من الصحف الاميركية
ذكرت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم أن هناك أزمة كبيرة بدأت تلوح في أفق العراق الذى أصبح يشعر بآثار محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تضييق الخناق على إيران والضغط عليها، وتناولت اعتراف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على مضض الأسبوع الماضي بأن العراق ليس لديه خيار سوى الالتزام بشروط تجديد العقوبات المفروضة على إيران من قبل إدارة ترامب، فيما تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة ستعاقب أي بنك عراقي يعارض العقوبات الأمريكية ويصر على التعامل التجاري مع إيران .
وأوضحت أنه رغم ترأس العبادي لحكومة تصريف أعمال لا يزال السياسيون العراقيون يتصارعون حول تشكيل ائتلاف حاكم جديد للبلاد، ومن ثم فإنه في موقف حساس على نحو لا يمكن تصديقه، وعلى الرغم من أنه يحظى بدعم من واشنطن، إلا أنه مدينا أيضا بالفضل لإيران ونفوذها داخل بلاده، لذلك فهو لا يستطيع تحمل أي تردى في العلاقات مع الولايات المتحدة التي تعد شريكا أمنيا مهما للغاية لبلاده، ولا تحمل خوض قتال حقيقي مع طهران التي تقوم بأعمال تجارية سنوية مع العراق تبلغ قيمتها 12 مليار دولار، وتتشارك مع بغداد في العديد من الروابط الأخرى.
يقول الكاتب ميكاه زينكو إن الولايات المتحدة متواطئة بارتكاب جرائم في الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، في أعقاب غارة على حافلة ببلدة في صعدة (شمالي اليمن) راح ضحيتها 54 مدنيا، من بينهم 44 طفلا.
ويوضح الكاتب في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية أن مشاركة الولايات المتحدة في هذه الحرب بدأت في 25 مارس/آذار 2015، وذلك عندما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سمح بتوفير الدعم اللوجستي والاستخباري للعمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف بقيادة السعودية في اليمن دون معرفة أهدافها.
وكانت السناتورة الديمقراطية كريستين غليبراند سألت قرب نهاية جلسة استماع لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس في اليوم التالي قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد أوستين عن الهدف النهائي لهذه الحرب وتقدير احتمالات نجاحها؟ ليجيب بأنه لا يعرف الأهداف المحددة للحملة السعودية، وبالتالي فإنه لا يستطيع تقييم احتمالات نجاحها.
ويضيف الكاتب أن لهذه الحرب نتائج كارثية؛ تمثلت في سلسلة من جرائم الحرب كالتي تم ارتكابها مؤخرا، حيث قامت الطائرات الحربية السعودية باستخدام الذخيرة الحية الأميركية في قصف حافلة تقل تلاميذ؛ مما أسفر عن مقتل العشرات من أطفال المدارس اليمنيين.
ولاذت الولايات المتحدة بالصمت لإخفاء تواطؤها، حيث لم يقم أي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أو وزير خارجيته مايك بومبيو بالحديث علنا عن هذه المذبحة الأخيرة، غير أن متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) فقط طلب من السعودية “التحقيق السريع والشامل في الحادث المأساوي“.
وتمر ثلاث سنوات على الكوابيس الإنسانية لهذه الحرب الكارثية في اليمن دون أن يتلقى الكونغرس أو الشعب الأميركي استجابة واضحة لسؤال غليبراند المبدئي بشأن ما إذا كانت للحرب إستراتيجية على الإطلاق، الأمر الذي يسمح للقرارات السيئة للسعودية بتحديد السياسة العسكرية الأميركية.
وكانت غارة جوية للتحالف بقيادة السعودية استهدفت ظهر التاسع من أغسطس/آب 2018 سوقا شعبية في منطقة ضحيان في صعدة (شمالي اليمن) وأصابت الصواريخ حافلة كان على متنها تلاميذ مدرسة.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن 44 قبرا صغيرا في أعقاب هذه الغارة تطرح أسئلة بشأن استراتيجية الولايات المتحدة في الحرب على اليمن.
وتقول إن الحافلة كانت تغص بالتلاميذ الذين كانوا يجلسون كل ثلاثة في مقعد، وإن الممر داخل الحافلة كان مليئا بالتلاميذ الذين لم يجدوا مقاعد فارغة، لكن الصواريخ أصابت حافلتهم عندما كانوا متوقفين لتناول طعام الفطور، وكان صبيا صغيرا يصيح لقد “ضربتنا الطائرة”، وكان وجهه مغطى بالدم.
وتنسب الصحيفة إلى وزارة الصحة اليمنية القول إن الغارة على الحافلة أسفرت عن مقتل 54 شخصا، بينهم 44 طفلا، فضلا عن عشرات الجرحى في منطقة الحادث المأساوي.