نيويورك تايمز: سخط متزايد من القادة الأمريكيين بسبب اليمن
تصاعد غضب المسؤولين الأمريكيين من التحالف السعودي، بسبب انعدام الشفافية في تحقيقات الضربات الجوية التي تقتل مدنيين في اليمن .
كان آخر التصريحات للجنرال جيفري هاريجان قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط الذي حث “تحالف القوى العربية” بقيادة السعودية على أن يكون أكثر استعدادا للتحقيق في غارة جوية أصابت حافلة مدرسية مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 طفلا، في وقت سابق هذا الشهر في محافظة صعدة شمالي اليمن.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن حديث هاريجان يعكس السخط المتزايد من جانب مسؤولي الولايات المتحدة بسبب النزاع الذي تحول إلى كارثة إنسانية.
وقال الجنرال هاريجان في مقابلة هاتفية طويلة: “هناك مستوى من الإحباط الذي نحتاج إلى الاعتراف به؛ يجب أن يخرجوا ويقولوا ما حدث هناك“.
كانت تعليقاته أحدث نقد علني، وأكثر قوة، للحملة الجوية التي قادتها السعودية ضد المتمردين الحوثيين والتي أثارت سخط عدد متزايد من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين والبنتاغون والمسؤولين الدبلوماسيين الذين يسعون إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الصراع – وأصبحت الإدارة الأمريكية تواجه أسئلة متزايدة حول الدعم الأمريكي للحرب الجوية مع كل ضربة خاطئة.
أدانت الأمم المتحدة غارة جوية منفصلة جنوبي مدينة الحديدة المتنازع عليها يوم الخميس، وقال مسؤولو الإغاثة إن 27 مدنيا منهم 22 طفلا قتلوا. “ما يحدث في اليمن لا يمكن تصوره”، قالت ليز غراندي، منسقة الأمم المتحدة الإنسانية في البلاد.
الجنرال هاريجان هو طيار سابق للطائرات من طراز F-22 ويتنحى هذا الأسبوع بعد عامين من قيادة العمليات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا من مقرها في قطر. وقد لعب دورًا شخصيًا في محاولة إقناع المسؤولين السعوديين – وأحيانًا بالضغط عليهم – من أجل الإشراف على الحملة الجوية لتطوير إجراءات الاستهداف لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.
لم يخمن الجنرال كيف أو لماذا قُصفت الحافلة المدرسية، قائلاً إن ذلك سيكون محور التحقيق الجاري. وقال الجنرال هاريجان: “من الواضح أننا قلقون بشأن الإصابات في صفوف المدنيين، وهم يعلمون بقلقنا”، وبدا صوت الجنرال محبطًا وأضاف “المفتاح هنا هو اتخاذ الإجراء المناسب.“
وجاءت تصريحات الجنرال هاريجان صدى لأقوال ضابط أمريكي كبير آخر، هو اللفتنانت جنرال مايكل إكس غاريت، قائد قوات جيش الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وكان قد بعثه وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس قبل أسبوعين خلال زيارة قام بها إلى الرياض، العاصمة السعودية، لحث المسؤولين هناك على إجراء تحقيق مفصل في حادث تفجير الحافلة المدرسية.
وقالت ربيبكا ريبرتش المتحدثة باسم البنتاغون إن الضابط الأمريكي: “لقد ضغط على السعوديين لتكريس الموارد والرقابة اللازمة لإجراء تحقيق شامل وكامل وإطلاق النتائج للجمهور“.
ويشعر قادة الجيش الأميركي، بالإحباط جراء الغارات التي أسفرت عن مقتل المدنيين في الأسواق وحفلات الزفاف والجنازات، وكافحت لتبرير إرسال أسلحة ودور قواتها في دعم التحالف في اليمن.
منذ عام 2015 تُقدِّم الولايات المتحدة للحملة جوية بقيادة السعودية في اليمن الدعم الكامل مع تزويدها بالوقود في الجو، والاستخبارات، ومشورة عسكرية أخرى.
ويقول المستشارون الأمريكيون إنهم لا يمنحون موافقة مباشرة أو غير مباشرة على اختيار الهدف أو تنفيذ الضربات. وبدلاً من ذلك، يقدمون المشورة بشأن إجراءات الاستهداف ويسهلون التحقق من قائمة المباني التي لا يجوز ضربها مثل المساجد والأسواق.
واعترف الجنرال جوزيف فوتل رئيس القيادة المركزية في البنتاغون، في شهادته أمام الكونغرس في مارس / آذار، بأن الجيش الأمريكي لا يتتبع المكان الذي تسير فيه الطائرات الأمريكية التي تزودها بالوقود، أو الأهداف التي تستهدفها أو نتائج تلك البعثات.