الصهاينة يهربون عند المجابهة
غالب قنديل
وفرت لي السنوات الماضية فرصة مهمة لاختبار ساحة المواجهة ضد العدو الصهيوني في دوائر قوته المزعومة وفق رواية العقول العربية المهزومة فاطر الشراكة المتوسطية جعلت جسرا لترويج العلاقات بين العرب والكيان الصهيوني وتصويرها قدرا جغرافيا لا مفر منه وربما لو كنت عضوا في المجلس الوطني للاعلام عند طرح فكرة الانضمام الى الشبكة المتوسطية لكنت أميل الى الرفص مبدئيا …
جاءت التجربة لتثبت أن توافر الوعي والارادة يحدث فرقا وقد يحول المشاركة الى منبر يتفوق فيه الوطنيون على العدو ويهزمونه.
خلال سنوات ومع كل انعقاد للشبكة المتوسطية نقوم بدراسة الموقف الذي سنعرضه وتجري التحضيرات بمشاركة وفد المجلس الذي ضمني غالبا مع الزميل حسن حمادة وبالتشاور مع الرئيس عبد الهادي محفوظ ونائبه الزميل ابراهيم عوض وكل من امين السر فؤاد دعبول والزميل بول خليفة حيث قمنا مع كل اجتماع باعداد مضبطة محدثة وموثقة لادانة الجرائم الصهيونية في فلسطين المحتلة وضد لبنان وسورية ومنذ أعوام يغيب الصهاينة عن الشبكة هربا من المطاردة اللبنانية التي اثارت تعاطفا وتجاوبا لدى بعض الوفود المشاركة من اوروبا الجنوبية خصوصا اي قبرص واليونان وايطاليا واسبانيا التي تشاركنا في ادانة العدوانية الصهيونية وتبني قضية فلسطين وقد تجاوبت مع جهودنا لشرح حقيقة العدوان على سورية ولفضح تورط الاعلام الغربي في هذا العدوان الكوني وقد خضنا مواجهات كثيرة أشعرت الصهاينة ومن يروجون لهم ويماشونهم باليأس من تحقيق اي مكسب.
اداة مواجهتنا كانت الوقائع الموثقة في تقارير ومذكرات معدة باللغات العربية والفرنسية والانكليزية وزعت على الحضور ولم تنجح محاولات طمسها والتهرب من النقاش الذي سعى اليه بعض ممثلي الدول الغربية الذين واجهناهم دائما في الشأن الفلسطيني وجرائم العدو وفي ملف حجب المنار وقمع حرية الاعلام اللبناني في التعبير عن قضية وطنه.
من الخطأ منهجيا تضخيم الوهم حول فاعلية الصوت المقاوم في اي محفل دولي او اقليمي لكن قيمة المنبر في فضح العدو ومطاردته ايضا مهمة مع التقيد الدائم بتعليمات الرفض التام لاي مصافحة او تخاطب او تواصل حتى بالنظر مع ممثلي قتلة الأطفال وغاصبي فلسطين العربية.
استطعنا في أسوأ الظروف تحقيق معادلة قوة رغم غياب المشاركة العربية التي حيث حصلت جلبت وفودا كان يستميت بعضها على اي احتكاك او اتصال بالصهاينة حين يحضر احد منهم.
تجربة مهمة نعتز بها ولا نطلب عليها ثناءا أو تقديرا وبالأصل لم يكترث اي مسؤول لبناني بما نقوم به . بل أكثر من ذلك اعتقد ان تلك المبادرات حركت ضدنا مؤامرات كثيرة وهي المحرك الفعلي للكثير من الحملات على المجلس الوطني للاعلام. لكني اعرض الوقائع فقط لأسجل امام الرأي العام حقيقة ان مسؤولين لبنانيين مقاومين اتخذوا مبادرات في مجابهة العدو الصهيوني ضمن حدود صلاحياتهم الضئيلة ودون رعاية أحد في الدولة بل وفي ظل تعرضهم لحملات وهجمات ظالمة وقد فرضوا على العدو التقهقر والهرب وناصروا شعب فلسطين المقاوم والمقاومة اللبنانية بكل اباء وشرف.