واشنطن بوست: طالبان لا تحتاج السلام لأنها تكسب الحرب
كل المحاولات السلمية للتوصل لتسوية مع حركة طالبان أفغانستان لن يُكتب لها النجاح، لأن طالبان -بالدعم الذي لا يتوقف من باكستان- تكسب الحرب المستعرة بأفغانستان حاليا .
ورد ذلك في مقال كتبه ماكس بوت بصحيفة واشنطن بوست، مشيرا إلى الهجمات المدمرة لطالبان على محافظات غزني وفارياب وباغلان وتخار خلال الأيام القليلة الماضية، والتي قُتل خلالها المئات من جنود الحكومة وشرطتها.
وذكر بوت أنه ومنذ عام 2015 أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” أن سيطرة الحكومة على مناطق البلاد انخفضت بنسبة 16%، واليوم تسيطر -وفقا لتقييم البنتاغون- على 65% فقط، بينما تسيطر طالبان على 12% والـ 23% المتبقية يتم التنافس عليها.
وقال إن هذه الأرقام -مثلها مثل التقييمات التي كانت ترد أيام حرب فيتنام في الستينيات والسبعينيات- لتقلل من قوة المتمردين بالريف. لكن الحقيقة في ميدان المعارك تقول إن القوات الحكومية الأفغانية مُنيت بخسائر فادحة لم تعد وسائل الإعلام الرسمية تعلن عنها.
والشيء الوحيد الذي يمنع الحكومة الأفغانية من السقوط حاليا -يقول الكاتب- هو وجود حوالي 14 ألفا من الجنود الأميركيين.
وأكد الكاتب أن طالبان لن تتفاوض إلا كما تفاوضت فيتنام الشمالية مع الولايات المتحدة في باريس عام 1973، أي من أجل أن تمنح واشنطن “استراحة لائقة” بين الانسحاب وهزيمة حلفائها المحليين.
ومضى يقول إن أميركا لن تحقق أهدافها بأفغانستان، أي إبعاد البلاد من سيطرة “المتطرفين” المتحالفين مع القاعدة والمجموعات “الإرهابية” العالمية الأخرى، عن طريق الخداع الدبلوماسي.
وقال أيضا إن خيارات أميركا حاليا إما الاحتفاظ بقواتها البالغ عددها حوالي 14 ألفا إلى ما لا نهاية هناك، مثلما احتفظ البريطانيون بقوات لهم بالمنطقة لمئة عام خلال القرنين الـ 19 والـ 20، أو أن تستعد لظهور دولة خلافة أخرى.
واختتم بالقول إن أسوأ الخيارين هو الحفاظ على الوجود العسكري الأميركي كضمان لعدم وقوع انتكاسة إستراتيجية خطيرة وكارثة إنسانية هناك، مع عدم التوهم بأن تسوية سلمية وشيكة ممكنة الحدوث.