فورين بوليسي: أميركا متواطئة بجرائم الحرب في اليمن
يقول الكاتب ميكاه زينكو إن الولايات المتحدة متواطئة بارتكاب جرائم في الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، في أعقاب غارة على حافلة ببلدة في صعدة (شمالي اليمن) راح ضحيتها 54 مدنيا، من بينهم 44 طفلا .
ويوضح الكاتب في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية أن مشاركة الولايات المتحدة في هذه الحرب بدأت في 25 مارس/آذار 2015، وذلك عندما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سمح بتوفير الدعم اللوجستي والاستخباري للعمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف بقيادة السعودية في اليمن دون معرفة أهدافها.
وكانت السناتورة الديمقراطية كريستين غليبراند سألت قرب نهاية جلسة استماع لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس في اليوم التالي قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستين عن الهدف النهائي لهذه الحرب وتقدير احتمالات نجاحها؟ ليجيب بأنه لا يعرف الأهداف المحددة للحملة السعودية، وبالتالي فإنه لا يستطيع تقييم احتمالات نجاحها.
ويضيف الكاتب أن لهذه الحرب نتائج كارثية؛ تمثلت في سلسلة من جرائم الحرب كالتي تم ارتكابها مؤخرا، حيث قامت الطائرات الحربية السعودية باستخدام الذخيرة الحية الأميركية في قصف حافلة تقل تلاميذ؛ مما أسفر عن مقتل العشرات من أطفال المدارس اليمنيين.
ولاذت الولايات المتحدة بالصمت لإخفاء تواطئها، حيث لم يقم أي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو وزير خارجيته مايك بومبيو بالحديث علنا عن هذه المذبحة الأخيرة، غير أن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) فقط طلب من السعودية “التحقيق السريع والشامل في الحادث المأساوي“.
وتمر ثلاث سنوات على الكوابيس الإنسانية لهذه الحرب الكارثية في اليمن دون أن يتلقى الكونغرس أو الشعب الأميركي استجابة واضحة لسؤال غليبراند المبدئي بشأن ما إذا كانت للحرب إستراتيجية على الإطلاق، الأمر الذي يسمح للقرارات السيئة للسعودية بتحديد السياسة العسكرية الأميركية.
وكانت غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية استهدفت ظهر التاسع من أغسطس/آب 2018 سوقا شعبية في منطقة ضحيان في صعدة (شمالي اليمن) وأصابت الصواريخ حافلة كان على متنها تلاميذ مدرسة.