من الصحافة الاسرائيلية
أشارت تقارير إسرائيلية إلى أنه من المنتظر أن يعلن جيش الاحتلال أن جنوده لم يخلوا بقواعد إطلاق النار خلال تفريقهم لمظاهرات مسيرات العودة السلمية شرقي قطاع غزة، التي استشهد على إثرها 152 فلسطينيًا حتى اليوم، وقال المصدر إن التحقيقات الداخلية في جيش الاحتلال خلصت إلى أنه لم يكن هناك أي إخلال أو تجاوز للوائح إطلاق النار، وبالتالي لن يتم فتح تحقيق في شرطة الاحتلال العسكرية .
وأضاف المصدر أنه “في الحالات التي قُتل فيها المتظاهرون، لم يكن إطلاق النار موجهًا إليهم”، وفقًا لتحقيقات لجنة داخلية في جيش الاحتلال يرأسها الجنرال موتي باروخ، بل نتجت عن “مشكلة عملاتية“، وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة التي عينت من قبل رئاسة الأركان سوف تنهي تحقيقها خلال الأيام المقبلة وتسلمه إلى النائب العسكري العام في جيش الاحتلال، وأوضحت أن نتائج تحقيقات اللجنة غير ملزمة وأن من حق المدعي العسكري أن يطالب بتحقيق الشرطة العسكرية في جرائم قتل المتظاهرين على حدود غزة.
وصفت صحيفة إسرائيلية الأحداث في غزة بأنها “تتميز بالغباء المطلق، لأن كل عملية عسكرية يجب أن تخدم هدفا سياسيا“، وقالت هآرتس في مقال للكاتب الإسرائيلي أوري افنيري، إن “المفكر العسكري الألماني كارل فون لاوزوفيتش قال إن الحرب ليست سوى استمرار للسياسة بوسائل أخرى”، مستدركة قولها بالتساؤل: “أين هي السياسة الإسرائيلية؟ وما الذي تريده إسرائيل؟“.
وأكدت أنه “لا يمكن لطائرات ورقية أن تشكل تهديدا لإسرائيل، كما أن من لا يهدف إلى ضم غزة لا يتبع فيها السياسة المتبعة في الضفة المنوي ضمها”، مشددة على أنه “يمكن النظر إلى الأحداث التي تجري في قطاع غزة عبر العين اليسرى أو اليمن، وإدانتها كغير إنسانية وعنيفة وخاطئة، أو تبريرها كأعمال ضرورية لا يمكن منعها“.
وأضافت الصحيفة أنه “توجد صفة واحدة تعتبر فوق كل نقاش، أن الأحداث غبية”، معتقدة أنها “لو كانت المؤرخة الأمريكية بربارة توخمان على قيد الحياة، لأضافت فصلا جديدا إلى كتابها (مسيرة التفاهة)، باسم (غزة كموت غباء)”، بحسب تعبيرها.
وأشارت إلى أن “اتجاه الرياح في الجنوب الذي لا يتغير خدم الطائرات الورقية التي لها ذيل محترق، وهذا لعب أطفال”، مستهزئة بمطالبة وزير التعليم نفتالي بينيت بقصف هؤلاء الأطفال، قائلة إنه “لحسن الحظ أن رئيس الأركان يرفض ذلك بذريعة أنه يعارض قيم الجيش“.
وذكرت “هآرتس” أن “وسائل الإعلام مليئة بالأخبار من غزة، ويبدو أنهم جميعا يوافقون على أنه آجلا أم عاجلا ستندلع هناك حرب حقيقية”، معتبرة أن “الحل الأفضل هو إغراق القطاع وسكانه في البحر، ولكن في ظل غياب احتمال هذا الحل ماذا يمكن العمل؟“.
ونوهت إلى أن “السياسة الإسرائيلية الحقيقية الحالية تعمل على تحويل ظروف الحياة في قطاع غزة إلى تهديدية جدا”، مبينة أن “هذه السياسة تهدف لانتفاض سكان القطاع وطرد حكم حماس، من خلال تقليص التزويد بالمياه والكهرباء، وزيادة البطالة، والتحكم بمرور البضائع الواردة لغزة عبر مصر أو إسرائيل“.
وشددت الصحيفة الإسرائيلية على أن “التاريخ يبين أن أساليب كهذه لا تنجح، لكن أحيانا تزيد فقط الكراهية”، متسائلة: “أمام كل هذا ماذا يمكن العمل؟“.
وأجابت الصحيفة بالقول إن “الإجابة بسيطة إلى درجة مضحكة، وهي الجلوس والتحدث والتوصل إلى اتفاق”، مشيرة إلى أن “حماس مستعدة لهدنة تستمر لعشر سنوات ومصر تطوعت بالوساطة، وحكومتنا تتجاهل العرض تماما“.
ورأت أن “هذا هو أكثر شيء منطقي موجود، من خلال وقف كل أعمال العداء من الطرفين، وإلغاء الحصار، وبناء ميناء حقيقي في غزة، والسماح بالتجارة الحرة تحت إشراف عسكري معين، وبناء المطار، والسماح للعمال بالعمل في إسرائيل بدل استيراد عمال من الصين ورومانيا، وتحويل غزة إلى سنغافورة ثانية، والسماح بحرية الحركة بين غزة والضفة عبر جسر كبير أو شارع عابر للحدود“.
واستكملت “هآرتس” بقولها: “كذلك تشجيع تكامل بين الضفة الغربية وقطاع غزة”، لافتة إلى أن “هذه الأفكار يتم رفضها من قبل كل إسرائيلي عادي، نظرا لأن حماس تريد القضاء علينا“.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أنه “سمع ذلك عدة مرات، وفي كل مرة يعبر عن دهشته من غباء من يكرره”، معللا ذلك أنه “لا يمكن لمجموعة تتكون من بضعة آلاف من رجال حماس تدمير دولة من أكثر الدول تسلحا في العالم“.
وختم افنيري مقاله قائلا: “لقد قيل إن الشخص الذكي يعرف كيفية التخلص من الشرك الذي نصب له، ولكن الرجل الحكيم من البداية لن يدخل إلى هذا الشرك”، مضيفا أن “الشخص الغبي لا ينقذ نفسه من الشرك، فهو لا يرى مطلقا أنه يوجد شرك”، وفق قوله.