عفيف لـ”إذاعة النور”: هكذا هزمت ”المنار” الإسرائيليين في حرب تموز
منقول عن الانتشار
تحدث مسؤول وحدة العلاقات الإعلامية في “حزب الله” الحاج محمد عفيف عن التحديات التي واجهت قناة “المنار” في حرب تموز في العام 2006، عبر استهداف العدو الصهيوني لوسائل إعلام الحزب وتحديدا لمبنى القناة المذكورة، لما مثله من خطر على الاسرائيليين ابان سنوات المقاومة ضد الاحتلال.
وكشف عفيف في مقابلة إذاعية على “إذاعة النور ضمن برنامج “السياسة اليوم” مع الزميلة بثينة عليق عن “الاهداف التي وضعتها اسرائيل للقضاء على “حزب الله”، أولا سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله. ثانيا منصات الصواريخ، وثالثا تلفزيون المنار”، لافتا الى “أننا كنا في غاية الوعي لتلك اللحظة التاريخية بمنع الاسرائيلي من تحقيق أهدافه. وأن نستمر في هذا العمل في ظل تلك المخاطر وهذا ما تدربنا عليه مرارا، وهو ما أعطانا تجربة فريدة على مستوى العالم العربي حيث بقي المبنى موجودا والبث مستمرا“.
وردا على سؤال حول الخطط التي رسمها الحزب في حال وقعت الحرب آنذاك واستهداف القناة، رد قائلا أن “الحرب مع إسرائيل هي جزء من التفكير الوجودي في عقل أي مسؤول في حزب الله. والحرب كانت دائما متوقعة بغض النظر عن توقعاتنا لمرحلة ما بعد الحرب، والأمور في الحزب خاضعة للتخطيط المستمر. لذلك كنا على وعي تام لما سيحصل للقناة. وكانت لدينا خطة طوارئ وهي الانتقال الى مبنى ثانِ بعد القصف كما كان لدينا بديل ثالث. حتى أننا كنا على استعداد للبث من الطريق”، مشيرا الى أن “الثابتة الوحيدة كانت هي عدم وقف بث المنار“.
وتابع عفيف قائلا “أن في الحروب أثمان وهناك أشياء غير متوقعة، لكن كان لدينا ما يكفي من العزيمة والارادة أن نعمل لاستمرار البث وهذا ما حصل، واستمررنا في بث رسائل سماحة السيد حتى آخر يوم من الحرب وخالفنا كل التوقعات“.
وتحدث عفيف عن طريقة ادارة العمل في ظل ظروف أكثر من استثنائية. وما عايشه خلال وجوده في المبنى من حالات انسانية وظروف صعبة تحت وطأة الحرارة المرتفعة من دون أجهزة تكييف، والشعور بالقلق المستمر والتهديد بالقتل. وكنت أطلب من بعض العاملين أن يخلوا المبنى لضمان سلامتهم أو للراحة ورؤية عائلاتهم لكنهم كانوا يرفضون ذلك”. ولفت الى أن المنار كانت تقوم بوظيفتين: أولا، وظيفة اعلامية متعلقة بايصال صوت السيد وتغطية مجريات الأحداث من مختلف الأماكن، أي العمل الطبيعي في ظروف غير طبيعية. وثانيا أبقاء “المنار” نفسها والاستمرارية لأن “المنار” هي ابنة وروح المقاومة، وكانت الملايين تنتظر سماع الاخبار منها دونا عن باقي القنوات العالمية والعربية“.
وعن الرسائل التي كان يوجهها سماحة السيد خلال فترة الحرب عبر اطلالته على “المنار”، أكد عفيف أن الاتصال مع السيد كان مستمرا مرتين في اليوم أحيانا للاطلاع على المجريات الميدانية و كنت أتلقى منه التوجيهات السياسية وأرجمها اعلاميا“.
وتقييما له لتجربة اعلام “حزب الله” في الحرب لفت عفيف “الى مستوى التنسيق العالي لمؤسسات الحزب وغرفة عمليات المقاومة وتأثيرها على الرأي العام اللبناني والعربي، ناهيك عن التأثير المعنوي والنفسي لعمل هذه المؤسسات وطبيعة العمل أثناء الحرب جعل من هذه التجربة تجربة ناجحة لدقة التنظيم والتنسيق“.