أوقفوا تدخلاتهم في سورية
غالب قنديل
يفرك قادة الرابع عشر من آذار عيونهم فلا يستوعبون المشهد المتحول في سورية ومن حولها ويتصرفون وكأن شيئا لم يتغير وهم في حالة إنكار للواقع وانفصال عنه يصممون على حملات الكراهية ضد الدولة الوطنية السورية ورئيسها ومنهم من ينتظر بغضب وأسى منذ سنوات ما وعده به جيفري فيلتمان وما كرره على مسامعه مع زملائه مسؤولون وسفراء من الغرب والخليج.
جلسوا معا يتسقطون الأخبار وينتظرون معلومات عن سيطرة جماعات مسلحة دعموها بكل قوة حين تلبسوا أقنعة “ثورية” مزعومة لأجلها فأوعزوا لما يملكون من وسائل إعلامية او يمونون عليها بقوة التمويل الخليجي والتحريك الأميركي لتنظيم حملات واسعة للتحريض على الدولة السورية والرئيس السوري وهاهم اليوم في صدمة كبيرة فلم يوفروا وسيلة أو موقفا والحاصل فشل مكعب وخيبة ثقيلة وعجز عن التكيف وتحجر سياسي قاصر عند لغة غادرها منتجوها في معظم عواصم حكومات العدوان سرا وعلانية.
كانت سنوات الحرب على سورية مجالا لتجارة رابحة في نقل السلاح والمسلحين إلى سورية وبيع المستودعات ومخزونها الباقي بعيدا عن سطوة الجيش اللبناني وفي بيع خدمات الاتصالات والتغطية القانونية والأمنية والإعلامية لشيوخ التكفير ولمتاجرة مربحة بوجع النزوح السوري باقتطاع حصص من المعونات الدولية والخليجية لجمعيات الأبناء والزوجات والمحازبين.
يوشك كل شيء على الانهيار دفعة واحدة وهم يتلقون الأخبار بذهول عاجزين عن فهم التوازن الذي منع إسرائيل والولايات المتحدة من تنفيذ التهديدات وفرض القيود على انتشار الجيش السوري بالخطوط الحمراء التي رسمتها واشنطن وتل أبيب بصوت مرتفع.
تساقط كل شيء وتبخر فلا أبعد حزب الله ولا المستشارون الإيرانيون ولا ترجمت القوات الأميركية الغازية اوقوات الاحتلال الصهيوني في الجولان تهديداتها ضد الجيش العربي السوري الذي حرر الجنوب وانتشر حتى خط فصل القوات دون قيد أو شرط.
لم يبق لهم لتعكير النصر السوري غير الرهان على جيب داعش في اطراف السويداء وهو قيد التصفية فما أشبه خيبتهم اليوم بصفعة تموز 2006 وتقرير فينوغراد واعترافه بانتصار المقاومة رسميا ويعدون لنقل مراهناتهم البائسة إلى إدلب وما قد يدبره أردوغان سارق معامل حلب للتنصل من حلقة الضغط الإيراني الروسي المساند لبسط سيادة الدولة السورية.
شاركوا بتحفيز حملات التسول الدولية بذريعة الشكوى المتعاظمة من ثقل النزوح السوري وتأثيره الاقتصادي والمالي فتحولت اليوم قضية النزوح ضدهم بعد المبادرة الروسية وقد حل معها استحقاق الاتصال الرسمي بدمشق والتنسيق معها تماما كما تحول النازحون ضد رغباتهم في الانتخابات الرئاسية السورية عام 2014 حين صعقهم مشهد الزحف إلى السفارة فنالوا منهم التوبيخ والانتقام في تصريحات وتدابير رسمية.
تستمر الاتصالات بين الدولتين خجولة خاضعة لشروط الوصاية الأميركية السعودية الفرنسية وهم يحاصرون بأحقادهم وبحملاتهم كل جهد للتنسيق بين الدولتين.
عززت الانتصارت السورية المتلاحقة فرص عودة النازحين إلى وطنهم وانتهاء مواسم التجارة بآلامهم كما فتحت الطرق إلى الحدود الأردنية والعراقية وبات المشهد الطاغي نافرا بشبك المصالح اللبنانية الحيوية بخطوات مستحقة اتجاه الدولة السورية التي تستعد لمعارك فاصلة وترسخ صورتها المنتصرة في حصيلة العدوان الاستعماري الذي ناصروه وتمنوا له خاتمة اخرى رموا ثقلهم في محاولات ترجيحها دون جدوى.
لايأبه الفريق اللبناني المتورط في الحرب على سورية بكل ما يساق من أسباب موجبة لمراجعة موقفه العدائي وللتراجع عن مواصلة حملات الكراهية والتحريض المحكومة بانتهاء الصلاحية ولا هو يأبه للضرر الجسيم الذي يلحقه بالمصالح اللبنانية الحيوية والهامة وهذا ما بات يلقي على عاتق كل حريص ان يتحرك لفرض وقف الحملات السياسية والإعلامية المعادية لسورية من لبنان ويبدو هذا الفريق بتكرار أسطوانته المشروخة كمن يصيح في جنازة “ان شاء الله دايمة”.
منطق هذا الفريق ليس فحسب غير واقعي بل هو انفصامي بالمعنى المرضي وهم يريدون مواصلة الشتائم والتدخلات والحملات العدائية وبالمقابل يتوسلون الطرق الملتوية للمشاركة في ورشة إعمار سورية ويريدون من الحكم اللبناني تحمل وزر تخريبهم المتواصل لسعيه إلى تحقيق مصالح اللبنانيين باستئناف عبور صادراتهم الزراعية والصناعية إلى العراق والأردن عبر الأراضي السورية وإنجازه للحل الذي يزيح اعباء النزوح السلبية عن كاهل الاقتصاد والخزينة بينما تستمر حملاتهم المشحونة بالحقد والضغينة وقد باتوا بكلمة عبئا على البلد ومصالح شعبه.