من الصحف الاميركية
اعتبرت الصحف الاميركية الصادرة اليوم ان الدفاع عن الحقوق الأساسية واجب على كل فرد في المجتمع الإنساني ، وما فعلته كندا برفع راية حقوق الإنسان عالية أمر عظيم، وعلى الولايات المتحدة وجميع دول العالم الحر أن تحذو حذوها، وقالت واشنطن بوست أن كندا يجب ألا تتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوق الإنسان في السعودية وحدها، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة كانت -تقليديا- تضطلع بدور الدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان، وكانت تقف في وجه الدكتاتوريين المتنمرين بشعوبهم، وتؤكد لهم أنه ليس بإمكانهم إخفاء أعمالهم القذرة خلف أبواب مغلقة.
ودعت وزراء خارجية ما أسمتها دول الديمقراطيات الرائدة -مثل مجموعة السبع- لإعادة تغريدة وزيرة خارجية كندا كريستينا فريلاند التي دعت فيها للإفراج عن سمر بدوي وشقيقها رائف، وقالت إن قرارات السعودية ضد كندا هي رسالة مقصودة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للدول الأخرى، بألا تتدخل بحقوق الإنسان في السعودية وإلا ستتعرض لنفس ما تعرضت له كندا.
من ناحية اخرى نقلت عن جنرال أميركي إنّ الولايات المتحدة عازمة على تأمين الملاحة في مضيق هرمز، بعد مناورات بحرية إيرانية رأت فيها واشنطن تهديدًا، وكانت إيران قد أجرت في أوائل آب/أغسطس عمليات بحرية في الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان، وقال قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط، جوزيف فوتيل، لصحافيين إنه “من الواضح جدًا أنهم حاولوا أن يستخدموا تلك المناورات لكي يبعثوا لنا رسالة”، وأضاف انّ النظام الإيراني أراد أن يثبت أنّ لديه “قدرات” عسكرية في مضيق هرمز الاستراتيجي.
يصف الكاتب ستيفن كوك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه ضعيف، وذلك في أعقاب الأزمة التي نشأت بين السعودية وكندا، ويقول إن السعودية بدأت هذه الأزمة لأنها لا ترغب في الاعتراف بإخفاقاتها.
ويعرب الكاتب في مقال نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية عن الدهشة للغضب الطارئ الذي أبدته السعودية تجاه كندا، ويقول إن هذه الغضبة السعودية لم تكن موجهة ضد إيران على سبيل المثال، بل ضد بلاد منحت العالم هدايا مثل “أكلة الباوتين” والممثل جون كاندي ولاعب هوكي الجليد المحترف واين غريتزكي وكعك مونتريال وغير ذلك.
ويتساءل كوك عن سر طرد السعودية السفير الكندي، ووقف الرحلات الجوية إلى مطار تورنتو الجميل، وإخبار ما بين سبعة آلاف و16 ألفا من أبنائها الذين يدرسون في الجامعات الكندية أنه لا يمكنهم المواصلة بعد أسابيع قليلة.
ويشير إلى أن هذا الغضب السعودي جاء في أعقاب نشر الخارجية الكندية تغريدة على تويتر معربة فيها عن قلق بلادها البالغ إزاء الاعتقالات لنشطاء في المجتمع المدني السعودي وفي مجال حقوق المرأة، ومن بينهم الناشطة سمر بدوي، حيث حثت السفارة الكندية السعودية على الإفراج فورا عن جميع النشطاء السلميين في مجال حقوق الإنسان.
ويقول الكاتب إن هذا هو كل ما فعلته كندا؛ فالحكومة الكندية لم تقم بفرض عقوبات على السعودية، ولا هي قامت بالإساءة إلى الإسلام، ولا هي اصطفت مع جماعة الحوثي في اليمن.
ويضيف أن الجميع يعرف أن كندا وضعت نفسها بشكل علني في كثير من الأحيان كصوت قوي في الدفاع عن حقوق الإنسان، على عكس الولايات المتحدة.
ويقول إن رد الفعل الغاضب هذا ربما يكون متوقعا من القيادة المصرية التي تكره المجتمع المدني والناشطين ومؤيديهم الدوليين بشكل كبير، غير أن القيادة المصرية قد لا تبادر إلى طرد السفير أو إلغاء المنح الدراسية لآلاف من طلاب الجامعات.
ويضيف أن هناك العديد من النظريات لتفسير رد الفعل السعودي على تغريدة كندا، حيث يقترح بعض المحللين أن هذه الخطوة السعودية تعتبر مثالا آخر على السياسة الخارجية السعودية الطائشة تحت حكم ولي العهد محمد بن سلمان.
ويرى آخرون أن هذه الخطوة تعتبر بمثابة تحذير آخر للسعوديين أنفسهم مفاده أن الإصلاحات الوحيدة في المملكة هي تلك التي يصوغها ولي العهد، وأنهم يصبحون عرضة للخطر إذا طالبوا بالمزيد.
ويقول الكاتب إن كلا التوضيحين يعتبران معقولين، وفي كلتا الحالتين فإن محمد بن سلمان يبدو في كل مرة -كما يراه منتقدوه- متوترا ومتهورا وغير ناضج وطاغية.
ويشير إلى أن الأفراد والجماعات في المجتمع الدولي قد يغضون الطرف عن بعض الإساءات التي تتسبب بها السلطات للناشطين، غير أن قيام القيادة السعودية باعتقال النشطاء لمجرد تعبيرهم عن آرائهم بشكل سلمي فإن ذلك ينم عن ضعف.
ولا يعتبر هذا ضعفا بالمعنى الأخلاقي الغامض فقط، وإنما كوصفة أساسية لموقف الحكومة السعودية السياسي.
فالقاعدة العامة تقول إنه إذا كان القائد يعتقل الأشخاص الذين يختلفون معه، فإن هذا يعد دليلا على أن هذا القائد يدرك جيدا أن هناك فجوة كبيرة بين وعوده للمواطنين بحياة أفضل، وما يعيشه الناس على أرض الواقع من معاناة.
ويقول إن وجهة نظر القيادة السعودية أنه كان من الضروري اعتقال النساء السعوديات الموجودات في السجن الآن، وذلك لأنه إذا لم يتم إسكاتهن، فستكون هناك مخاطر متزايدة باستمرار إزاء انكشاف خواء الرواية الحكومية بشأن المستقبل.
ويختتم بالقول إن الإكراه السعودي من هذا النوع لهو دليل على القوة الغاشمة وعلى الضعف السياسي للبلاد.