حراس القطيعة مع سورية
غالب قنديل
تؤكد سلوكيات بعض الطاقم السياسي اللبناني طغيان عقلية رثة متحللة من أي قيد أخلاقي أو قيمة وطنية ودينها ومعبودها ما تحصد من المال المنهوب عبر سيطرتها على مواقع السلطة وتنفعها عند السيد الأميركي وتابعه السعودي .
ولا يسقط ذلك العيب وصول هذه العينات المقيتة من الساسة لمواقعها بالانتخاب الطائفي فذلك هو السبب الأدعى لاعتبارها حالة مشينة تتحكم بالجمهور عبر غرائز متخلفة تشده اليها بالولاء الذي تدعمه آلة الفساد المنظم.
هذه القوى والكتل الرثة من النظام اللبناني تذعن للوصاية الأميركية السعودية وتتباهى بشعارات السيادة وتقيم المؤامرة تلو المؤامرة لمحاصرة المقاومة وتتشدق بالعروبة وبعدما هزم المخطط الاستعماري في سورية تراجعت مهزومة فاشلة عن منصات الانخراط في العدوان الى مخفر حراسة القطيعة ومنع التواصل مع الدولة السورية التي انتصرت.
ولأن هؤلاء يحبون الأرقام كثيرا لابد من مواجهتهم بحصاد جريمتهم ضد البلد.
كشف وزير الزراعة غازي زعيتر رقما غير بسيط عن الصادرات الزراعية عبر سورية فقال بعد تحرير معبر نصيب مع الأردن على يد الجيش العربي السوري إن الصادرات الزراعية السنوية اللبنانية عن طريق سورية تبلغ مليار دولار.
وهذا المليار يعني كتلة هامة من الشعب اللبناني تضم آلاف العمال والمزارعين وسائقي الشاحنات والتجار وهو مليار يدير عجلة الحياة في جميع المناطق اللبنانية المحرومة والمهمشة التي تعتمد على الزراعة.
القطيعة مع سورية خنقت لبنان دائما وعرضته لأزمات اقتصادية وخضات سياسية لكن ثمة من لايعتبرون امام الأوامر الأميركية السعودية.
ما الذي يمنع اتصالات عاجلة مع الشقيقة سورية بعدما فتحت الطرق الحدودية الى الأردن والعراق وهي شرايين تربط لبنان بالبلاد العربية كلها يعبرها الينا المصطافون العرب تاريخيا وتسلكها المنتجات الزراعية كما الصناعية التي يضاهي رقمها في أدنى تقدير المليار الزراعي وأكثر ويمكن رفعه بسياسة تنمية القطاع الصناعي ورفع قدرته التنافسية بدلا من سياسة اليد المرفوعة التي تفرضها الوصاية الاستعمارية الأميركية علينا بينما الولايات المتحدة تقيم الجدران الجمركية لحماية انتاجها.
تتطاحن الدول العظمى في العالم على سبل حماية صادراتها وتسهيلها وفي لبنان ساسة ومسؤولون يذعنون لمنطق الإلزام الأميركي السعودي بالقطيعة مع سورية التي تنتصر مع محورها الاقليمي والدولي الناهض.
ليسوا بلهاء بل هم متآمرون على شعبهم ووطنهم ينفذون أجندة أجنبية معادية على حساب البلد وأهل البلد.