العروبة تنهض بانتصار الأسد
غالب قنديل
تمثل فصول الانتصار السوري وتعافي الدولة الوطنية السورية والشعب العربي السوري محطة فاصلة في مسار حركة التحرر العربي من الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية وحيث يمثل نهوض القوة السورية في جميع المجالات نقطة انطلاق لاستنهاض العروبة كرابطة قومية تحررية وهو ما يطرح تحدي تجديد الفكرة القومية وإنهاض التيار العروبي في المنطقة بلغة جديدة وبرؤية معاصرة.
لأن سورية هي قلعة العروبة وقلبها الخفاق شنت عليها الحروب وفرض عليها الحصار ولأن سورية كمجتمع مقاوم يتمسك باستقلاله الوطني تعبر عن النسيج الوطني المتعدد في تكوينه وحيث العروبة هي علامة الجمع والهوية الجامعة التي تتسع لجميع عناصر الطيف المجتمعي والمعتقدي بينما يمثل ما يسميه علماء الاجتماع بالهويات الجزئية عنصر تفتت وقسمة في المجتمعات المتعددة وهكذا تشكل العروبة السورية هوية جمع واندماج ومواطنة وشراكة حية في الحياة الوطنية وهي لذلك قرينة العلمانية في بوتقة الدولة الوطنية والحياة الوطنية.
أصرت القيادة السورية على التمسك بعلمانية الدولة لأنها مدركة وواعية لخبرة التاريخ وتشهد من حولها ما جلبته طائفية النظام السياسي من ويلات على لبنان والعراق فتلك الوصفة التي رفضها الرئيس بشار الأسد بحزم هي عنصر اضطراب وقلق مستمر وبوابة للتدخلات الأجنبية وللوصاية الاستعمارية من شقوق البنية السياسية والمجتمعية المضطربة.
لم يكن مصادفة إرساء الصيغ الطائفية للحكم في زمن الانتداب الاستعماري الذي شهد اغتصاب فلسطين ولا هي مصادفة ان تكون وصفة بريمر وصيغته لدستور العراق قد استنسخت النظام الطائفي اللبناني ولاهي صدفة كذلك جميع الاقتراحات المشابهة التي سعت الولايات المتحدة وسائر شركائها في دول العدوان لتسويقها في كل المفاوضات التي شهدت بحثا بما يسمى الحل السياسي السوري فالطائفية هي وصفة لإضعاف الدولة الوطنية المركزية لزعزعة الاستقرار وانتهاك الاستقلال بتدخلات لا تنقطع في الشؤون الداخلية ولإباحة سلوكليات الاستقواء بالخارج في كل شأن داخلي يختلف عليه.
من البوابة الطائفية تمكن الحلف الأميركي الغربي الصهيوني ومنظومته في المنطقة من اعتراض الحسم الوطني في لبنان والعراق عبر فرض صيغة للسلطة تقوم على المساكنة والتقاسم بين القوى المحلية المنتمية إلى محوري الهيمنة والمقاومة على مستوى المنطقة بحيث تتحول الشراكة السياسية في الحكم إلى شراكة بين وطنيين مقاومين وخونة مرتبطين بالاستعمار الأميركي الغربي وبعملائه في المنطقة وتصبح البرامج والأولويات الوطنية أسيرة المساومات والضغوط في جميع القضايا والعناوين المصيرية ليبقى الاستقلال منقوصا ولتستمر التنمية مشوهة متعثرة ولتتحول الدولة إلى بينة كسيحة يحكمها التقاسم الطائفي وتوزيع الحصص بدلا من تركيز الجهود في خدمة الشعب والوطن والتباري لتحقيق الأفضل.
انتصار الدولة الوطنية السورية سيكون تحولا كبيرا في معادلات القوة وسيشع حكما نحو العراق ولبنان وفلسطين والوطن العربي بأسره وزعامة الرئيس بشار الأسد في هذا المخاض هي في حالة صعود تاريخية تشبه تجربة الزعيم جمال عبد الناصر بعد انتصاره على العدوان الثلاثي .
الفصول الباقية من ملحمة الصمود السورية ومن حرب المقاومة والتحرير التي تخوضها سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد ربما هي الأشد صعوبة وتعقيدا خلافا لما يظن الكثيرون فبعد سحق العملاء والوكلاء بات التحرير الشامل للتراب الوطني رهنا بالانتصار على الاحتلال الأميركي والاحتلال التركي وبالردع المتصاعد للكيان الصهيوني وبتقطيع أذرع هذا المثلث المعادي فوق كل حبة تراب سورية.
صارح الرئيس بشار الأسد شعبه والرأي العام العربي وسائر الحلفاء في حديثه لقناة العالم بتلك الحقيقة عندما لخصها بعبارة : الحرب طويلة ومستمرة.
ان الصراع الدائر هو بين سورية والاستعمار الغربي والكيان الصهيوني بقيادة الولايات المتحدة التي توجه الحكومات الرجعية العربية المشاركة في العدوان بأوامرها وانتصار سورية وحلفها التحرري المقاوم سيكون بداية لمعادلات جديدة على صعيد القومي وسيرفع الحالة المعنوية العربية وسوف يسجل التاريخ بصمة نافرة لرجل صمد وثابر وتحدى وانتصر مع شعبه وبلده وجيشه ورفاقه هو الرئيس بشار الأسد القائد العربي المقاوم.