب الرئيس العماد ميشال عون في الامم المتحدة. كذلك تراقب واشنطن وباريس الخطوات التي سيعلنها فخامة الرئيس العماد ميشال عون في الاسبوع الاول من ايلول، او في بداية الشهر المقبل، وماذا تتضمن مواقف الرئيس ميشال عون، وواشنطن على توافق تام مع السعودية ودول خليجية لمنع تشكيل الحكومة وعدم قدرة السلطات في لبنان على اعادة النازحين السوريين من لبنان الى سوريا، والاهم موقف لبنان على الصعيد الداخلي اللبناني وعلى الصعيد الاقليمي والعربي، خاصة بعد ان تعلن المحكمة الدولية في لاهاي المعطيات وليس الحكم، بل فقط المعطيات في شأن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعندها ستظهر على الساحة اللبنانية مواقف وردود فعل، وعلى هذا الاساس لا تشكيل للحكومة قبل معطيات المحكمة الدولية من منتصف ايلول الى نهايته.
النهار: الحريري: أنا الرئيس المكلّف ونقطة على السطر
كتبت “النهار”: لبنان المنقسم على ذاته في السياسة منقسم أيضاً في البيئة وفي كل الملفات حتى الحياتية منها، والسبب الأبرز في حاله المزرية هو ضعف الثقة بالدولة ومؤسساتها. ولعل وصف النائب علي فياض أمس خير تعبير عن هذا الواقع اذ قال ان “مشكلة الليطاني هي صورة مطابقة تماماً لفشل الدولة وتعثرها، فكل جهة تلقي المسؤولية على الأخرى”.
وفي خضم الأزمات، برز تطوران طبعا نهار أمس حكومياً، أولهما اطلاق الرئيس نبيه بري مؤشرات ايجابية حيال التأليف، لا تستند الى واقع حقيقي ملموس، وثانيهما اعلان الرئيس المكلف سعد الحريري عن لقاء قريب يجمعه والرئيس ميشال عون في ضوء سلسلة مشاورات واتصالات “بعدد من الأفرقاء السياسيين وأن شالله خلال يومين أو ثلاثة يتبلور شيء”. لكن الحريري، الذي استقبل مساء أمس في “بيت الوسط” الرئيسين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وغياب الرئيس تمّام سلام بداعي السفر، في لقاء دعم إضافي لموقع رئاسة الوزراء، اعتبر ان “الاسراع بتشكيل الحكومة هو مسؤولية كل الاطراف”، لوح بالخروج عن صمته وبالمواجهة قائلاً: “سيأتي وقت أسمي فيه من يعرقل التشكيل”. وشدد الحريري مجدداً على “تشكيلة حكومة وحدة وطنية شرطها ان يشعر كل أطرافها انهم رابحون ولم يكسر طرف رأس الآخر. هذه الحكومة التي يفترض أن تعمّر لأربع سنوات، هناك صعوبة بتشكيلها ولكن ليست هناك استحالة، والآن وصلنا إلى مرحلة يعرف فيها الجميع ما هي الحصص التي سيحصلون علينا ونتناقش مع الجميع بالإخراج”. ورد على مطالعة الوزير سليم جريصاتي من غير ان يسميه: “لا تعنيني أي مطالعات دستورية ولست معنيا بما يكتبه أي وزير يريد أن يقدم شرحاً قانونياً بمفهومه، وإلا فإننا سندخل بمتاهة لن ننتهي منها. انا الرئيس المكلف وسأبقى مكلفاً وأشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية ونقطة على السطر”.
اللواء: الحريري يرسم تخوم المعالجة: حماية التسوية بإحترام صلاحيات التكليف والتأليف ميقاتي والسنيورة يدعمان.. وباسيل يعتبر أن حصة الرئيس غير قابلة للنقاش
كتبت “اللواء”: مع مستهل الشهر الرابع، وضع أمس الرئيس المكلف سعد الحريري، وفريقه النيابي والسياسي التخوم السياسية والدستورية، الممنوع الاقتراب منها، حرصاً على “الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي” وفقاً لبيان كتلة المستقبل النيابية، ومنعاً لتجاوز “أحكام الدستور ومخالفة روح اتفاق الطائف ومقتضيات الوفاق الوطني”، في معرض “التنبيه من وجود دعوات غير بريئة”، إزاء “بعض المواقف والوصايا القانونية، التي أفتت بإعتذار الرئيس المكلف عن تأليف الحكومة، أو تكليف مجلس النواب باتخاذ قرار في هذا الاتجاه”.
المهم سياسياً، اعتبار التسوية الرئاسية مدماكاً من مداميك “حماية البلاد والتضامن في مواجهة التحديات الخارجية، وبناء الدولة ومكافحة الفساد والشروع في النهوض الاقتصادي”، كما رأت الكتلة.
المستقبل: “المستقبل” تحذّر من تخريب مفاعيل التسوية وخرق قواعد “النأي” الحريري متمسّك بالدستور والتأليف والعدالة.. و”نقطة على السطر”
كتبت “المستقبل”: بعد صمت مسؤول وبنّاء فرضته حملات التراشق السياسي وحفلات المد والجزر على ضفاف “الحصص والأحجام”، أعاد رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إعلاء صوت “الهدوء والحوار والدستور” بعيداً عن الشطط في النظريات والمتاهات القانونية، فوضع العديد من النقاط فوق الحروف سواءً إزاء موقفه الدستوري من الحكومة أو حيال موقفه “المعروف” من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مع “نقطة على السطر”: “أعرف صلاحياتي ولا أحد يُحدّد لي مهلاً إلا الدستور اللبناني، أنا الرئيس المكلّف وأنا من يُشكّل الحكومة.. والعدالة لا بد ستتحقق”.
وخلال دردشة مع الصحافيين عقب ترؤسه اجتماع كتلة “المستقبل” النيابية في “بيت الوسط”، شدد الحريري على أنّ “الإسراع في تشكيل الحكومة مسؤولية كل الأطراف لتفادي التدهور الاقتصادي”، ملوّحاً بتسمية كل من يعرقل التأليف في حال “لم تتشكل الحكومة قريباً”، وكاشفاً أنه تشاور هاتفياً مع رئيس الجمهورية ميشال عون فور عودته من السفر واتفقا على أن يزور قصر بعبدا خلال بضعة أيام بعد الانتهاء من جولة مشاوراته واتصالاته الراهنة مع الأفرقاء السياسيين. وإذ أكد أنّ عملية التأليف بلغت “مرحلة يعرف فيها الجميع ما هي الحصص التي سيحصلون عليها”، جدد الرئيس المكلّف الإشارة إلى أهمية “ألا يشعر أحد أنه خاسر ولا أحد “كسر رأس” الآخر”.
الجمهورية : التعقيدات تُهدِّد بترحيل التأليف إلى نهاية السنة … والحريري إلى مشاورات جديدة
كتبت “الجمهورية “: لم يسجل على جبهة التأليف الحكومي أمس أيّ جديد إيجابي، وبدا من المناخات السائدة انّ التعقيدات السائدة تهدد بترحيل ولادة الحكومة الى مطلع السنة المقبلة. وعلمت “الجمهورية” انّ تأليف الحكومة بات متعثراً الى درجة انه بدأ يستولد يومياً مزيداً من العثرات، اذ يتكشّف انّ ظاهر مواقف المعنيين هو غير باطنها، فأي فريق من هؤلاء غير مستعد حتى الآن لتقديم تنازل على مستوى سقف مطالبه، ليتأكد أكثر فأكثر أنّ تأخّر ولادة الحكومة أسبابه داخلية عموماً. وفي هذا السياق اكدت مصادر موثوقة لـ”الجمهورية” ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو من أشد المتحمّسين لتأليف الحكومة، ولكن وفق النتائج التي أفرزتها الانتخابات النيابية بلا زيادة او نقصان، والأهم في موقفه هو أنه لن يخضع لأي شروط وخصوصاً شروط “القوات اللبنانية”، وكذلك لما يطرحه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في ما يتعلق بحصر التمثيل الوزاري الدرزي به، إذ انّ رئيس الجمهورية يرفض ان تكون الحكومة خاضعة لمزاجية جنبلاط يتحكّم بها ميثاقياً ويهددها ساعة يشاء. وخلافاً للجو الذي أشيع عن انّ بري متفائل بتأليف قريب للحكومة، استغرب رئيس مجلس النواب إدراجه في صفوف المتفائلين، وقال: ”لم أقل ابداً إنني متفائل بل انني ما زلت أنتظر ما سيستجدّ من الحراك الجديد الذي بدأه الرئيس المكلّف، وما زلت آمل في ان تتقدم الامور، وأخشى من انه اذا لم يحصل تطور إيجابي من هذا الحراك فإنّ الامور ستطول اكثر هذه المرة والى فترة بعيدة
. في هذه الاجواء يستعدّ الرئيس المكلف سعد الحريري لجولة مشاورات جديدة، وكشف أمس انه اتصل بعون أمس الاول، وقال: “اتفقنا أن أُجري اتصالات في شأن ملف تشكيل الحكومة، وأن أزوره خلال بضعة أيام”، لافتاً الى انه سيلتقي عدداً من الأفرقاء السياسيين، آملاً في “تبلور شيء” خلال يومين او ثلاثة.
واكدت مصادر وزارية قريبة من رئاسة الجمهورية لـ”الجمهورية” ان الحريري ابلغ الى عون انه سيجري في الأيام القليلة المقبلة إتصالات ولقاءات لبلورة ما هو مطروح من مشاريع مخارج تقصّر الطريق نحو توليد الحكومة، قبل ان يزوره. ورحّب رئيس الجمهورية باستعدادات الحريري، وتمنى له التوفيق مؤكداً انه ما زال في انتظار تشكيلته الحكومية في أقرب وقت“.
تكتّم حول المخارج
وفي الوقت الذي لم يشر أي مصدر الى هذه المخارج، ما زالت اوساط “بيت الوسط” تتكتم على شكل ومضمون المقترحات الجديدة التي تحكم حراك الرئيس المكلف. وتحدثت هذه الاوساط لـ”الجمهورية” عن لقاءات متوقعة للحريري مع كل من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وممثل عن تيار “المردة”، وذلك قبل ان يزور رئيس الجمهورية.
وفي إطار ما تسبّبت به الفتاوى التي صدرت اخيراً حول طريقة التعاطي مع تعثر مهمة التكليف والتأليف، من ردّات فعل سلبية، التقى الحريري مساء امس الرئيسين السابقين للحكومة فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي، وتعذّر حضور الرئيس تمام سلام لوجوده في الخارج.
وقالت مصادر معنية انّ اللقاء شكّل استمراراً للقاء السابق بين رؤساء الحكومات السابقين والحريري، والذي خصّص في حينه للبحث في العقبات التي حالت دون إتمام مهمته في تشكيل الحكومة والمفاوضات الجارية وما انتهت اليه حتى اليوم. ولفتت الى انّ السنيورة وميقاتي أكدا استمرار دعمهما مهمة الحريري، مع تمّسكهما بما قال به الدستور لجهة دور رئيس الحكومة في التأليف الحكومي في اطار التعاون مع رئيس الجمهورية.