عون: تعميم الاتهامات عشوائيا غير جائز
دعا رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون وسائل الاعلام الى ان تلعب “دورا بناء في عدم بث اخبار مضللة تشوه حقيقة الوضع البيئي في لبنان وتسيء اليه”، معتبرا ان “تعميم الاتهامات عشوائيا من دون تقصي الحقائق امر غير جائز”. وميز رئيس الجمهورية بين “دور الاعلام الاساسي في تكريس حرية الرأي وبين دور بعض الوسائل الاعلامية في تكريس حرية الشتيمة والسرقة وغيرها من الموبقات لدى من ينتهك الاعراض والكرامات”، مذكرا بما قاله دائما من ان “سقف الحرية هو الحقيقة”.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وزير السياحة اواديس كيدانيان مع وفد من “نقابة المؤسسات السياحية البحرية” برئاسة جان بيروتي، وذلك لمناسبة انتخاب مجلس جديد للنقابة.
في مستهل اللقاء، تحدث الوزير كيدانيان عارضا للحملات الاعلامية التي ركزت على تلوث البحر في لبنان مع بداية موسم الصيف “على الرغم من ان الفحوص المخبرية اظهرت عكس ذلك”.
ورد الرئيس عون مرحبا بالوزير كيدانيان ومجلس نقابة المؤسسات السياحية والبحرية، مبديا اسفه “للحملات الاعلامية التي ركزت على تلوث الشاطىء اللبناني”، واعتبر ان “للاعلام دورا اساسيا في عدم بث الاخبار المضلة التي تشوه حقيقة الوضع البيئي في لبنان وتسيء اليه، فيما المشكلة معروفة ومعروف من يعمل على حلها”.
واشار الى ان تعميم الاتهام بالمسؤوليات عشوائيا من دون تقصي الحقائق غير جائز”، ودعا الى “التوعية وتعميم ثقافة انتقاد الخطأ وليس انتقاد ما هو صحيح، وهذا يتطلب مشاركة الجميع من الأهل والمدارس الى الادارات العامة”.
وتوجه الرئيس عون الى البلديات “للحفاظ على نظافة الشاطىء الواقع ضمن نطاقها، وهذا امر يتطلب كذلك توعية حس الانتماء الوطني لدى المواطنين لعدم رمي النفايات على الشواطىء وفي البحر كما على ضفاف الانهر وفي الطبيعة”، ورأى ان “المشكلة الاساسية تكمن في النقص في محطات التكرير. فمنذ عودتي الى لبنان في العام 2005، والكلام يركز على وجوب انشاء هكذا محطات. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم انجاز 3 محطات في كسروان مع مستلزماتها وصيانتها حتى الآن. وقد ارسلت من اطلع على حقيقة مياه الشاطىء اللبناني، فظهر جليا ان القسم الاكبر منه غير ملوث، لكن هناك اعلاما موجها لضرب الاقتصاد يثير البلبلة ويكثر من بث المغالطات”.
ولفت الى ان “هناك ارثا ثقيلا حملناه منذ سنوات عدة، ونحن نعمل على معالجته، ونتحمل مسؤولياتنا. وليس مقبولا مثلا ان يريد كل احد وضع نفايات منطقته عند جاره. لقد كنا من السباقين في الحكومة للمطالبة بتنفيذ برنامج لمعالجة ازمة النفايات ووضعنا هذا البرنامج، لكن لم يتم الالتزام به يومها حيث كنا اقلية. اليوم وضعنا برنامجا يقوم على لامركزية ادارة ازمة النفايات”، وتساءل: “لماذا كل الاتهام موجه الينا، ونحن اكثر من يعمل لمعالجة كل هذا الارث بجدية ولمصلحة جميع المواطنين؟ اننا نتحفظ على الرد كمسؤولين كي تتم معالجة الخلافات، اذا ما وجدت، بهدوء وروية. لكن هناك من يسارع الى اطلاق المواقف المناقضة للحقيقة بهدف تضليل الرأي العام”.
وتابع: “صحيح ان هناك بعض التأخير قد حصل، لكن هذا لا يعني ان المشاكل الموروثة لا تتم معالجتها، اضافة الى ان التأخير مرده الى غياب الحس بالمسؤولية لدى بعض من عليهم المسارعة الى اتخاذ القرار، وقد صار هم هذا البعض عرقلة قرار من يبادر الى الحل”.
ورأى الرئيس عون ان “الوضع السياحي جيد، لأننا نبني تطلعاتنا على الامن المستتب عندنا وسهر الاجهزة الامنية للحفاظ عليه، فلا خطر ارهابيا او امنيا يهددنا. وكان يمكن ان يكون هذا الوضع افضل في ما لو رفع الحظر عن مجيء بعض الاخوة العرب الى لبنان”.