ديرشبيغل: هل حقا يسعى ترامب للإطاحة بميركل؟
تحت عنوان “العدو في برلين” قدم كريستوف شويرمان المحلل السياسي بمجلة دير شبيغل الألمانية تفسيرا جديدا لمحاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة لإقحام نفسه بشكل غير مألوف بالسياسة الداخلية الألمانية، ومحاولته “بسعادة وغضب مدمر لإحداث تغيير سياسي في برلين يطيح بالمستشارة أنجيلا ميركل من منصبها “.
وكتب شويرمان بعدد الأسبوعية السياسية الجديد أن ترويج ترامب لإحصائيات شرطية زائفة عبر تغريدات له على تويتر عن ارتفاع معدلات الجريمة بألمانيا بنسبة 10% منذ فتح أبواب البلاد أمام طالبي اللجوء في خريف 2015، يتجاوز الخطأ والتدليس إلى كونه يمثل “خسة وسوء طوية“.
ورأى الكاتب أن هذه التغريدات عكست اعتماد الرئيس الأميركي على تكتيك الاستفزاز المتعمد، وعمله بمزيج من السعادة والغضب التدميري لإحداث تغيير بأعلى منصب سياسي بالعاصمة الألمانية، واعتبر أن ما فعله ترامب مثل باعثا للانزعاج الشديد لأنه أقحم نفسه بشأن داخلي لألمانيا الدولة التي لم تكن دائما حليفا مريحا، لكنها ظلت على الدوام شريكا موثوقا فيه للولايات المتحدة.
وأوضح شويرمان أن هجوم الرئيس الأميركي استهدف المستشارة أنجيلا ميركل مباشرة، لأنه استشاط غضبا من نشر الحكومة الألمانية صورة له مع قادة قمة الدول السبع الكبرى بدت فيها ميركل بمظهر الند له، وفسرها كثيرون بأن المستشارة الألمانية ظهرت فيها كموبخة لساكن البيت الأبيض.
ولفت المحلل السياسي إلى أن نشر هذه الصورة أرغم ترامب الذي لا يكره شيئا مثل كراهيته لكل ما يسيء إليه ويهينه علانية، على نشر صوره الخاصة التي كتب معلقا عليها أنه وجد أفضل تفهم من القادة المشاركين بقمة السبع الكبرى.
ونشر كريستوف شويرمان تصوره حول خلفيات تغريدات ترامب -التي رأت فيها برلين تدخلا غير مسبوق بشؤونها الداخلية- بوقت تشهد فيه ألمانيا تصعيدا غير مسبوق بين ميركل وحزبها المسيحي الديمقراطي، ووزير داخليتها ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري هورست زيهوفر، بسبب اختلافهما المستمر منذ أسبوعين بشأن طرد طالبي اللجوء على الحدود الألمانية.
وقال شويرمان إن ترامب يراقب برضا وحبور هذا الشرخ الحالي بالسياسة الداخلية الألمانية، في حين يعمل سفيره ببرلين ريتشارد غيرنيل على تعميق هذا الانقسام باستقباله لمنافسي ومعارضي ميركل الداخليين والخارجيين، مثل السياسي المصنف من أقصى يمين حزبها المسيحي الديمقراطي ينس شبان والمستشار النمساوي سباستيان كورتس وإطرائه لهم.
وأضاف الكاتب أن إدارة ترامب لا تحتقر أحدا قدر احتقارها للمحافظين المعتدلين من أمثال ميركل الساعين للحلول الوسط والتوازن والعقلانية، وخلص إلى أن ألمانيا التي تعتمد على الولايات المتحدة باتت مطالبة الآن لتكييف أوضاعها بالتعامل مع رئيس أميركي يعمل بنشاط وعلنية على زعزعة استقرارها الداخلي.