فورين بوليسي: دعم أميركا للسعودية والإمارات يفاقم كارثة اليمن
يحاول مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث حاليا التوسط بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين في الوقت الذي تحذر فيه منظمات العون من كارثة مقبلة جراء القتال في الحديدة .
وتخشى منظمات العون أن يتسبب ذلك القتال في توقف ميناء الحديدة الذي تتم عبره 70% من واردات البلاد، حيث يوجد 8.4 ملايين نسمة على حافة المجاعة، وأكثر من هذا الرقم يعتمدون على المعونات الإنسانية.
وقال السفير الأميركي المتجول السابق الخاص بجرائم الحرب ستيفن راب إن اليمن يواجه حاليا كارثة إنسانية واسعة ووشيكة، مضيفا في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” أثناء مؤتمر حول اليمن نظمه مركز ستمسون بواشنطن؛ أن “اليمن في مرحلة حرجة حاليا.. إذا استمرت فيها معركة الحديدة فإن الكارثة لا محالة واقعة“.
وتقول المجلة إن غريفيث لديه فترة قصيرة للغاية للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، قبل أن تستأنف القوات الإماراتية وحلفاؤها تقدمهم نحو الميناء الذي يسيطر عليه الحوثيون الآن.
وأضافت أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تواجه ضغوطا متزايدة لكبح دعمها العسكري للتحالف في اليمن، وسط تزايد الإصابات البشرية ومزاعم جديدة بوجود سجون سرية تديرها الإمارات حيث يتم اغتصاب النزلاء وتعذيبهم جنسيا.
وكانت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان قد وصفتا هذه الانتهاكات بأنها “مربكة“.
وبينما يستمر دعم واشنطن للسعودية والإمارات في اليمن، يتضاءل صبر الكونغرس.
وهدد بوب ميننديز عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي التي تشرف على مبيعات السلاح؛ بوقف صفقة مع السعودية والإمارات لبيعهما أكثر من 120 ألف طقم لأدوات ذخيرة موجهة ودقيقة التصويب يمكن استخدامها في اليمن تبلغ قيمتها نحو ملياري دولار.
وأوضحت “فورين بوليسي” أن طلبات الذخيرة هذه جزء من صفقة دفاعية بقيمة 110 مليارات دولار تم الإعلان عنها خلال زيارة ترامب إلى السعودية العام الماضي.
وعبر ميننديز في رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي عن قلقه من أن السياسات الأميركية تساعد في إطالة أمد الصراع الذي تسبب في أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
وأشارت المجلة إلى أن الكونغرس يستعد لمناقشة تشريع في نسخة السياسة الدفاعية لعام 2019 بمجلس الشيوخ؛ يسعى لوقف المشاركة الأميركية في الحرب اليمنية بشكل عام.