من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
البناء: الجيش السوري يفرض شروطه بالقوة في الجنوب… والجماعات المسلحة تحتضر شرقاً وغرباً سورية تتجاهل عرض العودة لفك الاشتباك وتتصدّى للغارة على التيفور… ولبنان في الجمود الحكومي “القومي” يحيي ذكرى مؤسسه وقانصو متمسكاً بالوحدة والمقاومة… وأمل وحزب الله: حلفنا ثابت
كتبت “البناء”: تبدو كل عقد المنطقة قد تجمّعت في جنوب سورية عشية قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، وتبدو مستمرة في رسم إيقاع القمة حتى يحين موعدها. فالتفاوض يجري تحت النار وليست هناك تسويات. والجماعات المسلحة تنهار وتتشظى وتنشطر على نفسها والاتهامات بالخيانة متبادلة بين أركانها ورعاتها، وفي الميدان الحسم العسكري يتقدّم من موقع إلى موقع، فبعد معبر نصيب الحدودي وبصرى الشام وقبلهما بصر الحرير كمحطات فاصلة لمحاور شرق درعا، المدينة تدخل مرحلة الحسم بدورها مع استرداد الجيش لموقع الدفاع الجوي جنوب غرب المدينة، والمحاور الغربية للمحافظة وصولاً لحارة تعيش السيناريو الذي مرّت به مواقع الجماعات المسلّحة في محاور الشرق، وورقة النازحين تسقط من سوق الابتزاز، بعدما تمّ تأمين عودتهم من الحدود الأردنية إلى قراهم برعاية الجيش السوري حسب اعتراف الأمم المتحدة. وحال الذهول الإسرائيلية تتواصل فصولاً، حيث لا فرص لصمود أي من الجماعات المسلحة حتى في خط الحدود مع الجولان المحتل، لاسترداد الأنفاس والدخول في تفاوض. والعرض الإسرائيلي العلني بالعودة لفك الاشتباك المعمول به منذ العام 1974 حتى عام 2011 عندما أسقطته “إسرائيل” بدعم الجماعات المسلحة للسيطرة على المناطق المتاخمة للجولان المحتل واجتياح مواقع مراقبي الأندوف الأمميين، بقي عرضاً معلقاً في الهواء رغم توقعات إسرائيلية بتلقي جواب سوري فوري. وبدا أن سورية غير مهتمة بالعرض الإسرائيلي ومصممة على استعادة جغرافيتها المحتلة من الجماعات المسلحة دون تفاهم مع “إسرائيل” يطال مستقبل قواعد الاشتباك، سواء بما يتصل بمدى وحدود تمركز حلفاء سورية في المقاومة في المناطق التي يدخلها الجيش السوري، أو ما يتصل بكيفية التعامل مع جيش الاحتلال في الخطوط الحدودية.
القلق والذهول الإسرائيليان عبّر عنهما الاعتراف الإسرائيلي العلني بالانتصارات السورية وطبيعتها المبهرة، سواء لجهة السرعة أو المدى، أو لجهة درجة التنظيم والمهارة والاحترافية التي يظهرها في الميدان، ومعهما قدرة الجمع بين العمل العسكري والعمل الاستخباري والعمل السياسي لتفكيك الجماعات المسلحة بالتوازي مع خطط الهجوم العسكري، وإتقان قواعد الحرب النفسية في كل مرحلة من مراحل التقدم. وفي تعبير عن تحرّش إسرائيلي تفاوضي ورسالة غضب لغياب التفاعل مع عرضها بالعودة لفك الاشتباك بصورة تضمن أمن الحدود في الجولان المحتل، قبل بلوغ وحدات الجيش السوري النقاط الحدودية، قام الطيران الإسرائيلي بواسطة طائرات الشبح الـ”إف 35″ المسلّمة حديثاً من الأميركيين على مطار التيفور قرب حمص، فكان الرد الجاهز من الدفاعات الجوية السورية لتأكيد التمسك برفض التفاوض على شروط تتصل بمستقبل معركة الجنوب. وسجلت الدفاعات الجوية إنجازات بارزة تملّصت بإسقاط العديد من صواريخ الغارة، رغم كون الطائرات المغيرة من الأجيال التقنية المتطورة، وتمتعها بأفضل وسائل التمويه والمناورة، بينما تحدثت بعض المصادر عن إصابة إحدى الطائرات المغيرة.
الشأن الحكومي اللبناني لم يعرف جديداً إيجابياً، وتخشى مصادر متابعة أن يبقى هذا الوضع من الجمود مسيطراً على الشأن الحكومي لما بعد نهاية الشهر الحالي، بعدما صارت معادلة تشكيل الحكومة أكبر من مجرد توزيع حصص وتقدير أحجام. ودخلت العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية مرحلة من التوتر والتصعيد، لم يعد مهماً معها القول ما إذا كان اتفاق معراب لا زال حياً أم أنه مات وانتهى، وصار البتّ بالحصص الحكومية للفريقين يحتاج مبادرة رئاسية يضمن فيها رئيس الجمهورية الحد الأدنى الذي يستطيع إلزام التيار الوطني الحر بقبوله، مقابل ضمانة رئيس الحكومة لحصة الحد الأدنى التي يستطيع ضمان التزام القوات بها، سواء لجهة عدد المقاعد أو نوعية الحقائب، ويبدو وفقاً لمصادر معنية بمفاوضات التأليف أن هذه المبادرة تصطدم بالعقدة العالقة بين الرئاستين سواء ما يخصّ التمثيل الدرزي، وخصوصاً تمثيل السنة من خارج تيار المستقبل، حيث يتطلع رئيس الحكومة لمقايضة تعاونه في ترتيب الحصص المسيحية بالحصول على تثبيت حصرية تمثيله للمقاعد السنية في الحكومة، وهو ما يرفضه رئيس الجمهورية. فيما تتحدّث مصادر على صلة بالمسودات التي يتداولها الرئيس المكلف عن إمكانية حلّ العقدة المسيحية وفقاً لفصل حصة التيار عن حلفائه في تكتل لبنان القوي كحزب الطاشناق والمستقلين، وهم يمثلون ثلث نواب التكتل أي 10 نواب، والفصل بين الحصتين وحصة رئيس الجمهورية، ما يضمن تقارباً بين حصتي القوات والتيار وفقاً لمعادلة 15 نائباً للقوات مقابل 19 للتيار من جهة، وحصول التيار ورئيس الجمهورية والحلفاء في التكتل على مجموع يقارب التطلّعات، لكنّها تشترط التفاهم على التمثيل السني قبل البحث بهذه المبادرة.
بالتوازي كان الحزب السوري القومي الاجتماعي يحيي ذكرى اغتيال مؤسسه الزعيم أنطون سعاده ورحيل الأمين علي قانصو مؤكداً التمسك بالثوابت التي قامت عليها عقيدة الحزب وهي حماية وحدة النسيج الاجتماعي ومواجهة مشاريع التفتيت من جهة ومقاومة الغزو الأجنبي والمشروع الصهيوني من جهة أخرى، وفي كلمة رئيس الحزب في ذكرى الثامن من تموز تأكيد على دور القوميين في جبهات المواجهة مع مشاريع التفتيت والتزامهم خيار المقاومة، وفي ذكرى قانصو إجماع في كلمات رئيس الحزب ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد ووزير المالية علي حسن خليل على دور الحزب ومتانة التحالف الذي يجمع قوى الخيار المقاوم.
وأجمع الناشف ورعد وخليل على ضرورة ألا يتأخر تشكيل الحكومة أكثر. وفي كلماتهم أمس، خلال إحياء ذكرى أسبوع الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير الأمين علي قانصو في بلدة الدوير الجنوبية أكد المسؤولون الثلاثة أنّ البلد بحاجة إلى معالجة التحديات التي يواجهها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمالي. وهذا يتطلب المسارعة إلى تشكيل الحكومة الجديدة، باعتماد الضروري من معايير واحدة ومحدّدة، لتجد القوى السياسية بغالبيتها الواسعة تمثيلاً وحضوراً ومشاركة لها في حمل أعباء مسؤولية إدارة شؤون البلاد والعباد، ومعالجة ملفات قديمة ومستجدّة في الكهرباء والاتصالات والنفايات والمقالع والكسارات والركود الاقتصادي والعجز المتنامي، وملف النازحين وإصلاح الإدارة ومكافحة الفساد وغير ذلك من الملفات…
وبينما يطلّ الأمين العام لحزب الله الأسبوع المقبل لمناسبة ذكرى حرب تموز في 12 الحالي للحديث عن الملف الحكومي والأوضاع في المنطقة، لا سيما تطوّرات الجنوب السوري، تعود المشاورات الحكومية لتنطلق من جديد هذا الأسبوع، حيث يستأنف الرئيس سعد الحريري اليوم بالتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مشاوراته في غضون ساعات بعد عودته من عطلته العائلية. كذلك يستعيد رئيس مجلس النواب نبيه بري نشاطه في عين التينة بعد إجازة عائلية في إيطاليا امتدّت عشرة أيام.
الأخبار : الحريري لن يعتذر مهما تأخّر التأليف الرياض تستدعي البخاري
كتبت “الأخبار “: مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى بيروت، والعودة القريبة المرتقبة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، تعود عجلات التأليف الحكومي للدوران لكن هذه المرة على إيقاع سقوط تفاهم معراب بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وما ستكون له من تداعيات على المشهد اللبناني عموماً، والحكومي خصوصاً.
في هذا السياق، نقل مقربون جداً من الرئيس الحريري عنه قوله قبل مغادرته بيروت، الأسبوع الماضي، في إجازة عائلية خاصة أنه لن يعتذر عن تأليف الحكومة “مهما طال أمد التأليف”. وكشف المقربون أنّ الحريري أبلغ ذلك صراحة إلى وزير الخارجية جبران باسيل خلال آخر لقاء جمعهما. وقال الحريري إنّ العقد السياسية التي تؤخر التأليف الحكومي “ليست عندي، وقد تفاهمت مع رئيس الجمهورية ميشال عون على خريطة طريق لحلها“.
يذكر أن عون التقى عدداً من الشخصيات والأحزاب في هذا السياق، لا سيما رئيس حزب “القوات” سمير جعجع ورئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط. وقد نصح الأول بلقاء رئيس “التيار” جبران باسيل، فيما ترك مهمة إقناع الثاني بالتخلي عن مقعد درزي من المقاعد الثلاثة للحريري الذي كان قد أبلغ المقربين منه أنه يتفهم موقف جنبلاط بالكامل.
من جهة ثانية، علمت “الأخبار” أن القائم بالأعمال السعودي لدى لبنان وليد البخاري ألغى في الساعات الأخيرة جميع مواعيده ونشاطاته في بيروت، بسبب “اضطراره” للسفر إلى السعودية. وقد تردّدت معلومات أنّ الرياض استدعت البخاري، وهي تنوي تعيين دبلوماسي جديد (ضابط برتبة لواء) مكانه في بيروت.
النهار: جعجع لـ”النهار”: التفاهم لم يسقط وهذا ردّي على المتباكين
كتبت “النهار”: غداة العاصفة التي أثارها نشر وثائق “تفاهم معراب” وحرب السجالات التي اشتعلت بها وسائل الاعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار طرفي التفاهم “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، ماذا تراه يقول رئيس حزب “القوات” سمير جعجع في تداعيات ما اعتبر سقوطاً نهائياً لتفاهم معراب؟
في حديث الى “النهار” مساء أمس بدا جعجع جازماً في سباحته عكس الانطباعات المعممة عن سقوط التفاهم ومفاعيله السياسية اذ بدأ حديثه قائلا رداً على سؤال: “لا أوافق القول بسقوط تفاهم معراب مع انني أتلمس فداحة ما حصل في الايام الاربعة الاخيرة وهذا أمر مؤسف جداً وينعكس سلباً ليس فقط على الوضع المسيحي وانما على البلد كلا في حين ان البلاد في حاجة الى تجميع القوى أكثر فأكثر وليس تفريقها. انه أمر مؤسف وأنا شخصياً سأضع كل ثقلي لنعيد ترتيب الامور لان المصلحة العامة تقتضي ذلك بأسرع وقت. ولكن لدي ملاحظتان أو ثلاث ملاحظات حيال ما حصل في الايام الاخيرة لا بد من تسجيلها.
أولاً لاحظنا انه كثر البكاء على الاطلال من جانب جماعات لم يحالفها الحظ في الانتخابات النيابية الاخيرة وراحوا يتكلمون عن تفاهم معراب كأنه محاصصة سياسية وتقاسم مصالح شخصية وحصرية ولا شيء غير ذلك. رداً على هؤلاء أقول إنهم قرأوا آخر صفحة من الاتفاق ولم يقرأوا الصفحات التي ما قبلها والتي تتضمن اساس الاتفاق وجوهره والذي هو مشروع سياسي. انا قرأت النقاط العشر الاساسية فيه على مسمع الشعب اللبناني بأسره يوم أعلنا التفاهم من معراب مع العماد ميشال عون. اما آخر صفحة منه فكان طبيعيا ان تتضمن هذا الجزء من الاتفاق الذي يتعلق بالسلطة الجديدة. لكن بعض البكائين على الاطلال تجاهلوا انهم خربوا الدنيا من اجل الحصول على كم صوت وصاروا الان طوباويين وراحوا يتحدثون عن الحصرية والالغائية، علما ان “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” حصلا وحدهما في المناطق التي ربحا فيها على أكثرمن 80 في المئة من النتائج وكل الاخرين حصلوا على 20 في المئة.
الملاحظة الثانية تتعلق باثارة موضوع استقالة الرئيس سعد الحريري ونسي هؤلاء أمراً أساسيا وجوهرياً أيضاً في اتفاق معراب هو ان نضمن وجود الحريري على رأس الحكومة في كل العهد من خلال ما نص عليه الاتفاق باحترام الفريق الاكثر تمثيلاً لدى الطائفة السنية أي “تيار المستقبل”، اذ كنا نفترض مسبقاً ان الحريري سيكون دوماً في هذا الموقع، والحال ان الرئيس الحريري يعرف مصلحته اكثر من المتباكين عليه. فأين كنا ضد العهد بموقفنا هذا؟
إقالة 18 ألف موظف قبل رفع الطوارئ.
النقطة الثالثة إن يقال ان “القوات اللبنانية” نكثت بالاتفاق مع العهد فأين حصل ذلك؟ مع العهد يعني مع العهد ومع الرئيس في بعبدا فاي سياسة من السياسات الكبيرة للعهد لم نقف معها ؟ هذا لا يعني ان لا نناقش أي وزير حتى لو أخطأ ولو كان من فريقنا. اذا كنا اعترضنا على ملف بواخر الكهرباء والمناقصات هل نكون ضد العهد ؟ البعض يخلط بين سياسات العهد وتأييدها ومناقشة ملفات. ثم ان آخر فقرة في التفاهم تنص على ان الكتلتين تشكلان لجنة مشتركة لتضع تصورا موحدا للعهد وتدعمه فأين هي اللجنة اًلتي لم تشكل بعد؟”.
وشدد جعجع ردا على سؤال عن امكان ترميم التفاهم على “اننا بصراحة نجرب كل يوم من جديد لأننا متمسكون بهذا الاتفاق اًلى الاخر ومستعدون للنقاش في كل نقطة”. ولفت الى انه “اليوم والبارحة جاءتنا بِعض المؤشرات الإيجابية من الوزير جبران باسيل وان شاء الله تترجم عملياً”.
اللواء: شظايا “تفاهم معراب” تفاقم العُقَد عشية قمّة هلسنكي! محرّكات التبريد تبدأ بلقاءات رئاسية.. وباسيل منشغل بالمونديال.. وبكركي تتدخَّل
كتبت “اللواء”: ما طبيعة العقد التي تحيط بملف تأليف الحكومة؟ هل هي مسيحية تتصل “بتفاهم معراب” ومآله الوخيم، وبسرعة قياسية انتهت مفاعيله بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، أم بالعقدة الدرزية، أم بعقدة تمثيل سنة 8 آذار، أم تكتل النائب السابق سليمان فرنجية الذي يطالب بوزيرين؟
المعلومات تتحدث عن ان المشكلة خارجية أكثر منها داخلية، وهي تتصل اساساً بموقع لبنان ودوره في مرحلة إعادة بناء مواقع النفوذ الإقليمي والدولي، على بعد مسافة أسبوع على قمّة هلسيكي بين الجبارين الأميركي والروسي..
الأوساط القريبة من الرئيس سعد الحريري، استبقت عودته بوصف عقد تأليف الحكومة بالسياسية وبالاحجام، والجنوح التمثيلي للقوى المتصارعة على نقاط ومسائل تتعدّى الشأن الوزاري بحدّ ذاته..
ولم تخف هذه الأوساط اعتقادها بأن المهمة الملحة للرئيس المكلف غداة عودته هي الاجتماع مع الرئيس ميشال عون والبحث في كيفية تبريد الأجواء، والانصراف من ثم إلى مقاربة جديدة، وفقاً لمعايير معتمدة لوضع مسودة جديدة للتأليف الحكومي.
ولدى الرئيس المكلف في السراي الكبير سلسلة مواعيد اليوم على ان تشمل لقاءاته الملف الحكومي، لا سيما بعد عودة الوزير باسيل من اجازته أيضاً.
ولئن كان من المتوقع ان يلتئم شمل المعنيين بالتأليف، بالعودة إلى البلاد، من اجازات الاستجمام واللقاءات العائلية، البعيدة عن الصخب السياسي وهموم السياسة اللبنانية القاتلة، فإن مصدراً نيابياً في 8 آذار لا يتوقع، رداً على سؤال “اللواء”، حدوث اختراق يذكر على الصعيد الحكومي.
المستقبل: يترقب لقاء الحريري هذا الأسبوع.. ويعتزم دعوة الهيئة العامة لانتخاب اللجان وتدارس الوضع الاقتصادي بري “منزعج”: ارحموا البلد
كتبت “المستقبل”: تستأنف مشاورات التأليف حركتها هذا الأسبوع مع انتهاء العطلة الرئاسية الصيفية، لتعود الحرارة إلى خطوط التشاور مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري خلال الساعات المقبلة إلى بيروت حيث وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري ونقل عنه زواره لـ”المستقبل” أمس أنه “منزعج” للتأخر الحاصل في تأليف الحكومة نتيجة التناتش الدائر على الحصص الوزارية قائلاً: “ارحموا البلد والناس والاقتصاد”.
وفي هذا الإطار، عبّر بري أمام زواره عن امتعاضه من عدم الارتقاء السياسي إلى مستوى التحدي المتربص بالاقتصاد الوطني، لافتاً إلى أنّ الفوائد المصرفية على الليرة اللبنانية ناهزت الـ17% وعلى الدولار الـ11%، وسأل: “إلى متى سيبقى المصرف المركزي مضطراً للتدخل لحفظ الاستقرار النقدي والمالي”؟، ملمّحاً في المقابل إلى أنه يعتزم دعوة الهيئة العامة في المجلس النيابي للانعقاد في الفترة المقبلة لانتخاب اللجان النيابية ومن ثم دعوتها لتدارس الوضع الاقتصادي والأوضاع العامة في البلاد.
وللوقوف على آخر مستجدات ملف تأليف الحكومة، أشار رئيس المجلس إلى أنه يترقب لقاء الرئيس المكلف خلال هذا الأسبوع للتشاور معه والتبصّر “لوين واصلين” بحسب تعبير بري الذي جدد التأكيد على أنه “جاهز للمساهمة بكل ما يُطلب منه” في سبيل محاولة تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة العتيدة، وقال: “كتلة التحرير والتنمية مؤلفة من 16 نائباً ولم أطلب أكثر من 3 وزراء ولا طالبت بتمثيلنا بوزراء من طوائف أخرى رغم أنّ كتلتنا فيها من التنوّع ما يخولنا ذلك، نريد تسهيل الأمور لكي تُبصر الحكومة النور ولا نريد وضع العصي في دواليبها”.
الجمهورية : الأزمة مفتوحة : معايير وأحجام وصلاحيات.. وبري يُلوِّح بجلسة لمناقشة أسباب التعطيل
كتبت “الجمهورية”: يفترض أن يشكّل الأسبوع الحالي فرصة لانطلاقة متجددة على خط التأليف، ولكن في ظل العقد المتراكمة على هذا الخط، يضعف الأمل في بلوغ إيجابيات تُدخل الحكومة الضائعة حتى الآن في لحظة المخاض واحتمال الولادة الوشيكة.
عاد رئيس مجلس النواب نبيه بري من زيارته الايطالية، وكانت أجواؤه تعكس انتظاراً لِما سيستجِدّ على خط التأليف، ليبني على الشيء مقتضاه كما يقول، ذلك انّ فترة الايام العشرة التي غابها عن لبنان، لم تبدّل في الواقع السلبي للتأليف، الذي تركه بري على هذه الصورة وعاد فوجد الصورة السلبية ذاتها.
مسودة جديدة؟ وينتظر ان تكتمل عودة المسافرين الاسبوع الحالي، بعودة الرئيس المكلّف سعد الحريري ايضاً في الساعات المقبلة، ربما اليوم او غداً. وسبقت عودته تأكيد لقاءين سيعقدهما مع كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب، كذلك سبقته إشارات لم تتأكد بأنه سيقدّم لرئيس الجمهورية مسودة جديدة لحكومته الثلاثينية، ووفق معايير تمثيلية يمكن ان تحظى بتوافق الاطراف حولها.
مصادر رئاسية اكدت لـ”الجمهورية” انّ إمكانية اللقاء بين الرئيسين عون والحريري طبيعية وواردة في اي وقت، لكن في ما خصّ اللقاء المقبل بينهما، وبصرف النظر عن موعد حصوله، لا معطيات في القصر الجمهوري حول ما يمكن ان يطرحه الرئيس المكلّف. والصورة نفسها في عين التينة، حيث ينتظر الرئيس بري عودة الحريري وما سيطرحه عليه ليبني على الشيء مقتضاه.
ولفتت المصادر الى أنّ استمرار الوضع على ما هو عليه لن يطول، ولا بد من خطوة ما ستتخذ في وقت قريب بانتظار ان يكتمل حضور المسؤولين وبدء الاتصالات التي سيستأنفها رئيس الجمهورية في الوقت المناسب، من دون الكشف عن ماهية هذه الإتصالات ومضمونها.
بري: جلسة مناقشة
وقال بري أمام زواره: وضع البلد ليس على ما يرام، وسبق ان حذّرت من الوضع الاقتصادي الصعب والسيئ، واقول مجدداً انه لا يجوز ان يستمر هذا الوضع على ما هو عليه، وعلى هذا السوء الذي وصلنا اليه.
اضاف: ماذا نستفيد ويستفيد البلد والناس من انهيار الوضع الاقتصادي، الوضع سيئ واكثر من سيئ، ولا بد من مواجهته بما يتطلّب، لا يجوز ابداً الهروب من المسؤولية. اقول ذلك للجميع من دون استثناء، واؤكد انه لا بد من العمل على تشكيل الحكومة بشكل سريع.
وذكّر بري “اننا من البداية قدّمنا كل تسهيل لتشكيل الحكومة، واعتقدنا في لحظة معينة انّ الجو كان لتأليف سريع للحكومة، لذلك بادرتُ الى تأجيل انتخابات اللجان النيابية الى ما بعد تشكيل الحكومة الذي افترضنا انه لن يكون بعيداً. ولكن الآن وكما يبدو، الأمور في مكانها. وأمام هذا الوضع أجدني اؤكد انه اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فسأبادر اولاً الى دعوة مجلس النواب الى عقد جلسة انتخابية عامة لانتخاب اللجان النيابية بما يكمل هيكلية المجلس الذي لا يجوز ابداً ان يبقى مشلولاً، واذا اقتضى الامر أدعو الى جلسة مناقشة عامة لكل هذا الوضع، الذي يطال بسلبياته كل شرائح المجتمع اللبناني، هذا الوضع برسم الجميع حكومة ومجلساً وكل القوى السياسية.
وحول المعايير التي يفترض أن تتّبَع في تأليف الحكومة، قال بري: لا اريد ان ادخل في التفاصيل، ولكن يجب ان تكون المقاييس واحدة على الجميع. وعمّا يتردد عن دور ما للخارج في تعطيل تأليف الحكومة، قال بري: لا علم لي، ولا اريد ان اتكلم بشيء لا أملك ما يؤكده.