الحملة الأميركية ضد ايران
غالب قنديل
سجلت هستيرية التصريحات الأميركية درجة عالية من التصعيد والتهديد ضد ايران بينما تلقي واشنطن بثقلها لمحاصرة الصادرات النفطية للبلاد وتنفذ خطة أميركية سعودية لإغراق الأسواق العالمية لتضييق فرص تسويق النفط الايراني .
طهران من جانبها تبدو متكيفة مع تحدي الضغوط التي واجهت ما هو اقسى منها بكثير بعد انتصار الثورة وقيام الجمهورية ويصطدم الرهان الاميركي على تأليب الايرانيين ضد دولتهم بحقيقة ان الشعب الايراني شديد التعلق بكرامته القومية ويثير حماسته اذكاء الشعور بأنها معركة استقلال وتحرر تخوضها البلاد وذلك هو ما يفسر صمود ايران وتماسكها في الظروف الاشد قسوة.
التحولات العالمية تفسح المجال لإقامة علاقات تجارية واقتصادية واسعة وتناقضات المعسكر الغربي حول الملف الايراني تمثل ثغرة مهمة سياسيا مع ملاحظة التردد الاوروبي رغم الحوافز الكثيرة من روسيا والصين وايران.
الولايات المتحدة تتحكم بنظام التحويلات المصرفية العالمية وهي تعطي لعقوباتها اثرا خطيرا بهذه الوسيلة وستبقى تلك ورقة قوتها الرئيسية حتى تبلور نظام مالي ومصرفي مقابل في العالم يسمح بالاستغناء عن السويفت عبر نيويورك.
هذه القضية مؤجلة بحكم الحساب الصيني لثقل السندات الأميركية ويلجأ المستهدفون من أعضاء البريكس الى أنماط التبادل المباشر بالعملات الأخرى غير الدولار أو الى المقايضات الممكنة وقد باتت تلك البدائل تمثل كتلة ضخمة من حركة الاقتصاد العالمي.
ايران صاحبة خبرة في مجابهة الحصار والعقوبات ولديها قدرات كبيرة على التكيف بشرط عدم الاسترخاء كما حصل بعد توقيع الاتفاق النووي ومع اغداق الوعود الأميركية والأوروبية رغم الحذر التاريخي الذي ميز علاقة طهران بالغرب منذ قيام الجمهورية.
التعبئة التي يقودها المرشد الخامنئي لتوطيد الصمود الشعبي هي افضل الطرق لتنوير الرأي العام ولبث ارادة المقاومة والاستقلال.
وكلما رسخت ايران حضورها ودورها المركزي في محور المقاومة فرضت معادلات افضل لصد الضغوط ولإرغام الاميركي المتغطرس على التراجع والانكفاء .