من الصحافة الاسرائيلية
أجمع المحللون العسكريون في مقالاتهم المنشورة في الصحف الإسرائيلية على أن القصف المتبادل بين قطاع غزة وإسرائيل، ورغم كثافته إلا أنه يدل على أن الجانبين لا يتجهان نحو مواجهة عسكرية واسعة. واعتمد المحللون في رأيهم بهذا الخصوص على أن حماس لم تطلق صواريخ طويلة المدى وإنما باتجاه البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع، والتي يطلق عليها الإسرائيلية تسمية “غلاف غزة”، وفي المقابل، قصفت إسرائيل، “بشكل مدروس”، مواقع لحماس وفصائل أخرى في القطاع من دون التسبب بسقوط عدد كبير من الشهداء.
في مقابل ذلك ترفض إسرائيل التوصل إلى “هدنة” مع غزة، تمنع استمرار التوتر والتصعيد وترفع الحصار الجائر على غزة. وأشار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق ورئيس “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، عاموس يدلين، إلى أن “الغاية السياسية لحكومة إسرائيل مقابل حماس في غزة غير واضحة. ويتراوح مدى الغاية بين القضاء على حماس وتقبل وجودها كحاكمة لغزة وتوجيهات سياسية معتدلة للجيش الإسرائيلي. وفي المقابل، فإن الغاية الأمنية لحكومة إسرائيل مقابل القطاع متواضع: هدوء وتقليص التهديد العسكري على إسرائيل. وما زالت الطريق لتحقيق ذلك بواسطة ردع عسكري، أدوات مدنية – اقتصادية، ومراقبة مشددة على دخول البضائع للقطاع“.
وبيّن استطلاع للرأي العام الإسرائيلي نشره موقع “واللا” أن 44% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن حركة حماس خرجت منتصرة من الجولة الأخيرة أمام الجيش الإسرائيليّ.
في حين اعتقد 27% أن الجيش الإسرائيلي هو من خرج منتصرًا من الجولة الأخيرة، بينما قال 29% إنهم لا يعرفون من انتصر في هذه المرحلة، واشتمل الاستطلاع 473 مستطلعًا، يمثّلون كافة شرائح “المجتمع الإسرائيلي” وفقًا لـ”واللا“.
ووفقًا للاستطلاع، يعتقد 61% من المستطلعين أنه ما كان على الجيش الإسرائيلي أنّ يقبلَ بوقف إطلاق النار في الجولة الحاليّة، بينما قال 27% إن التهدئة هي المسار الصّحيح.
وأيّد وزير التعليم الإسرائيلي، نفتالي بينيت، استهداف أطفال غزّة من مطلقي الطائرات الورقيّة بقنابل الطائرات مباشرة، خلال جلسة عاصفة للكابينيت الإسرائيلي.
فمع التهدئة التي تم التوصّل إليها في غزّة مساء أول من أمس، السّبت، بعد الغارات الإسرائيليّة الأوسع منذ انتهاء عدوان ٢٠١٤، وإطلاق المقاومة الفلسطينيّة أكثر من ١٦٠ صاروخًا، انتقلت المواجهات الكلاميّة إلى داخل المجلس الأمني والسياسي المصغّر في الحكومة الإسرائيليّة – الكابينيت، مساء الأحد.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة، اليوم، الإثنين، فإن الخلافات انصبّت حول سياسة إطلاق النار على مطلقي الطائرات الورقيّة، وهم بإقرار القيادات العسكريّة الإسرائيليّة أطفال أو شبّان لم يبلغوا الـ١٨، وليس إن كان يجب إطلاقها أم لا، علمًا بأنّ الاحتلال قرّر، نهاية الأسبوع الماضي، استهدافهم.
وبعد إطلاع القيادة العسكريّة الإسرائيليّة الكابينيت على تركيبة “خلايا الطائرات الورقيّة” وحقيقة أن أطفالًا بين المطلقين، تساءل وزير التعليم الإسرائيلي “لماذا لا نستهدف كل من يطلق سلاحًا جويًا على قرانا؟ لا يوجد أي مانع قانوني لذلك؟ لماذا نطلق النار إلى جانبهم وليس إليهم؟ إنهم إرهابيّون بكل معنى للكلمة”، عندها عارضه رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قائلًا “أنا لا أعتقد أنّه يجب استهداف الأطفال والشّبّان، الذين هم من يطلقون البالون الحارقة عادةً“.
وعاود بينيت الحديث قائلًا “وإن كان أحد مطلقي البالون الحارقة بالغًا وتم التعرّف إليه”، فقاطعه آيزنكوت بالقول، وفقًا لـ”شركة الأخبار” (القناة الثانية سابقًا): “هل تقصد أنّه علينا أن نلقي قنبلة من الطائرة على مطلقي الطائرات والبالونات الحارقة؟” فأجابه بينيت: نعم.
عندها، حسم رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، الموضوع بالقول إنّه “يجب إنهاء إرهاب الطائرات الورقيّة”، دون إيضاح كيفيّة ذلك.
أمّا بخصوص الغارات الإسرائيليّة الأخيرة على القطاع، فقد أبلغت القيادة العسكرية الإسرائيليّة القيادة السياسيّة أن حركة حماس “فوجئت جدًا بقوّة الرد الإسرائيلي وتوسّلت من أجل إطلاق النار”، علمًا بأن المقاومة الفلسطينيّة أطلقت أكثر من ١٦٠ صاروخًا وقذيفة نحو أهداف إسرائيليّة خلال ساعات محدودة من الاشتباكات، ما يشير إلى جاهزية لديها وليس إلى مفاجأة.
وهاجم بينيت، علنًا وفق إطلاق النار الذي تم التوصّل إليه مع فصائل المقاومة الفلسطينيّة بوساطة مصريّة، ووصفه بأنّه “رضوخ، يسمح لحماس بالتسلّح من جديد”.