مباراتان في موسكو: ناحوم برنياع
جرت مبارتان في موسكو أمس، إحداهما المباراة التي لعب فيها الحمر ـ السود الكرواتيون ضد الحمر ـ البيض الإنجليز، كانت رائعة، ومن أجل مثل هذه المباريات يستحق السفر كل الطريق إلى روسيا .
المباراة الثانية في الغرف المذهبة للكرملين، وقد لا تدخل صفحات التاريخ، ولكن يمكن القول إن اللاعبين خرجوا راضين.
تعادل بصفرين، إذ لا يجب تسجيل أهداف في كل مباراة.
في قمة ترامب ـ بوتين التي ستعقد في هلسنكي يوم الإثنين، ستكون سوريا أحد المواضيع على رأس جدول الأعمال. ولهذا فقد كان مبررًا لقرار نتنياهو عقد زيارة بيتية لبوتين.
لقد كان نتنياهو يرغب في عقد صفقة مع الرئيس الروسي: قبول إسرائيلي لسيطرة الأسد على سوريا مقابل تعهد روسي لإبعاد إيران عن سوريا. وهذا لن يحصل لأسباب واضحة: فقد سلمت إسرائيل منذ الآن عمليًا بسيطرة الأسد. ثم لا يمكن لروسيا إبعاد إيران، وربما لا تريد ذلك.
ومن ثم، فقد توصلا إلى صفقة صغرى: إسرائيل لا تعرقل تقدم الأسد، وكذا روسيا لا تعرقل نشاطات إسرائيل العسكرية ضد إيران.
في بداية اللقاء بينهما، مجد بوتين ونتنياهو التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والضباط الروس المرابطين في سوريا. نتنياهو جاء لتعزيز التنسيق، وقد تعزز التنسيق.
وعودة إلى استاد لوجنيكي، ممتع أن تشاهد اللاعبين المترسين الذين يخرجون أفضل ما عندهم من أعالي مدرج الصحافيين، فالنصف الأول كان متوازنًا، أما النصف الثاني وفي التمديد فقد كشفت كرواتيا عن تفوقها النوعي على الإنجليز. ثمة أحداث كثيرة قرب المرميين في المباراة، ومحب كرة القدم لا يحتاج إلى أكثر من هذا، ولكنكم لا تريدون أن تقرأوا لي تحليلات لكرة القدم.
كان لـ «يديعوت أحرونوت» ممثلون أفضل مني في الاستاد.
فضلاً عما حصل في الملعب، كان شيء مذهلًا في مدخل الاستاد الذي يحتوي على (80) ألف مقعد كلها مكتظة، ممتلئة بالجمهور الفرح، اليقظ، المنشد، الصارخ، المصفر.
احتفل الكرواتيون كل اليوم في الساحة الحمراء، وسيواصلون الاحتفال كل الطريق إلى المباراة النهائية أمام فرنسا يوم الأحد، أما الإنجليز فواسوا أنفسهم بالبيرة كل الطريق إلى الديار.
كان في الاستاد رئيسا وزراء إسرائيليان: بيبي نتنياهو، وايهود اولمرت، وبالاجمال كان هذا تمثيلاً مفتخرًا لدولة ليست على الملعب، ولكنها تبدي وجودًا دائمًا في المدرج.
في الهوامش، ثمة ملاحظة عن حاشية رئيس الوزراء؛ فحتى أمس اعتقدت أن لائحة الاتهام ضد سارة نتنياهو لا داعي لها وتعنى بالصغائر، ثم تكلف الدولة مالاً أكثر من المبالغ التي تشتبه بسرقتها، أما أمس فقد غيرت رأيي، فإذا كان هناك طفلان مريضان بالسرطان ـ وبفضل لائحة الاتهام والحملة ضد عائلة نتنياهو ـ قد نالا مشاهدة مباراة كرة قدم رائعة، فلتحيَ لائحة الاتهام.
يديعوت