من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: معبر نصيب قريباً… ومعركة إدلب قاب قوسين… وساعة عودة النازحين حانت وفقاً للافروف نصرالله: حزب الله أقوى من إسرائيل نصر سورية قريباً لا تقلقوا على إيران لا أفق لصفقة القرن السعودية تفقد حلفاءها الرهانات الخارجية سترفع مطالبنا الحكومية العلاقة مع أمل شرط للتنمية
كتبت البناء: بينما أعلن الأردن أن الترتيبات السورية الأردنية لفتح معبر نصيب الحدودي شارفت على النهاية، كشف مصدر عسكري روسي لوكالة سبوتنيك أن معركة إدلب باتت وشيكة، وقال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو أن مساعي تفادي معركة إدلب لا تزال مستمرة، بينما أكد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف من أنقرة أن التحضيرات لقمة رباعية روسية تركية ألمانية فرنسية حول سورية متواصلة، لأن التسوية السياسية وإعادة الإعمار يجب أن تنطلقا وأن عودة النازحين قد حانت.
في قلب هذه المواقف كان الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى النصر الذي حققته المقاومة في حرب تموز 2006 وتوّج في الرابع عشر من آب، إعلاناً لقرب انتصار تاريخي واستراتيجي لمحور المقاومة في المنطقة، ففي لبنان انزلقت “إسرائيل” من العجز إلى عجز أكبر وفي فلسطين من الارتباك إلى ارتباك أكبر، وصفقة القرن الموعودة الموهومة لا تجد شريكاً فلسطينياً فتتعثر، والسعودية في مأزق حرب اليمن وصموده الأسطوري، ومحور أميركي يفقد حلفاءه من أوروبا إلى تركيا، ومحور السعودية يفشل في سورية والعراق وها هو يخسر ماليزيا وباكستان، وإيران التي يراهنون على سقوطها تحت ضغط العقوبات أقوى من كل رهان وستخرج أقوى، وقد مرّ عليها ما هو أصعب وأقسى، داعياً لعدم القلق على مستقبل إيران وثباتها ومصادر قوتها. وعن سورية بشّر السيد نصرالله بإعلان النصر النهائي خلال أيام أو أسابيع او شهور قليلة، وعن دعوات “إسرائيل” وأميركا لانسحاب إيران وحزب الله من سورية قال السيد نصرالله، واهمون في استنتاجاتهم، فالمهزوم ليس مَن يفرض الشروط.
للإسرائيليين قال السيد نصرالله، حزب الله أقوى من جيشكم، وحروبكم التي تهدّدون بها لن تجرأوا على شنها، والمقاومة التي هزمتكم في 2006 هي اليوم أقوى بالعديد والسلاح والعزم والإرادة والخبرة واليقين بالنصر.
رسالة خاصة وجّهها السيد نصرالله لليمن حول معاني الصمود والتغييرات التي ترتبت عليه في توازنات المنطقة، وخصّ شهداء بلدة ضحيان في صعدة التي شهدت مجزرة سعودية سقط فيها عشرات الأطفال شهداء وجرحى، برسالة قال إنها من الضاحية إلى ضحيان حول الوحشية نفسها والشهادة نفسها والعدو نفسه والوعد بالنصر نفسه.
في الشأن اللبناني، وجه السيد نصرالله للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري رسالة واضحة حول العلاقة اللبنانية السورية داعياً لعدم التسرع بإلزام نفسه بمواقف عدائية ترفض العلاقة بسورية، لأن هذا مناقض لضرورات المصلحة اللبنانية في ظل ما تشهده المنطقة ويشهده العالم من تسابق على الانفتاح على الدولة السورية. وقال السيد نصرالله، لا داعي للتسرع بإطلاق مواقف ستصبح عبئاً على أصحابها، وعن تشكيل الحكومة الجديدة دعا نصرالله إلى مواصلة الحوار بين الأطراف المعنية لتسريع عملية التشكيل، منبهاً إلى خطورة أن يكون البعض يربط تأخير التشكيل برهانات على تطورات ضد محور المقاومة، لأن كل ما سيجري سيصب لصالح محور المقاومة، وإن صحّ وجود هذه الرهانات سيكون لنا مطالب مختلفة في تشكيل الحكومة، بالقياس لمطالبنا المتواضعة التي ارتضيناها لتسهيل ولادة الحكومة.
في الشأن الداخلي أيضاً توقف السيد نصرالله أمام التزام حزب الله في خوض معركة مكافحة الفساد، رابطاً ساعة البدء بإعلان تشكيل الحكومة وبدء العملين الحكومي والتشريعي، لافتاً إلى أن حزب الله سيخوض هذا الالتزام وفقاً لمنهجه وتكتيكاته لا وفقاً لما يريده البعض من رؤية الحزب عنواناً لصدامات مجانية وعبثية تذهب بالاستقرار والأمان ولا تحقق تنمية ولا تكافح فساداً. ومن هذا الملف تناول العلاقة بين حركة أمل وحزب الله والتباينات التي شهدتها المواقف حول ملف الكهرباء والتوترات التي حملتها وسائل التواصل الاجتماعي، حاسماً موقف حزب الله برفض الانجرار لأي تصادم يريده أعداء لبنان والمقاومة، ولن يخدم بشيء السعي للتنمية، محدداً شرط التنمية في البقاع والجنوب والضاحية بتعاون أمل وحزب الله والحوار بينهما وصولاً للتفاهم، كما كان الحال في النصر الذي تحقق في حرب تموز 2006 التي قاد التفاوض فيها نيابة عن أمل وحزب الله والمقاومة رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الذكرى السنوية الثانية عشرة لانتصار تموز 2006.
وقال نصرالله خلال المناسبة: “إنّنا سنحتفل قريباً في الهرمل بعيد التحرير الثاني على الإرهاب”.
وأضاف: “أهداف حرب 2006 كانت لتحقيق أهداف جورج بوش وقد أسقطنا الخطة الأميركية بالصمود وعززنا قوة المقاومة”.
وتابع نصرالله: “إسرائيل اليوم تُعيد بناء نفسها بسبب هزيمة عام 2006 وتختبئ وراء الجدار الذي تقيمه، وتجمع المعلومات عن المقاومة في لبنان وسورية”.
وأردف السيد نصرالله أنّ “نقلاً عن تقرير ضابط إسرائيلي، أنّ حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي”.
وأكّد أنّ “المقاومة في لبنان مع ما تمتلكه من سلاح وعديد وقدرات وخبرات وإمكانات هي أقوى من أي زمان مضى، وحزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي”.
وأشار نصرالله إلى أنّ “إسرائيل شريك كامل في المشروع الأميركي – السعودي في سورية. وكانت آمالهم بسقوط النظام والجيش السوري والمعارك التي خاضها الجيش في سورية زادته قوّة وخبرة. ورهان إسرائيل سقط في سورية ولن تستطيع وضع شروطها”.
وكشف أنّ “يريدون تسوية الحدود البريّة والبحريّة مع لبنان لمصالحهم ويمارسون ضغطاً على الحكومة اللبنانيّة”.
وقال: “إنّ إسرائيل تقف اليوم حائرة أمام صمود غزة التي كرّست معادلة القصف بالقصف وصفقة القرن الخاصة بترامب تواجه مشاكل حقيقيّة بالسقوط، ولا يوجد أي قائد أو شخص مؤيّد لهذه الصفقة في فلسطين”.
واعتبر أنّ “أميركا تواجه أزمات ومشاكل مع حلفائها وتراجع المحور الإقليمي الذي تديره السعوديّة سبب إضافي في فشل مشروع ترامب في المنطقة، وأنا أقول من الضاحية إلى ضحيان في اليمن اعلموا يقيناً أن من قتلكم وسفك دماءكم هو من قتل أطفالنا في لبنان وكما انتصرنا في لبنان ستنتصرون في اليمن”.
ورأى السيد نصرالله أنّ “السعوديّة تتدخل وتقاتل في سورية والعراق واليمن ولبنان عبر احتجازها لرئيس حكومة لبنان. وهي لا تسمح بتدخل أي أحد في شؤونها، وحليف السعوديّة في ماليزيا سقط في الانتخابات وهو خلف القضبان. والأمر نفسه تكرّر في باكستان”.
وأعلن عن أنّ “مملكة الخير السعوديّة التي بعثت داعش إلى قتل الناس وتهديد العالم يتراجع دورها في المنطقة”.
الأخبار: نصرالله: من الضاحية لليمن القاتل واحد
كتبت الأخبار: في الذكرى السنوية الــ12 لانتصار تموز 2006، ظهر التحدّي واضحاً في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. الخطاب استند إلى قوة محور المقاومة وتغيّر قواعد الاشتباك لمصلحته في المنطقة. تضمن الخطاب رسائل عدّة إلى العدو الإسرائيلي الذي لم تعُد له اليد الطولى، لأنه يعرف أن أي اعتداء سيواجه بردّ قاسٍ. لم يكتفِ نصر الله بالقول إن المقاومة لديها كل المقومات التي تجعلها تردّ في كل زمان وأي مكان، بل ذهب إلى حدّ الجزم بأن المقاومة “أصبحت أقوى من الجيش الإسرائيلي”. تناول “السيد” العقوبات على إيران واليمن وسوريا والعراق، قبل أن يتطرق إلى الملف اللبناني، ناصحاً الأطراف بعدم انتظار المتغيرات في المنطقة لتشكيل حكومة، لأن ذلك قد يرتدّ عليهم سلباً. وفي ردّ على كل المراهنين على شق الصفوف بين حزب الله وحركة أمل، أكد نصر الله أن حركة أمل وحزب الله اتخذا قراراً تاريخياً بأن يكونا معاً ويواجها المشاكل معاً وأن يتكاملا وجودياً.
في ذكرى نصر تموز، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله عبر الشاشة على جمهور كبير احتشد ليل أمس في الضاحية الجنوبية. ومن المقرر أن يطل الأحد المقبل عبر الشاشة أيضاً على جمهور احتفال الهرمل المركزي، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعيد التحرير الثاني (القضاء على المجموعات الإرهابية التكفيرية في الجرود الشرقية للبنان)، واعداً جمهوره بأنه “قريباً سنخرج منتصرين في هذه الحرب الكبرى في منطقتنا”.
في بداية كلمته، انطلق نصر الله من قراءة أبعاد حرب عام 2006، فأشار إلى أن الحرب هدفت إلى تحقيق المشروع الأميركي الذي كان يقوده جورج بوش بعد احتلال أفغانستان والعراق ووصول الجيش الأميركي إلى الحدود مع سوريا والعراق وإيران. وقال: “حين فشلوا انطلقوا إلى خطة جديدة هو ما كنا نواجهه في السنوات السابقة. في 2006 كان الهدف القضاء على المقاومة عسكرياً أو من خلال فرض الاستسلام عليها، وهذا ما طُلب منا في الأيام الأولى. تسليم سلاحنا والقبول بقوات متعددة الجنسيات على الحدود مع فلسطين وسوريا وفي مطار ومرفأ بيروت، ما يعني تكريس احتلال جديد. ولو سقط لبنان، كان المشروع سيستكمل في سوريا وغزة، وصولاً إلى عزل إيران لضربها وإنهاء هذا المحور”. ولفت إلى أن “صمود لبنان أسقط الخطة، وأجّل طموحات أميركا وإسرائيل لسنوات، وأوجد تحولات مهمة جداً عزّزت من قوة المقاومة”. وذكّر السيد نصر الله بأنه “من 2006 حتى اليوم، إسرائيل مردوعة بعد أن كانت تأتي إلى لبنان لأتفه الأسباب، لا بل هي تعيد بناء نفسها في ضوء الهزيمة وتداعيات الهزيمة”. وتابع بأن “لبنان يشكّل بالنسبة إلى إسرائيل قلقاً وتهديداً مركزياً تعمل عليه، وهي تختبئ خلف الجدران، وتعبّر عن مخاوفها على جبهتها الداخلية. وقد باتت تعمل حساباً للكهرباء والنفط والغاز والمستعمرات، لأنها تعرف أنّ في مقابلها عدواً قوياً وجدياً”.
وأشار نصر الله إلى أنهم “منذ حرب تموز يراقبون المقاومة في لبنان، ومن ثم في سوريا، وقد وصل الأمر إلى وضع خطط دفاعية في شمال إسرائيل لمواجهة احتمال تحرير الجليل، حيث يقول ضابط كبير قبل أيام إن حزب الله هو الجيش الأقوى في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي”، قائلاً: “أنا لا أوافق على هذا التقييم، لكن هذا يعبّر عن نظرة الإسرائيلي لهذه المقاومة التي أراد سحقها في عام 2006”. وشدّد على أن “المقاومة اليوم في لبنان بما تمتلك من سلاح وعتاد وإمكانات وقدرة وخبرات وتجارب، ومن إيمان وعزم وشجاعة، هي أقوى من أي زمان مضى منذ انطلاقتها في هذه المنطقة”. وأوضحَ أننا “لسنا أقوى جيش في المنطقة بعد الجيش الإسرائيلي، لكن حزب الله أقوى من الجيش الإسرائيلي، لأن المسألة ليست مسألة إمكانات، بل تكمُن في إيماننا بحقنا الذي هو أقوى من إيمانكم في قضيتكم الباطلة، ونحن اليوم أكثر ثقة وتوكّلاً على الله”.
ورأى نصر الله أنه في “السنوات السبع الماضية كان الهدف إسقاط سوريا، وإسرائيل هي شريك كامل في الحرب عليها، وقد أمّنت كل الدعم اللازم للجماعات المسلحة في الجنوب السوري، وصولاً إلى التدخل العسكري لنصرة هذه الجماعات”، وأشار إلى أن “الإسرائيلي كان يأمل أن تصبح دمشق عاصمة صديقة، لكنّ آماله ذهبت أدراج الريح. العالم ليس جاهزاً لمنحه الجولان، بل يقِف في الصف للحديث مع السوريين لأنه خائف. كان لديه أمل بسقوط الدولة ولم تسقط، وكان لديه أمل بانهيار الجيش السوري، فيما وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يقول إن الجيش السوري سيعود قوياً أكثر من أي زمان مضى. كما أن وجود حزب الله وإيران فشل لإسرائيل، لذا فإن معركة الإسرائيلي اليوم هي منع إيران وسوريا من البقاء في سوريا”. وأضاف: “من الوقاحة أن إسرائيل المهزومة تريد فرض الشروط على سوريا المنتصرة وحزب الله وإيران”.
وتعليقاً على صفقة القرن، قال نصر الله: “هناك رأي يقول إن صفقة القرن سقطت، لكن أنا أقول إن الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة، وإن صفقة القرن هذه تواجه مشاكل حقيقية، وفي حال كرّسنا المعادلات حينها ستسقُط هذه الصفقة”. واعتبر أن “الأمر يعود إلى رفض الفلسطيني بالإجماع هذه الصفقة، إذ لا يوجد في فلسطين قائد يمكن أن يتحمل توقيع على صفقة تجعل القدس عاصمة لإسرائيل”.
وأشار نصر الله إلى أن السعودية تعاني مشاكل كبيرة في الخليج والعالم، وهي تتدخل في الكثير من الساحات من سوريا والعراق واليمن ولبنان، وتحجز رئيس حكومته (سعد الحريري)، في حين أنها ترفض تدخل كندا، بالإضافة إلى الأزمات مع تركيا، وحتى في العالم الإسلامي تعاني السعودية، وصولاً إلى ماليزيا. وشدد على أن المحور السعودي يتراجع إقليمياً ودولياً، وصورة السعودية اليوم كيف أصبحت على الرغم من إنفاق الأموال الطائلة للقول إنها مملكة الخير، بينما هي أرسلت الجماعات الإرهابية إلى مختلف الدول، كيف هي صورة السعودية بعد الحرب على اليمن والأزمة الإنسانية هناك من التجويع والكوليرا؟ وأكد أن هذا المحور فشل في سوريا والعراق وفي دفع العالم لمحاصرة إيران وفرض العقوبات مع ترامب، وفشل في حربه على اليمن، “واليوم أقول من الضاحية لليمن، الذي قتلكم هو الذي قتل أطفالنا في قانا ولبنان، وهو الذي سفك دماءنا في لبنان. وكما انتصرت دماء أطفالنا ونسائنا في لبنان، ستنتصر دماء أطفالكم ونسائكم في اليمن”.
معتبراً أن “تراجع السعودية عن تأييد صفقة القرن يعود إلى أنها أدركت أنها انتحار”.
الجمهورية: الأعياد تلتهم فرص التأليف… وسجال على “التطبيع” يُعمِّق المأزق
كتبت الجمهورية: ما كان ينقص مسار التأليف الحكومي ما يعانيه من عقد وتعقيدات تُمعن في تأخير إنجازه، حتى برزت أمس في وجهه عقدة جديدة تمثّلت في تأكيد الرئيس المكلّف سعد الحريري أنّ الحكومة لن تؤلّف إذا اشترط البعض تضمين بيانها الوزاري مطلب تطبيع العلاقات اللبنانية – السورية، ليردّ عليه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله من دون أن يسمّيه بقوله: “أنصح بعض القيادات التي نحن على خلاف معها مع شأن العلاقة مع سوريا ألّا يلزموا أنفسهم بمواقف قد يتراجعون عنها”. وقد دفع التطور المراقبين إلى الاستنتاج بأنّ تأليف الحكومة كلّما ازداد تأخّراً، كلّما ازداد تعقيداً، خصوصاً أنّ بعض الأفرقاء عادوا يراهنون أكثر فأكثر على متغيّرات إقليمية لا يملك أحد منهم تحديد موعدها ومستقرها، مفضّلين عدم الدخول في تسويات تسهّل ولادة الحكومة على متغيرات مفترضة تحسّن حصصهم الوزارية والشروط.
مع دخول البلاد في إجازة طويلة، بدءاً من عطلة عيد انتقال السيدة العذراء اليوم مروراً بنهاية الاسبوع وصولاً الى عطلة عيد الاضحى التي تمتد لثلاثة ايام، تنعدم المعطيات عن حل قريب للعقد وتتبخّر الآمال بولادة حكومية قريبة خلافاً للاجواء التي سادت أخيراً. وفي هذا السياق أكد معنيون بالاستحقاق الحكومي ان لا شيء ملموساً ويتوقع حصوله في خلال ما تبقى من ايام هذا الشهر على صعيد الولادة الحكومية نظراً لحلول بعض الاعياد والمناسبات، فاليوم يحلّ عيد انتقال السيدة العذراء ويوم الاربعاء المقبل يحلّ عيد الاضحى المبارك، وفي نهاية الشهر الجاري تحلّ ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه والتي ستحييها حركة “أمل” في مدينة بعلبك هذه السنة، وسيطلق خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري جملة مواقف تتصل بكل القضايا المطروحة داخلياً وإقليمياً ودولياً.
وقد نقل زوّار بري عنه قوله أمس انه ينتظر استكمال الرئيس المكلف سعد الحريري الاتصالات التي بدأها أخيراً، وذلك لكي يتابع هو في ضوء نتائجها اتصالاته بالمعنيين للمساعدة في تذليل بعض العقد التي يرى انها ما زالت عقداً داخلية حتى الآن وتتعلق بالحصص وتوزيعها. وأضاف: “على رغم الاجواء الايجابية التي سادت واستمرار الاتصالات لم يتحقق أي شيء ملموس حتى الآن، ولكن هذه الاتصالات متواصلة وهناك انتظار لأجوبة بعض القوى السياسية فضلاً عن ضرورة استكمال الرئيس المكلف خطواته”.
الحريري
كذلك فإنّ ما عزّز الانطباع بتلاشي الآمال بولادة الحكومة قريباً، تأكيد الحريري “أن لا تقدّم حتى الآن، وأنّ هناك حاجة لبعض الوقت للتوصّل الى صيغة نهائية”، مشدداً على أنّ عدم تأليف الحكومة حتى الآن “هو فشل لبناني بحت”، نافياً أن يكون للعامل الإقليمي أي تأثير على مسار التأليف. مشيراً الى انه سيزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عندما يتكوّن لديه شيء ملموس.
اللواء: الفرصة الأخيرة للإصلاح وإنقاذ العهد
كتبت اللواء: قرأت قبل أيام معدودة كلاماً منسوباً للرئيس ميشال عون مفاده أنه ينتظر تشكيل الحكومة من أجل إطلاق حملة ضد الفساد، والشروع في تنفيذ خطة إصلاحية واسعة تشمل جميع مؤسسات الدولة، وبأن الحكومة الجديدة ستلتزم بكامل أعضائها بالخطة الإصلاحية المزمع وضعها وإعلانها. يذكرني هذا الكلام بانطلاقة مسيرة العهد الشهابي الأول، والذي ارتكز على التمسك بالنصوص وفق ما هي واردة في “الكتاب”. والكتاب هنا كما عناه الرئيس فؤاد شهاب هو الدستور، والقوانين الأساسية للدولة اللبنانية.
ندرك جيداً أن الرئيس عون تسلّم زمام السلطة في 31 تشرين أول عام 2016 بعد مأزق سياسي استمر لفترة سنتين وخمسة أشهر بسبب الفراغ الحاصل في سدة رئاسة الجمهورية، حيث أصيبت جميع مؤسسات الدولة بحالة من الشلل، وفي ظل الانقسامات الحادة حول الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ خمس سنوات، والتي تدفق من جرائها ما يزيد عن مليون ومائتي ألف نازح سوري إلى لبنان.
استمر الرئيس عون طيلة الفترة التي سبقت وصوله إلى الرئاسة في إطلاق الوعود بالإصلاح والتغيير وبمحاسبة المسؤولين عن الفساد ونهب المال العام. وكان من المفترض عند انتخابه رئيساً أن يكون قد بلور خطته الخاصة، مع كل برامج مشاريعه الإصلاحية التي طرحها خلال السنوات الطويلة بانتظار تحقيق حلم الرئاسة. لكن يبدو بأن كل تلك الوعود لم تتجاوز كونها شعارات “طنانة”، حيث لم يجر أي عمل جدي بهذا الخصوص.
المستقبل: أكد العلاقة المميّزة والممتازة مع السعودية.. ورفض التطبيع الحكومي مع النظام السوري الحريري لتشكيلة وفاق الكل فيها رابح
كتبت المستقبل: الهدوء والهدوء ثم الهدوء.. نصيحة لا ينفك رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري يسديها لجميع الأفرقاء بوصفها مفتاح الحل لعقد التأليف ومعبراً إلزامياً لبلوغ تشكيلة وفاق جامعة تحمي البلد وتنأى بمصالحه عن أي تشابك أو اشتباك إقليمي. فلبنان “دولة لديها مشاكل اقتصادية ومحاطة بأزمات إقليمية” وهذا ما يوجب تشكيل حكومة “بأسرع وقت ممكن”، حسبما شدد الحريري في دردشة مع الصحافيين في “بيت الوسط” أمس، وسط محاذرته الانزلاق بالزمن إلى حقبة “التعطيل” والعودة بالبلاد إلى “حكومات سابقة شُكّلت على أساس أنها حكومات وحدة وطنية لكنها بالفعل لم تكن كذلك”. أما المطلوب فإيجاد “المخرج الذي يجعل من الجميع رابحاً من تشكيل الحكومة” وفق ما يصبو إليه الرئيس المكلّف قائلاً: “إذا أوحت تركيبة الحكومة بأن هناك خاسراً ورابحاً فإنّ ذلك سيُشكل عقبة في عملها، وأنا أريد أن أشكل حكومة يشعر فيها الجميع أنه حصل على الحصة التي يستحقها”.
وإذ نفى أن يكون للعامل الإقليمي أي تأثير على مسار التشكيل، أكد الحريري للصحافيين قبيل ترؤسه اجتماع كتلة “المستقبل” النيابية أنّ عدم تشكيل الحكومة حتى الآن مردّه إلى “فشل لبناني بحت”، مطمئناً في الوقت عينه إلى حصول “تنازلات طفيفة من كل الأطراف وبعض التقدم في موضوع الحقائب والأعداد”، وبناءً عليه لفت الانتباه إلى أنّ الأمور “بحاجة إلى القليل من الوقت” وأنه يعتزم زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون عندما يصبح لديه “شيء ملموس” على صعيد صيغة التشكيلة المُرتقبة.
وعن المطالب الحكومية للأفرقاء لا سيما ما يتعلق منها بحزب “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الاشتراكي”، ذكّر الرئيس المكلف بأنّ القوات كان “صريحاً” في مطالبته بالحصول على منصب نائب رئيس الحكومة أو حقيبة سيادية من ضمن حصته الوزارية، وأشار في هذا المجال إلى رفض قواتي لأن تشمل هذه الحصة “أربع وزارات أساسية” بينما موضوع الحقيبة السيادية “يحتاج إلى بعض الوقت الإضافي والجميع يعمل على حلحلة العقد”. أما بخصوص التصعيد الكلامي بين “التيار الوطني الحر” و”التقدمي الاشتراكي” فدعا الحريري جميع الأطراف إلى الهدوء وقال: “وليد جنبلاط مكوّن سياسي أساسي في البلد ولا يمكننا إنكار وجوده وهو ربح الانتخابات في مناطقه”، مشدداً في الوقت عينه على أنّ التشنج في المواقف “لا يقدّم ولا يؤخر”.
وفي حين جاء جوابه حاسماً رداً على سؤال عن مطالبة البعض بتضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري كشرط لتشكيل الحكومة بالقول: “عندها لا تتشكل الحكومة”، أوضح الرئيس المكلف في ما يتعلق بموضوع تأشيرات الحج أنه “كان هناك مطلب لبناني بزيادة عدد التأشيرات المخصصة للبنانيين وهذا قد تحقق”، مؤكداً في هذا السياق أنّ “العلاقة مع المملكة العربية السعودية مميّزة وممتازة، وهي حريصة على أن نشكل حكومة بأسرع وقت ممكن”.