من الصحف الاميركية
وصفت بعض الصحف الاميركية الصادرة اليوم حلف شمال الأطلسي “الناتو” بأنه الحلف العسكري الأنجح في التاريخ، مشيرة في الوقت نفسه إلى كثرة التساؤلات عما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عازم على تخريب هذا الحلف، وقالت “إن الحلف هو جوهر العالم الليبرالي بقيادة أميركا، والذي امتد الى آسيا واعتمد على شبكة من المؤسسات الدولية، بما فيها الامم المتحدة والبنك الدولي”، وتابعت “ويبقى لـ”الناتو” دور مركزي لجهة المبادرات الأمنية الأميركية الكبرى، وسط ما يشهده العالم من صعود الصين وتوسع مراكز السلطة المتنافسة من الهند إلى السعودية، وكذلك زيادة الهجرة من الشرق الأوسط وإفريقيا والاضطرابات الناتجة عن العولمة“.
ورأت نيويورك تايمز أنه “يتم إضعاف “الناتو” من الداخل، مشيرة في هذا الإطار إلى امتناع أعضاء الحلف عن دفع ما يكفي من المال على الأمور الدفاعية، فضلا عن تصاعد النزعة القومية والأنظمة الاستبدادية في دول أعضاء مثل تركيا والمجر وبولندا”، بحسب تعبير الصحيفة.
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا لرئيس مكتبها في القاهرة سودرسان رغفان، يقول فيه إن الضربات الجوية الأمريكية تقوم بقصف تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أن عناصره يقاتلون بضراوة.
ويشير التقرير إلى أن مقاتلي تنظيم القاعدة كانوا مستعدين وقد زرعوا الألغام عندما داهمتهم قوات تدعمها أمريكا، مكونة من مئات المقاتلين على متن شاحنات “بيك أب”، ومسلحين بالرشاشات الأوتوماتيكية، في الوقت الذي كان فيه متطرفو تنظيم القاعدة يرقبونهم وينتظرونهم في معقلهم الواقع بين الجبال الوعرة في جنوب اليمن.
ويلفت رغفان إلى أن أول انفجار دمر شاحنة، واستمرت القافلة في الدفع إلى الأمام، ثم جاء الانفجار الثاني خلال دقائق، حيث دمرت خمس شاحنات أخرى، وبدأ المتطرفون بإطلاق النار من أسلحتهم الثقيلة من مواقعهم المشرفة، بحسب ما ذكره خمسة شهود على كمين 10 أيار/ مايو.
ويفيد التقرير بأن حدة الحرب الدائرة بين تنظيم القاعدة والمقاتلين اليمنيين المحليين زادت خلال السنة الماضية، وغالبا دون ملاحظة أحد، ودون تغطية إعلامية كبيرة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي أعير فيه كثير من الاهتمام لحرب أهلية يمنية منفصلة، يحارب فيها ثوار شماليون حكومة معترفا بها دوليا، فإن الحرب التي تشنها القوات اليمنية المدعومة من أمريكا ضد متطرفي تنظيم القاعدة تكثفت.
ويبين الكاتب أن أمريكا قامت في السنة الأولى من رئاسة دونالد ترامب بغارات جوية ضد تنظيم القاعدة في اليمن أكثر من الأعوام السابقة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي قلت فيه الوتيرة هذا العام إلى الآن، إلا أنها أكثر مما كانت عليه في عهد الرئيس باراك أوباما، بالإضافة إلى أن هناك قوات أمريكية خاصة على الأرض، تقدم الاستشارات للمقاتلين الذين يحاربون تنظيم القاعدة، وترتب للغارات الجوية الأمريكية، وهو دور تنامى مع تصعيد الحملة الجوية ضد تنظيم القاعدة.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين في البنتاغون، قولهم بأن هذه الجهود نجحت في إضعاف تنظيم القاعدة في اليمن، الذي يعد أكثر فروع المجموعة المتطرفة فتكا.
ويستدرك التقرير بأنه في الوقت الذي تم فيه طرد المتطرفين من معاقلهم، فإن القوات اليمنية تعترف بأن المكاسب الأخيرة ضد تنظيم القاعدة غير ثابتة، حيث يقول المقاتلون اليمنيون الذي يقاتلون تنظيم القاعدة في المناطق النائية في محافظتي شبوة وأبين، إن التنظيم تحمل الغارات الجوية، ويبقى عدوا شرسا.
وينوه رغفان إلى أن المتطرفين صعدوا في الأشهر الأخيرة من عمليات الإغارة والهروب والانسحابات الاستراتيجية، وقاموا بموجة من التفجيرات والاغتيالات، واستهداف المسؤولين الحكوميين والقوات الأمنية وغيرهم، لافتا إلى أن الاشتباكات المكثفة استمرت لمدة يومين في جبال الخبر الشرقية في محافظة أبين، في أيار/ مايو، حيث اشتبك حوالي 500 مقاتل محلي ضد حوالي 30 متطرفا من تنظيم القاعدة، بحسب شهود عيان.
وتذكر الصحيفة أن خمسة مقاتلين محليين قتلوا، وجرح 19 بحسب مسؤولي المستشفيات، في الوقت الذي قتل فيه أربعة من المتطرفين، فيما فر الآخرون بعد أن تركوا خلفهم قناصين في عملية انتحارية لصد الأعداء.
ويشير التقرير إلى أن تنظيم القاعدة خسر حوالي نصف المساحة التي كان يسيطر عليها في اليمن في ذروة قوته في أواخر عام 2015، بحسب ما قاله عدد من المحللين الأمنيين، مستدركا بأن المتطرفين يبقون نشيطين في أجزاء من سبع محافظات على الأقل، بما في ذلك شبوة وأبين والبيضة وحضرموت، بحسب القوات المناوئة لتنظيم القاعدة، التي قالت إن مقاتلي تنظيم القاعدة ينشطون أحيانا في جنوب البلاد.