كلمات في عيد الجيش
غالب قنديل
مناسبة عيد الجيش اللبناني محطة للثناء على المؤسسة الوطنية التي قدمت تضحيات كبيرة خلال السنوات الماضية دفاعا عن الوطن والشعب وساهمت في ملاحم الصمود والتحرير مع رفاق السلاح في المقاومة وهو امر يستحق عرفانا وطنيا شاملا لايشوبه النفاق الباطني الذي يمارسه العديد من ساستنا الذين يمالئون المؤسسة العسكرية وهم لم يقصروا في التآمر عليها والتشهير بها ومناصرة التكفيريين عليها في جرائم مكشوفة لم تطو من الذاكرة بعد وحتى لو سحبت من القضاء.
الجيش اللبناني ليس فحسب هو المؤسسة الصامتة كما عرف تاريخيا بل هو المؤسسة المظلومة التي تلقت طعنات خطيرة في سنوات الغزوة التكفيرية الأخيرة وتلقتها بصبر وحكمة حرصا على الوحدة الوطنية فكم من التصريحات اطلقت ضد الجيش وكم من البيانات التحريضية لصالح عصابات داعش والقاعدة استهدفت الجيش وكم من النواب والوزراء تناولوا الجيش بسفاهة وحقارة بينما كان يقدم ضريبة الدم دفاعا عن البلد كل البلد … هذا ما يجب ان يقال اليوم لأن اولئك قد يتقدمون الصفوف للتهنئة بالعيد ولا يرف لهم جفن في عيونهم الوقحة.
انها المؤسسة المظلومة والمحرومة التي لا تقدم لها الدولة ما تحتاجه من مقدرات الدفاع الوطني وتتركها الحكومات المتعاقبة محشورة في خانة الارتهان للهبات الأميركية بدلا من تنويع مصادر السلاح المتطور وإدخال التقنيات الحديثة لاستكمال منظومة الدفاع الوطني ولتعزيز قدراتها فقد برهنت سنوات مابعد الطائف ان ما يرصد لبناء الجيش الوطني هو استثمار لحماية السيادة ولصون السلم الأهلي والوحدة الوطنية التي لولا الجيش والمقاومة لباتت مهددة تعصف بها الفتن التي استحضرت أشباح الاقتتال الطائفي والمذهبي غير مرة.
جيشنا يعتصره الألم من الخروقات الصهيونية اليومية المستمرة للسيادة جوا وبحرا بينما يشبك رجاله الأيدي مع اخوتهم المقاومين في سياج البر والسلطة السياسية تربط تسليح الجيش بالدول التي ترفض ان يتسلم جيش لبنان أي سلاح يبطل التفوق الصهيوني او يعطل الاستباحة الصهيونية لسيادتنا الوطنية وثمة فرقاء سياسيون يمثلون قوة ضغط سلبية ضد الجيش داخل معادلات الحكم وهم الصدى لضغوط وصاية خارجية دولية إقليمية فاضت مرارا بوعود كاذبة عن دعم الجيش ومساعدته دون طائل.
يحلم جنودنا وضباطنا ببطاريات وبمنظومات للدفاع الجوي وبرادارات كاشفة لطائرات العدو ولزوارقه وبوارجه الغاشمة ويتمنون ان يكملوا طوق الحماية والردع الذي تقيمه المقاومة بكل الوسائل وأن يختبروا الأنظمة الدفاعية المتطورة التي تثيرهم اخبارها ويتحسرون على عدم إتاحتها لهم لأن في السلطة السياسية من يريد رهن الجيش لمشيئة خارج الحدود.
في لبنان لامحاسبة ولا نقد ذاتي والسياسة قرينة التطاحن الوحشي على المغانم والمناصب والانتهازية سيدة المواقف لكن السنوات المنصرمة بالذات بما فيها من دماء ودموع ومن جرائم ضد الجيش تستحق معاينة خاصة ليس فحسب لأخذ العبر بل أيضا لإجراء الحساب المعنوي ضد القوى السياسية والزعامات الفاجرة التي استهدفت الجيش وحرضت عليه وتآمرت ضده مع وحوش التكفير وتواصلت مع جهات خارجية فاستهدفت الجيش الوطني لتسهيل مؤامرة دموية تكشفت حقيقتها الصهيونية في الجوهر وافتضحت خفاياها من جبهة الجولان وبانت خيوطها المحركة.
كما أشهروا سكاكينهم في ظهر المقاومةخلال عدوان تموز كانوا هم انفسهم خلال السنوات الماضية يسددون الطعنات للجيش اللبناني ويحرضون ضده بينما يستهدفه التكفيريون وزمر الفتنة المتنقلة وتجارالدم الموتورين وقوى الاحتياط الصهيوني الكامن داخل البلد بكل ألوان الأقنعة التي يتلبسها للتضليل.
انتصار الجيش والمقاومة على الغزوة التكفيرية هو انتصار عليهم وعلى منطقهم ومخططاتهم ومؤامراتهم وعلى من يحركهم في الخارج ومن يديرهم من السفراء والقناصل من جميع أقبية التآمر على البلد.
جنودنا وضباطنا البواسل لكم تحية الوطن ولعائلاتكم ولشهداء الجيش ألف تحية واحترام.