استهداف إبراهيم أم إيران فوبيا؟: ناصر قنديل
– فجأة أثارت قضية كيف يتمّ تسجيل دخول الإيرانيين إلى لبنان زوبعة لم تهدأ فصولها بعد، وصار وزير الداخلية نهاد المشنوق بطل فريقه المأخوذ بأكذوبة ادّعاء الدفاع عن السيادة في التصدّي لقرار السماح للإيرانيين بتسجيل دخولهم إلى لبنان وخروجهم منه دون ختم جوازات سفرهم، والاكتفاء بالختم على البطاقات المرفقة بالجوازات، وبتدوين بيانات الدخول والخروج على الأجهزة الإلكترونية واللوائح المعتمدة في الأمن العام لهذا الغرض .
– الأمر بذاته كان سيُعتبر سخيفاً لو اتصل بغير الإيرانيين، وهو يمكن أن يحدث بصورة طبيعية مع كلّ مسافر يطلب ذلك، تفادياً لإرباك يسبّبه له ختم جواز سفره في أيّ بلد، أما إذا كانت المعاملة هذه مع الخليجيّين فسينال المدير العام للأمن العام تنويهاً من وزير الداخلية، لأنه يثبت عروبته لا فارسيته، في فحص الدم المفتوح الذي يُجريه المشنوق للبنانيين منذ ندائه الشهير في الانتخابات النيابية لمنع وقوع العاصمة بيد الفرس.
– بصورة طبيعية يسبّب إشهار زيارة لبنان إحراجاً لرجال الأعمال الإيرانيين الذين يسافرون إلى أوروبا والخليج، حيث تتوقف أجهزة الأمن الخليجية، خصوصاً أمام هذا الإشهار بصفته علامة على فرضية قيامهم بنشاط يخصّ دولتهم، وليس بصفته نشاطاً اقتصادياً أو سياحياً، علماً أنّ التعاون الأمني اللبناني الخليجي أو اللبناني الأوروبي، وعبر الأمن العام اللبناني نفسه، يتيح في حال الاشتباه الحصول على أيّ معلومات عن أيّ مسافر زار لبنان، أكان إيرانياً أم غير إيراني.
– إيران فوبيا تنتشر بصورة مبرمجة. وهذا واضح، لكن له تفسير واحد، فمصدره ليس أميركا ولا دول الخليج، فهو صار مرضياً منذ صار حزب الله قوة يُحسَب لها الحساب على أمن «إسرائيل»، وتمّت شيطنة حزب الله وبسببه شيطنة إيران كداعم له، وليس العكس، فصار ذكر حزب الله يومياً على لسان الرئيس الأميركي، أيّ رئيس أميركي. وصار عنوان العقوبات على إيران، والخروج من التفاهم النووي معها واحداً، التضييق على حزب الله، وكرمى لعيون «إسرائيل» تجنّدت أقلام ومواقع وأسماء وصفات، وزارية ونيابية ورئاسية لتشترك في هذه الشيطنة. والمهمة لها وظيفة واحدة، خوض معارك «إسرائيل» بالوكالة، وتلبّس الذين يؤدّون الأدوار أدوارهم لدرجة باتوا يتوهّمون أنهم يفعلون ذلك لحساب بلدانهم سواء كانت في الخليج أم في لبنان، دون السؤال لمرة، وما هي خسارة لبنان والخليج إذا أصاب «إسرائيل» الذعر؟
– تحت الطاولة ثمة من يقول إنّ هناك رسالة سرية وصلت للبعض، تقول إنّ عودة النازحين السوريين خط أحمر، ولو اقتضى ذلك تعطيل قيام حكومة في لبنان، وإنّ تتمة هذه الرسالة تشير إلى المدير العام للأمن العام كبطل لملف إعادة النازحين، بعدما قالت المعلومات المرفقة بالرسالة المذكورة إنه سينجح بإعادة مئة ألف على الأقلّ من النازحين حتى نهاية هذا العام، إذا تُرك يُنجز الخطوة الأولى، وأنّ المطلوب كما ذكرته الرسالة يختصر بثلاث كلمات، أوقفوا هذا الرجل.
– الحكومة معطّلة حتى إشعار آخر، لكن عودة النازحين ليست معطلة. وهذا يُسقط المهمة التي ينشدها الذين عطلوا تشكيل الحكومة. والمطلوب إتمام المهمة. فالتشويش على اللواء عباس إبراهيم ومهمة إعادة النازحين يتقدّم على المسألة الحكومية، لكن هناك من وجّه رسالة معاكسة تقول إذا كنتم لا تريدون عودة بالتنسيق مع الحكومة السورية، وتأتيكم المستشارة الألمانية تحمل رسالة مالية لإبقاء النازحين في لبنان، فتعالوا بدلاً من الانقسام اللبناني حول ملف النازحين السوريين نقول لميركل معاً، إنّ خطتنا هي إعادة نصف مليون نازح العام المقبل ولا مانع لدينا من تغيير وجهة سفرهم نحو أوروبا بدلاً من سورية. فهل تقبلون للأسباب ذاتها التي تطلبون من لبنان عدم السماح لهم بالعودة، وليس في أيّ بلد أوروبي نسبة ضئيلة من الأعداد التي يستضيفها لبنان. وفي المقابل لدى هذه الدول الأوروبية إمكانات جغرافية واقتصادية تؤهّلها لاستيعاب أضعاف ما لدى لبنان؟