معركة الحديدة تحدد وجهة الحرب اليمنية حميدي العبدالله
أعلن «التحالف العربي» بقيادة المملكة العربية السعودية عزمه على السيطرة على مدينة الحديدة, وواضح أن المخطط السعودي المدعوم من الولايات المتحدة يقوم على بدء المعركة العسكرية بالتزامن مع تحرك سياسي ودبلوماسي يقوده المبعوث الدولي إلى اليمن بهدف إقناع حركة أنصار الله وحكومة صنعاء بتسليم ميناء الحديدة إلى قوات دولية لتجنب كلفة معركة السيطرة على الحديدة, ولإحكام الحصار على المدن الأخرى, ولاسيما صنعاء بعد انتزاع المدينة من سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
بهذا المعنى فإن رهان الرياض وحلفائها ينصب على واحد من أمرين, الأول الضغط على الجيش اليمني واللجان الشعبية لتسليم المدينة, وفي حال فشل ذلك تكون السيطرة عليها بالقوة العسكرية, ولهذا تم حشد قوات كبيرة, وتم رفض النداءات التي دعت إلى عدم شن معركة عسكرية في المدينة, والتحذير من مغبة الإصرار على خوض المعركة.
حتى هذه اللحظة, بدأ «التحالف العربي» المعركة وحقق بعض التقدم, ولكن على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة أيام على المعركة, وعلى الرغم من كثافة النيران والقوات الكبيرة التي تم حشدها, إلا أنه لا تلوح في الأفق إمكانية لتحقيق السيطرة على المدينة بالسرعة التي ربما كانت تتوقعها قيادة قوات «التحالف العربي». واضح إذا نجحت قوات «التحالف العربي» في السيطرة على الحديدة, فإن الحرب في اليمن ستتحول إلى حرب طويلة الأمد وستتراجع بقوة إمكانية التوصل إلى حلول سياسية للأزمة اليمنية على غير ما تقوله قيادة قوات «التحالف العربي», لأن السيطرة على الحديدة سيدفع هذه القوات إلى التمسك بحلول هي أقرب إلى طلب الاستسلام من حركة أنصار الله وحلفائها, ومن الجيش اليمني واللجان الشعبية. وبديهي أن قيادة حركة أنصار الله, سوف ترفض مثل هذه الحلول, ولن توافق عليها, لأن الموافقة عليها ستعني استئصال حركة أنصار الله وفرض نظام تحت وصاية المملكة العربية السعودية وحلفائها.
لكن في المقابل إذا فشل «التحالف العربي» في السيطرة على مدينة الحديدة, فهذا يعني هزيمة عسكرية كبرى للتحالف, وهذا سيقود بدوره إلى تزايد الضغوط على التحالف العربي لقبول تسوية عادلة للأزمة القائمة في اليمن, لتدارك مزيد من الخسائر والاستنزاف, ومن أجل وضع حد للمأساة الإنسانية التي يعاني منها اليمن.
بسبب كل ما تقدم فإن معركة الحديدة هي التي ستحدد وجهة الحرب اليمنية.