من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الخليج وسوق النفط على صفيح ساخن… وسليماني يهدّد الأميركيين في العراق بعد البحر الأحمر سورية تودّع شهداء السويداء وتمضي لنصرها… والأسد: إدلب وجهتنا المقبلة دعوة موسكو لثلاثية لبنانية روسية سورية لعودة النازحين… وعقدة الحكومة درزية
كتبت “البناء”: ترجم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني المشهد الحاكم للمواجهة الأميركية الإيرانية بمجموعة معادلات رفعت سقف التحدي، واصفاً نتائج لغة الاستفزاز الأميركية بالمريعة، حيث تحوّل البحر الأحمر من ممرّ آمن للتجارة الدولية إلى أخطر الممرات المائية، وانتقلت السعودية من دولة مهيبة الجانب إلى ساحة لتساقط الصواريخ التي تهزّ استقرار عاصمتها، ويمتدّ القلق على عواصم أخرى تسير في الخطط الأميركية. وقال سليماني للرئيس الأميركي دونالد ترامب متحدياً تكذيبه في مناظرة علنية، لقد طلبتم مني ضمان عدم التعرّض لقواتكم في العراق فلماذا تتبجّحون، وقواتكم كلها لا تحتاج في مواجهة مقبلة إلى الجيش الإيراني. ففيلق القدس سيتكفل بها، ومشكلتكم معي ونحن أقرب إليكم مما تظنّون. وقد وصفت مصادر متابعة للعلاقات الأميركية الإيرانية تزامن كلام سليماني مع تعليق الملاحة النفطية في البحر الأحمر والملاحة الجوية مؤقتاً في مطار أبو ظبي بعد استهدافه بمتفجرات من طائرة بدون طيار، بأعلى درجة من التصعيد والتهديد في تاريخ المواجهة بين واشنطن وطهران، معتبرة التذكير بطلب تحييد القوات الأميركية في العراق بمثابة تهديد مباشر باستهداف هذه القوات.
في سورية كانت السويداء تودّع شهداءها، والحداد عام في المحافظات السورية، والرسالة “الإسرائيلية” بالقدرة على تحريك داعش لارتكاب المذابح حتى لو نجح الحسم العسكري بإنهاء سيطرتها على مناطق سورية، موضع دراسة من المراجع الأمنية في دمشق وموسكو وطهران، لكيفية خوض المواجهة مع هذا الوجه من الحرب، ومنع النيل من مهابة النصر المتدحرج في كلّ جبهات سورية. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أكد في حديث إعلامي تماسك جبهة حلفاء سورية، والقرار السيادي للدولة السورية بمواصلة الحسم مع الإرهاب، كاشفاً أنّ الوجهة المقبلة للجيش العربي السوري هي إدلب.
على المستوى السياسي الدولي والإقليمي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السير بالتفاهمات حول سورية وسبل الحلّ السياسي فيها، بعد لقائه الرئيس التركي رجب أردوغان على هامش قمة “بريكس” المنعقدة في جنوب أفريقيا، والتي تشارك فيها تركيا للمرة الأولى، على خلفية تدهور علاقاتها بواشنطن، ويأتي لقاء بوتين أردوغان وكلام بوتين بعده تأكيداً لمساري أستانة وسوتشي، وما قاله الرئيس الروسي حولهما بعد قمة هلسنكي التي جمعته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما كان وفد روسي رفيع يبحث الخطة الروسية لعودة النازحين في قصر بعبدا، بحضور رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة، واللواء عباس إبراهيم المكلف ملفّ النازحين والتنسيق مع سورية وروسيا.
الوفد الروسي بدّد التسريبات والشائعات التي أطلقها فريق الرابع عشر من آذار حول ظروف وشروط المبادرة الروسية، فالمبادرة ليست لتسهيل عودة النازحين دون التنسيق مع الحكومة السورية، بل لضمان وتسهيل هذا التنسيق، والصيغة المقترحة هي ثلاثية روسية لبنانية سورية، والمبادرة مقترح قدّم وجرى إقراره في قمة روسية أميركية لتسهيل التطبيع الغربي مع سورية تدريجاً، وتحرير الملف الإنساني للنازحين من الفيتو السياسي، وليس تلبية لطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان لتحريره من إحراج التواصل مع الحكومة السورية.
أما على المستوى الحكومي فقد أكدت مصادر متابعة أنّ الحلحلة ليست قريبة، رغم التقدّم المحقق على مسار التمثيل القواتي وتخفيض سقف المطالب من خمسة وزراء إلى أربعة، والقبول بدون حقيبة سيادية أو منصب نائب رئيس الحكومة. فالعقدة المتبقية لا تزال في التمثيل الدرزي جدية ومعقدة، بسبب إصرار اللقاء الديمقراطي على احتكار التمثيل الدرزي، ومجموع التمثيل الوزاري بين كتلتي الرابع عشر من آذار، أيّ تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية، والثامن من آذار، أيّ حركة أمل وحزب الله وحلفاؤهما من دون التيار الوطني الحر، لا يزال مختلاً، فمقابل 44 نائباً بقي لقوى الرابع عشر من آذار وفقاً للصيغة المقترحة 13 وزيراً مقابل 7 وزراء للثامن من آذار مقابل 45 نائباً.
روسيا للبنان: سورية المدخل الوحيد لحل أزمتكم
في ضوء القرار الدولي المنبثق عن قمة هلسينكي، وضع الاجتماع الروسي – اللبناني في بعبدا أمس، قطار عودة النازحين السوريين على السكة الرسمية الصحيحة، وذلك بعد محاولات شاقة قادها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم منفرداً كموفد شبه رسمي من خارج الإجماع الحكومي تمكن خلالها من إعادة قسم من النازحين، أما وقد دخل الروس على خط المعالجة بالاستناد الى مروحة تفاهمات مع الاميركيين، فلم يعد باستطاعة الفريق الآذاري وضع العصي في دواليب طريق العودة الآمنة والطوعية.
لكن هذا الطريق لن يكون سهل المرور، كما يشتهي رئيس الحكومة المكلف وحلفاؤه في 14 آذار، قالها الوفد الروسي للجانب اللبناني بأن المدخل الوحيد لحل أزمة النزوح في لبنان هو التواصل مع الدولة السورية وأي دربٍ آخر لن يحقق المرجو منه بل سيعقد الأمور ويحبط جهود اللجنة.
اجتماع بعبدا والموافقة “غير الطوعية” للفريق الآذاري على المبادرة الروسية، فضح الدور الذي لعبه هذا الفريق في إحباط مبادرات داخلية وخارجية عدة لحل أزمة النزوح، التي رتبت على لبنان أثماناً باهظة على المستويات كافة، ما يدفع الى التساؤل: لماذا لم يقبل رئيس الحكومة المكلف حل أزمة النزوح بالتواصل المباشر مع الدولة السورية منذ سنوات إن كان سيعود ويقبل مكرهاً بذلك في الوقت الراهن؟ وهل سيوافق على أن تُجري حكومته العتيدة مفاوضات رسمية مع الحكومة السورية للاستفادة الاقتصادية من الفتح القريب لمعبر نصيب وإنقاذ اقتصاد لبنان من الانهيار أم أنه سينتظر ايضاً مبادرة روسية على هذا الصعيد؟
ووفق مطلعين على ملف النازحين فإن روسيا نسقت مع الدولة السورية بالمبادرة قبل زيارة لبنان، “إذ لا يمكن أن تُقدِم روسيا على أي خطوة من دون التنسيق مع سورية”، مشيرين لـ”البناء” الى أن “الدور الروسي هو محفز ومشجّع للنازحين للعودة الى سورية عبر ضمانات أمنية يوفرها للعائدين من منطلق وجود القوات العسكرية الروسية على الأرض السورية، لكن التواصل مع الدولة السورية هو الممر الوحيد لإعادة النازحين وحل أزمة النزوح في المنطقة”.
الاخبار: الحريري ينتزع من عون 3 وزراء لجنبلاط و4 لجعجع
كتبت “الاخبار”: لا جديد حكومياً سوى استمرار ضخ مناخ إيجابي عن رغبة رئاسية بولادة الحكومة الجديدة قبل الأول من آب عيد الجيش اللبناني. هذا في النوايا، أما في الوقائع، فإن مشهد المشاورات في الساعات الأخيرة لا يشي بأي تطور، سوى ما نقله زوار رئيس الحكومة سعد الحريري عنه بأنه تبلغ من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عدم اعتراضه بأن يتمثل اللقاء الديمقراطي بثلاثة وزراء، من دون معرفة ما إذا كان المقصود بالثلاثة من يمثلون الطائفة الدرزية أو أن رئيس الجمهورية ينوي مقايضة أحد المقاعد الدرزية الثلاثة بمقعد مسيحي. ونقل زوار الحريري عنه أنه يتبنى وجهة نظر القوات اللبنانية بوجوب أن تتمثل بأربعة وزراء في الحكومة الثلاثينية، وبينهم حقيبة سيادية أو موقع نائب رئيس الحكومة. وجدد الحريري القول إنه لا مانع لديه بأن يتمثل النواب السنة من خارج تيار المستقبل بمقعد وزاري من ضمن حصة رئيس الجمهورية، وأكد الحريري أنه سيلتقي رئيس الجمهورية مجدداً في الساعات المقبلة، مبدياً أمله في أن يلتقي وزير الخارجية جبران باسيل الذي سيعود الليلة من واشنطن، قبل أن يزور بعبدا.
وكان الحريري قد تناول الملف الحكومي في الاجتماع الثلاثي الذي ضمه والرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في القصر الجمهوري، أمس، بعيد انتهاء جلسة المحادثات الرسمية مع الوفد الروسي برئاسة الموفد الرئاسي ألكسندر لافرنتييف.
وقيّمت الترويكا الرئاسية نتائج المحادثات التي أجريت مع الوفد الروسي، كما تطرق البحث إلى آخر تطورات تشكيل الحكومة الجديدة في ضوء الاتصالات التي أجراها الحريري بعد زيارته القصر الجمهوري أول من أمس.
وتوافق الرؤساء الثلاثة على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة، وعلى أن يكثّف الحريري لقاءاته خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة لتحقيق هذا الهدف. كما علمت “الأخبار” أنه جرى عرض سريع لمسار تأليف الحكومة، شارك الرئيس بري في جزء منه، حيث تعمّد القول في الاجتماع إنه بالإمكان تشكيل الحكومة أمس قبل اليوم.
أما في اللقاء الثنائي بين عون والحريري، فتم عرض التطورات التي حصلت منذ لقائهما الأخير (أول من أمس) واتفقا على اجتماع ثالث يُعقد في خلال الثماني وأربعين ساعة المقبلة.
وقد عُلم أن الاتصالات التي حصلت في اليومين الماضيين أدت إلى تقدم ملحوظ، لخّصه مصدر مطلع بالقول إن هناك تصوراً طرحه الحريري على عون لحل العقدتين المسيحية والسنية، وكذلك العقدة الدرزية، من خلال استبعاد اسم رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان عن التشكيلة المطروحة. وقد كان الرئيس عون متفهماً لهذا الطرح لكن شيئاً لن يحصل قبل عودة باسيل من الخارج.
في هذه الأثناء، ثمن تكتل الجمهورية القوية الجهود التي يبذلها الحريري في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة، ودعا التكتل، بحسب البيان الذي تلاه رئيس القوات سمير جعجع “الأطراف المعرقلة إلى الكف عن ممارساتها، تسهيلاً لعملية تشكيل سريعة باتت البلاد في أمس الحاجة إليها، في ظل الأوضاع الراهنة”. كما استنكر التكتل “محاولات الضغط والتهويل والوعيد التي يمارسها المعرقلون أنفسهم على الرئيس المكلف، والتي تصب في هدف واحد، ألا وهو الدفع بالرئيس المكلف إلى اعتماد تشكيلة حكومية بعيدة عن الواقع التمثيلي الذي أفرزته الانتخابات الأخيرة، ولا تنسجم بالتالي مع قناعاته”.
كما أكد جعجع أن القوات اللبنانية لن تقدم على أي تحالفات في مواجهة العهد، مشيراً إلى أنه “لن نتمكن من تأليف الحكومة من دون تدخل رئيس الجمهورية ميشال عون”.
من جهتها، أشارت كتلة الوفاء للمقاومة، في بيان صادر عن اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، أمس، إلى أنها تداولت في “تعقيدات التأليف الحكومي وأسباب المراوحة والتسويف في لحظة سياسية تفرض فيها التطورات السورية ملفات أساسية ينبغي أن تقاربها الدولة اللبنانية بانفتاح وإيجابية لتحقيق مصالح مشتركة للبلدين”. واعتبرت أن ذلك يقتضي وجود علاقات دافئة وقنوات تواصل سياسي تنهض بمسؤولية معالجة الملفات الضرورية المطروحة لمصلحة الشعبين اللبناني والسوري على حد سواء”.
وفي خطوة لا يمكن عزلها عن مساعي رئاسة الجمهورية لتثبيت العلاقة مع سوريا، أبرق عون، أمس، إلى نظيره السوري بشار الأسد معزياً بضحايا الهجمات الإرهابية التي شنّها مسلحو تنظيم “داعش” في محافظة السويداء أول من أمس، مستهدفين الأطفال والنساء الأبرياء في مجزرة مروّعة “تؤكد مرة جديدة ضرورة بذل كل جهد ممكن للقضاء على هذا التنظيم المتطرف والخطير وأفكاره التكفيرية العنيفة”. كما أبرق عون إلى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ يوسف جربوع، معزياً بضحايا المجزرة. وأعرب عون في برقيته، عن تضامن لبنان مع أهالي الضحايا.
وفي السياق نفسه، دان “حزب الله” هجمات السويداء، وقال، في بيان، “إن هذه العملية إذ تأتي في أعقاب الانتصارات الباهرة التي حققتها سورية وحلفاؤها في الآونة الأخيرة، خصوصاً في الجنوب السوري وعودته إلى كنف الدولة والشرعية والأمان، فإن قدوم هذه العصابات بكل أسلحتها وعتادها وآلياتها ومعداتها من منطقة التنف السوري حيث تتواجد قوات الاحتلال الأميركي وأمام أعينها وبتسهيلات واضحة منها، هو مؤشر خطير على اشتراك هذه القوات ودعمها لهذه الجريمة الإرهابية ضد سورية وشعبها ووحدتها وضد الأبرياء والمدنيين”. كما رأى أن ذلك يؤكد في شكل واضح أن القوى الإقليمية والدولية لا تزال تواصل استخدام هذه العصابات المجرمة في تحقيق أغراضها الخبيثة وأهدافها العدوانية”.
وتقام “وقفة تضامن ومشاركة ومؤازرة مع أبناء جبل العرب وصلاة الغائب على أرواح الضحايا، بعد الأحداث الأخيرة، بدعوة من مشيخة عقل الطائفة الدرزية”، في مقام الشيخ أحمد أمين الدين في عبيه، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، فيما يتقبل النائب طلال ارسلان التعازي في دارته في خلدة.
الديار: تفاؤل مبالغ فيه حكوميا والمخارج المقترحة تنتظر عودة باسيل ! العلم السوري في القنيطرة وتساؤلات اسرائيلية عن حزب الله السوري؟
كتبت “الديار”: امضى الوفد الروسي في قصر بعبدا نصف ساعة من الوقت، دون تقديم اجابات محددة حول طبيعة الخطة الروسية لاعادة النازحين السوريين، فيما يبقى نجاح المسعى الروسي معلقا على طبيعة موقف دمشق المتشدد حتى الساعة في التعامل مع الملف اللبناني حيث يشترط رفع مستوى العلاقات السياسية بين البلدين كشرط لمناقشة الملفات العالقة… في المقابل وبعد ساعات على جرعة التفاؤل التي اطلقها الرئيس المكلف سعد الحريري من بعبدا ايضا حيال حلحلة العقد الحكومية تبين ان هذه الجرعة مفرطة بعض الشيء وربما تكون مصطنعة بعد ان تبين عدم وجود معطيات ملموسة تشير الى حتمية خروج “الدخان الابيض” قبل عيد الجيش، حيث تشير المعلومات بان الاطار العام الذي توافق عليه الحريري مع الرئيس عون بحاجة الى المزيد من البحث والتدقيق والكل بانتظار عودة وزير الخارجية جبران باسيل من واشنطن لتبيان الخيط الابيض من الخيط الاسود في عملية التشكيل، باعتباره ما يزال العقبة الرئيسية امام “الحلحلة” كما تقول مصادر القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.
وبحسب اوساط سياسية مطلعة على الموقف الروسي، في الشكل، فوجئ الروس بمستوى الحضور الرسمي اللبناني، فوجود الرؤساء الثلاثة الى جانب القيادات الامنية في بعبدا كان عاملا ضاغطا على الموفد الرئاسي الروسي الذي لم يكن في جعبته الكثير لمناقشته مع المسؤولين اللبنانيين، وكان يفترض ان لقاءه مع رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، كل على حدة، سيكون مجرد اجتماع بروتوكولي، فمهمته هي مجرد عملية استطلاع اولية دون خطة واضحة ومحددة لعودة اللاجئين، ولم يكن مفهوما لدى الجانب الروسي تلك المبالغة اللبنانية التي تجاوزت حدود مهمة اللجنة ورئيسها.
تساؤلات روسية؟
اما في المضمون، فتضع موسكو الموقف اللبناني تحت الاختبار لان سبل التعاون السابق مع الدولة اللبنانية لم تكن مشجعة، وقوبلت محاولات القيادة الروسية لرفع مستوى العلاقة الثنائية “ببرودة” لبنانية غير مفهومة بكامل جوانبها حتى الان، فاذا كان التعاون العسكري “مجمداً” بضغط اميركي، فان العلاقات في المجالات الاخرى ومنها السياسية والاقتصادية لم تصل الى المستوى المأمول من القيادة الروسية وحتى الزيارة الموعودة للرئيس ميشال عون لم تتم حتى الان دون تقديم اسباب موجبة لتأخيرها، ولذلك فان موسكو تضع العلاقات اللبنانية – الروسية تحت الاختبار، وما سمعه الوفد الروسي بالامس من موقف موحد حيال التعاون لاعادة النازحين يحتاج الى ترجمة عملية، وسيتبين لاحقا مدى وحدة الموقف اللبناني خصوصا اذا ما تبين لاحقا من الالية العملية ان الامر يحتاج الى اتصالات مباشرة بين الحكومتين اللبنانية والسورية.…
لا خطة روسية
ووفقا لمصادر مطلعة على اجتماعات الوفد في بيروت، لم يقدم الجانب الروسي اي خطة تفصيلية تتعلق بتصوره لاعادة النازحين السوريين، وتركت هذه المهمة للجنة المشتركة سيتم تشكيلها لاحقا.. وكان الاجتماع الاهم على هامش لقاء بعبدا بين عدد من الضباط الروس والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي نقاش معهم بعض التفاصيل التقنية، واطلعهم على المهام التي يقوم بها في اطار اعادة دفعات من النازحين الى قراهم وبلداتهم… وقد علم ان دفعة جديدة مؤلفة من نحو 1000نازح ستعود نهاية الاسبوع من شبعا الى بيت جن السورية.
النهار: عودة النازحين تقلع… والتأليف ينأى بنفسه
كتبت “النهار”: الايجابيّات على طريق التأليف الحكومي التي رُوّج لها الأربعاء، تراجعت بعض الشيء الخميس، على رغم اصرار الرئيس المكلّف سعد الحريري على تفعيل اتصالاته قبل أن يعود للقاء رئيس الجمهوريّة في الأيّام القريبة بعد عودة رئيس “التيّار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل الذي التقى في واشنطن نائب وزير الخارجية الأميركيّة جون سليفان. ولفت في بيان للناطقة باسم الخارجية الأميركيّة، أن “البحث تناول الجهود لتشكيل الحكومة والقلق الكبير للولايات المتّحدة الأميركيّة من دور “حزب الله” في لبنان والمنطقة وتهديده الاستقرار الاقليمي. وأكد سليفان ضرورة تقيّد كل الأطراف اللبنانيّين بالتزامات لبنان الدوليّة والكف عن خرق سياسة النأي بالنفس”.
حكوميّاً، في حين يروّج عضو “تكتّل لبنان القوي” نائب رئيس مجلس النوّاب ايلي الفرزلي لحكومة أكثريّة، معتبراً “أن حكومة الائتلاف السياسي غير مناسبة لهذه المرحلة”، دعت كتلة “الوفاء للمقاومة” الى “اعتماد معيار واضح ومُحدّد في تأليف الحكومة وتجنّب الاستنسابيّة”، ذلك أنّ “المرحلة تقتضي توافر حكومة وطنيّة تراعي مصلحة اللبنانيّين على الصعد المختلفة”. أمّا رئيس حزب “القوّات اللبنانية” سمير جعجع فرأى أن “لكل رأيه وتبيّن أنّنا والمستقبل والإشتراكي وأمل لدينا وجهات نظر متقاربة”.
لكن الأضواء التي حجبت استمرار التباعد في النظرة إلى الحكومة المقبلة، لم تلغِ بعض التفاؤل بأن تثمر الاتصالات ولادة حكوميّة تسبق عيد الجيش في الأوّل من آب المقبل، وهي تركّزلت أمس على قضيّة عودة النازحين السوريّين إلى بلادهم بمبادرة روسيّة تحظى بمباركة أميركيّة وموافقة النظام السوري.
اللواء: مبادرة بوتين لإعادة النازحين: اللجنة قَيْد التشكيل والعدد الرسمي 890 ألفاً برّي: ما عندي إيجابيات عن الحكومة.. ومسؤول أميركي يثير مع باسيل وضع حزب الله
كتبت “اللواء”: بعد عمان ودمشق حط موفد الرئيس الروسي الكسندر لافرنتييف في بيروت، بهدف اطلاع المسؤولين اللبنانيين على المبادرة التي طرحتها بلاده لضمان عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وتحديداً من الأردن ولبنان، وسمع الرؤساء ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري من موفد الرئيس فلاديمير بوتين ان بلاده معنية بانجاح المبادرة، وعلى المجتمع الدولي ان يدعمها مالياً، لأن “الحكومة السورية، غير قادرة على تقديم الكثير من الدعم المالي”.. معتبراً انه يتوقف على الدعم الدولي توفير العودة الآمنة والعملية..
وفي المعلومات الدبلوماسية المتوافرة ان الاجتماعات التي عقدت سواء في بيت الوسط أو القصر الجمهوري بين المسؤولين اللبنانيين والوفد الدبلوماسي والعسكري الروسي ركزت على العودة الآمنة والطوعية للنازحين..
المستقبل: 7 مراكز لاستقبال النازحين.. والعمل “على مراحل” لإعادة 890 ألفاً من لبنان و750 ألفاً من باقي الدول روسيا تضمن “العودة الآمنة”.. ولبنان جاهز للتعاون
كتبت “المستقبل”: في الملف الحكومي، توافق رئاسي متجدد على “ضرورة الإسراع” في التشكيل وتكثيف مرتقب للاتصالات من قبل رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة مع مختلف الأفرقاء في محاولة لتذليل آخر العقبات التي لا تزال تعترض طريق التأليف. أما في “ملف الساعة” الذي طغى بقوة على الساحتين الإقليمية والداخلية تحت وطأة الاندفاعة الروسية لتولي عملية إعادة النازحين السوريين إلى وطنهم، فعنوان عريض تصدّر هذا الملف أمس في ضوء زيارة الموفد الرئاسي الروسي إلى بيروت وهو يتمحور بشكل أساس حول تقديم موسكو الضمانات الأمنية اللازمة لتأمين شروط “العودة الآمنة” للنازحين بالتنسيق التام مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة، الأمر الذي قابلته الدولة اللبنانية بالترحيب والتجاوب مع المقترحات الروسية لمُعالجة أزمة النزوح، وسط تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون جهوزية لبنان للتعاون مع هذه المقترحات و”استعداده لتقديم المساعدة اللازمة لتنفيذها” ضمن إطار المشاركة اللبنانية في اللجان المشتركة المُزمع تشكيلها لهذه الغاية.
وإثر اجتماع الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا مع الموفد الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرينتييف على رأس وفد ديبلوماسي وعسكري روسي رفيع، بحضور وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وعدد من المسؤولين الأمنيين والمستشارين، أوضح لافرينتييف أنّ الوفد وضع الجانب اللبناني في أجواء المبادرة الروسية الهادفة إلى إعادة النازحين، مؤكداً استعداد السلطات السورية لتوفير “كل الشروط اللازمة لعودة من يرغب من السوريين” إلى وطنهم، مقابل إضاءته على أهمية المساعدة الدولية في سد العجز الناتج عن عدم قدرة سوريا على تحمل أعباء التمويل المترافق مع تكاليف هذه العودة وتلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين العائدين.
الجمهورية: “الجمهورية” تنشر فحوى المبادرة الروسية.. وتسريع رئاسي للتأليف
كتبت “الجمهورية”: في ظلّ ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة متزامناً مع التصعيد الاميركي ـ الايراني، ظلت الانظار منصَبّة على مضيق “باب المندب” بعد تعليق المملكة العربية السعودية مرور شحنات نفطها عبره لئلّا يتكرر تعرّضُها للاستهداف “الحوثي” نتيجة تبادلِ التهديد بين واشنطن وطهران ودخول قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني (الباسدران) اللواء قاسم سليماني على الخط محذراً الاميركيين من ان حسابهم هو مع “فيلق القدس”، ومعلناً أن البحر الأحمر لم يعد آمناً نتيجة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. وفي الموازاة بقي الاهتمام منصباً على ملف النازحين السوريين في ضوء المقترحات الروسية لاعادتهم الى بلادهم والتي كانت موضع بحث أمس بين المسؤولين اللبنانيين ووفد روسي رفيع المستوى برئاسة الكسندر لافرينتييف الموفد الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت أعلن المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن بلاده بدأت تطرح هذه القضية في الأمم المتحدة.