كامل زار تل أبيب “وعباس رفض استقباله”
قالت وسائلُ إعلامٍ إسرائيلية إن رئيس المخابرات المصريّة، عباس كامل، زار تل أبيب والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيامين نتنياهو، كجزءٍ من المساعي المصرية التي تُحاول التّوصل إلى تهدئة بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وبين إسرائيل، بالإضافة إلى عرض بعض تفاصيل مسار المُصالحة الفلسطينية .
واجتمع كامل مع مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، حول صفقة مُحتَمَلة لتبادُل أسرى في المستقبل، كما أشارت وسائلُ إعلام إسرائيلية إلى أن كامل أطلع المسؤولين الإسرائيليين على نتائج المحادثات بين حركتَي حماس والجهاد الإسلامي في مصر.
وذكر الموقع الإلكترونيّ للقناة الإسرائيلية العاشرة، أن كامل ناقش تنفيذ مشاريع إنسانية في غزة، وإمكانية التفاوض على تبادل أسرى مع حماس لكن في مرحلة مُتقدّمة.
كما بيّن أن المُصالحة الفلسطينية الداخلية، التي تسعى إليها الفصائل الفلسطينية باجتماعتها بالقاهرة، يجب أن تتضمن موافقةً إسرائيلية.
وزعمت القناة أن كامل أراد زيارة رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إلا أن الأخير اعتذر بسبب انشغاله في جلسة للمجلس المركزي الفلسطيني، في إشارة إلى أن عبّاس رفض لقاء كامل مُتذرّعًا بالجلسة.
وقال رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام (الشاباك)، نداف أرغمان، لأعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، إن “استبعاد عبّاس من مسار التّهدئة، من شأنه أن يُعزّز قوة حماس، الأمر الذي سيؤدي إلى ازدياد قوّتها في الضفة الغربية”، مُعتبرًا أن هذه الخطوة (استبعاد عباس من اتفاق التهدئة المُحتمَل) ستُساهم في إضعاف من نعتهم بـ”المُعتدلين”، وفي المقابل “سيرى الفلسطينيون أنهم يستطيعون تحقيق إنجازات من خلال ممارستهم للعُنف”، بحسب ما أوردته شركة الأخبار الإسرائيلية.
في سياقٍ مُتّصل، حاول وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اليوم الخميس، النأي بنفسه عن تأييده لقرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) بالموافقة على تهدئة تشمل وقف إطلاق نار، في إطار اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة الأمم المتحدة ومصر وقطر وأطراف أخرى.
وقال ليبرمان لإذاعة 103FM إنه “لا أعرف ما تعني التسوية وما هي هذه التعريفات. الواقع الميداني هو المقرر وأداؤنا سيكون بما يتلاءم مع ذلك“.
وأضاف: “صحيح أنه توجد مبادرات كثيرة من العالم، لكننا سندير الأمور وفق المصلحة الإسرائيلية. ولا توجد لدينا مصلحة بتجويع سكان غزة وإنما بإجراء حوار فوق زعمائهم. ونقول بأوضح صورة: إذا ساد هدوء أمني في الجانب الآخر، فإن لدينا الرغبة بتحسين ظروف السكان في القطاع. وإذا ساد الهدوء والأمن سيكون سكان غزة أول الرابحين. وإذا حدثت أعمال شغب سيكونوا أول الخاسرين“.
يُشار إلى أن ليبرمان أيّد اتفاق التهدئة في اجتماع الكابينيت، يوم الأحد الماضي، بينما اعترض على الاتفاق الوزيران من حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت وأييليت شاكيد. وفي الوقت الذي تدل فيه استطلاعات على أن ناخبي أحزاب اليمين الإسرائيلي يؤيدون شن عدوان جديد وشديد على غزة، فإن ليبرمان وكذلك رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يشعران بأن بينيت وشاكيد يضعان تحديا أمامهما.
وكانت صحيفة “هآرتس”،قد ذكرت نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى أن التفاهمات حول التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس تشمل ستة بنود أساسية وسيتم تنفيذها بشكل تدريجي شريطة الحفاظ على تهدئة كاملة. والبنود الستة هي: وقف إطلاق نار شامل؛ فتح المعابر وتوسيع مساحة الصيد؛ مساعدات طبية وإنسانية؛ تبادل أسرى ومفقودين؛ ترميم بنية تحتية واسع النطاق في القطاع بتمويل أجنبي؛ محادثات حول ميناء ومطار.
يُذكرُ أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، قد دخل حيز التنفيذ. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، إنه جرى إطلاع الوزراء الأعضاء في الكابينيت على تفاصيل الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصر والأمم المتحدة.
وذكرت “هآرتس”، أن الكابينيت كان قد صادق على الاتفاق من الناحية المبدئية يوم الأحد الماضي، واعترض على الاتفاق عضوا الكابينيت من حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت وأييليت شاكيد.
وتعذَّر تطبيق العديد من اتفاقات المصالحة الموقعة بين حركتي فتح وحماس، والتي كان آخرها بالقاهرة في 12 تشرين الأول 2017، بسبب نشوب خلافات حول قضايا، منها؛ تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين عينتهم “حماس” أثناء فترة حكمها للقطاع.