من الصحافة الاسرائيلية
كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم عن خلافات حادة بين جيش الاحتلال والمؤسسة “الأمنية”، بشأن التصعيد ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بسبب الطائرات الورقية الحارقة، التي أقر الاحتلال بالعجز عن التصدي لها، كما استبعد الحد منها بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم .
ونقلت صحيفة معاريف عن مسؤولين كبار في جيش الاحتلال قولهم إنهم لن يذهبوا إلى الحرب بسبب الطائرات الورقية، وأضافت أن وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان “وجد نفسه وحيدا أمام الجميع في النقاشات التي جرت في الأسابيع الماضية حول الرد الإسرائيلي على الطائرات المحترقة في غزة“، وأوضحت أن قادة الجيش من هيئة الأركان والقيادة الجنوبية جهاز الأمن العام (الشاباك) ومجلس الأمن القومي يعتقدون أنه لا يجب الذهاب إلى حرب بسبب الطائرات الورقية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم “لا فائدة من الانجرار إلى مواجهة جديدة”، وأضافت أن ليبرمان يفكر بطريقة مختلفة ويخوض نقاشات حادة، تصل أحيانا إلى الصراخ مع قادة المؤسسة الأمنية ويطالب بعمل مؤلم ومكثف ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقادتها الكبار.
كتب المحلل العسكري عاموس هرائيل في صحيفة هآرتس تقريرا قال فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”، ووزير الجيش “افيغدور ليبرمان”، اتفقاً بالأمس على تشديد الحصار، وزيادة حدة الإجراءات العقابية ضد حماس بغزة.
قرارات “نتنياهو وليبرمان” الجديدة، تجسدت في الإعلان عن إغلاق معبر كرم أبو سالم، كحل للطائرات الورقية الحارقة، لكن هذه القرارات الجديدة، تعبر عن حالة الإحباط لدى المستوى السياسي والعسكري في “إسرائيل”، بعد الفشل في التوصل لأي حلول لظاهرة الطائرات الورقية الحارقة، واستمرار الحرائق بالغلاف.
“إسرائيل” تتأمل أن تقوم مصر بالضغط على حماس مجدداً، والعودة إلى إغلاق معبر رفح من جديد، وفي حال عدم التوصل الى نتائج، سيترتب على حماس أن تختار ما بين المفاوضات الجدية مع “إسرائيل” أو التصعيد العسكري، والكرة الآن في ملعبها.
“إسرائيل” وحماس يرفضان حتى الآن الجلوس سويا على طاولة مفاوضات مباشرة، والمفاوضات بينهم تدار بوساطة عدة أطراف، مثل قطر ومصر وألمانيا، وهذه المفاوضات تتمحور حول صفقة التبادل، وليس حول قضايا سياسية، وليس من الواضح مدى تقدمها.
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وخلال توصياتها “للكابينت”، تحدثت عن ضرورة التوصل الى اتفاقية تهدئة سياسية مع حماس بغزة، وإلا على “إسرائيل” الاستعداد لجولة قتال جديدة ضد حماس بالقطاع.
وإذا استمرت حماس بعيدة عن المفاوضات، فمن المتوقع أن تتدهور بشكل تدريجي نحو تصعيد عسكري جديد، قد يقودها إلى جولة جديدة من القتال ضد الجيش الإسرائيلي، وبعد الإجراءات الجديدة التي أعلن عنها “نتنياهو” بالأمس، فان الكرة الآن بملعب حماس.