خطاب تموز : انتصارات المحور
غالب قنديل
تميز خطاب أمين عام حزب الله في ذكرى انتصار تموز بجردة حساب شاملة عن دزينة السنوات المنقضية على الانجاز التاريخي العظيم لحزب الله في مجابهة الحرب التي خططت لها الولايات المتحدة ودول الناتو بالشراكة مع الكيان الصهيوني وأرادت عبرها انتشال خطتها الأصلية من النكسة التي لحقت بها في العراق وأفغانستان والخطة الأصلية هي ما وصفته كونداليسا رايس خلال حرب تموز بالشرق الأوسط الجديد وهو كناية عن تثبيت منظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية في المنطقة برمتها وبدور مركزي مهيمن للكيان الصهيوني القاعدة الاستعمارية المتقدمة لإخضاع دول الشرق.
أشار السيد نصرالله إلى الغزوة التكفيرية التي تعرضت لها المنطقة بوصفها الفصل الثاني من الحرب بعد الهزيمة الصهيونية في آب 2006 وهذه الغزوة دبرها الحلف الدولي الإقليمي نفسه الي قاد عدوان تموز وخطط لتصفية المقاومة ثم قدم الرعاية والدعم لعصابات التكفير والتوحش لتدمير سورية والعراق ولبنان ولإغراق المنطقة في طواحين الدماء للنيل من محور المقاومة ولتصفية الجيوش وتفتيت المجتمعات.
بعد سبع سنوات من مقاومة غزوة التكفير تلوح بشائر انتصارات وشيكة وحاسمة من سورية بينما انجزت المهمة في العراق ولبنان وهذا ما بشر به قائد المقاومة من موقع العارف ملمحا إلى مفاجآت محتملة في مواقيت ليست بعيدة خصوصا من إدلب التي تتركز عليها الأنظار مؤخرا.
جدد قائد المقاومة ترسيم قواعد الردع والقوة في مجابهة العدو الصهيوني وأكد على تماسك محور المقاومة الذي حقق الإنجازات الكبرى بفضل وحدته في جميع الميادين التي شكل فيها السند الإيراني الصادق موردا رئيسيا لإمكانات وقدرات رفعت من مستوى المجابهة وفاعليتها في العراق وسورية ولبنان وسرعت بالانتصار على غزوة التكفير ورعاتها الذين كانوا هم انفسهم خلف عدوان تموز وقرروا استعمال قوى التكفير والتوحش لتدمير البيئة الاستراتيجية التي أنتجت نصر تموز العظيم.
بثقة تناول السيد نصرالله رؤيته لقدرة إيران على التصدي للضغوط الأميركية التي تستهدفها شارحا القاعدة التي رسمها السيد الخامنئي بثنائية لاحرب ولا تفاوض ومرجعية امتناع الحرب هي ثبات الردع ا ستراتيجي وحجم القدرات الدفاعية الإييرانية المتقدمة والثقة بتماسك المحور وقدرته على المجابهة المشتركة لأي عدوان محتمل كما برهن في سورية بينما رفض التفاوض يعبر عن الثبات السياسي والإرادة الحرة في وجه التهديد والغطرسة.
الفشل يلاحق الولايات المتحدة والغرب في كل مكان من العالم والمنطقة والمملكة السعودية تفصيل إقليمي في منظومة الهيمنة يلاحقها ذلك الفشل الذي تدل عليه خيبتها في العدوان على سورية وعجزها عن التحكم بالمعادلة العراقية وارتباكها في تسويق ما سمي بصفقة القرن بالأمر الأميركي حتى تلعثمت وأشهرت انسحابها مكرسة فشل الرهان الأميركي الصهيوني على ترويج تصفية قضية فلسطين وفوق ذلك كله يتبدى عجز سعودي اميركي صهيوني امام شعب اليمن المقاوم مع انتقال قوى العدوان إلى نهج تعميم المجازر الجماعية عقابا على رفض الخضوع والإذعان.
هذا التقرير الشامل عن احوال المنطقة تضمنه خطاب السيد نصرالله في مناسبة ذكرى الانتصار في تموز 2006 وهو كالعادة ساق موقف حزب الله من الشأن المحلي بسلاسة تستكمل المشهد الاستراتيجي الشامل على صعيد المنطقة ناصحا بعدم رفع السقوف التي سيضطر أصحابها مجبرين إلى خفضها من جديد والنصيحة كانت لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي صرح قبل ساعات من خطاب السيد بانه “إذا كان البعض يشترط عودة العلاقات مع سورية فلا لزوم لتشكيل الحكومة “.
على مسافة زمنية قصيرة من إنجازات كبرى لمحور المقاومة وحليفه الروسي وفي ظل مواجهة مفتوحة ضد منظومة الهيمنة في المنطقة ومركزها الصهيوني الخائب الذي وصفه السيد بالمتسول جدد قائد المقاومة عزمها على مراكمة المزيد من القوة والقدرة لمنع الحلف المعادي من شن حروب جديدة داعيا لتحصين الجبهة الداخلية من الاختراقات ومن محاولات التخريب وزعزعة الثقة.