بقلم غالب قنديل

محور سوري اصلب من الاكاذيب

غالب قنديل

 منذ انطلاق العدوان على سورية شكلت الحملات الاعلامية الغربية والخليجية خطا رئيسيا لتوجيه نيران الحرب النفسية في عملية شاملة لخلق انطباعات خادعة داخل سورية وخارجها حول حقيقة ما يجري .

قدم الارهابيون على أنهم ثوار وصورت دول العدوان بما فيها الكيان الصهيوني كحلف عالمي يريد الخير لسورية ويسعى الى ذلك بدعمه الفعلي لداعش والقاعدة وعصابات الاخوان العثمانيين.

في ملحمة الصمود السوري جرى تمزيق تلك الدعاية التي كلفت مليارات طائلة وشرع السوريون يكتشفون الحقائق وكان للرئيس بشار الاسد دور حاسم في كسب معركة الحقيقة داخليا وخارجيا في ظروف شديدة الصعوبة كما ساهم خلالها الاعلام الوطني السوري والاعلام المقاوم الحليف في معركة الوعي رغم تفاوت شديد في الامكانات عوضته الشجاعة وقوة الحقائق.

بعد هزيمة حلف العدوان في المعركة على قلوب السوريين وعقولهم ومع تسارع نهوض الدولة السورية شرعت ادوات التضليل والكذب تشتغل على اضعاف الثقة والتماسك داخل حلف سورية ومحورها وقد شنت حملات كثيفة ومستمرة حتى اليوم ضد علاقة سورية بالحليف الروسي وبالشقيق الايراني وكذلك بحزب الله.

رغم ما بذله هؤلاء الحلفاء الصادقون والأوفياء من تضحيات ودماء تجري مؤخرا محاولات متلاحقة لبذر الشكوك واثارة تعارضات افتراضية غير موجودة الا في منتجات الحرب الاعلامية والنفسية التي تستهدف الحلف السوري بعد انتصاره وثباته وتغلبه على الغزوة الاستعمارية التي تنتقل من كونها حرب الوكلاء والعملاء الى حرب مكشوفة ضد العدو الصهيوني والاحتلال الأميركي والتركي.

تشتغل مراكز التخطيط الاميركية الصهيونية على استهداف جسور الثقة في مربع سورية- ايران -روسيا وحزب الله.

يجسد ذلك محاولة لاضعاف سورية والنيل من عناصر القوة التي يوفرها هذا الحلف المتين.

تعرف قيادات المحور السوري الرباعي هذه الحقيقة وهي تعزز مداميك الشراكة التي مكنتها من التحول الى كتلة صلبة تملي ارادتها انطلاقا من متانة التوازن الذي فرضته من سورية واستنادا الى قوة سورية وصلابة رئيسها وجدارته التي ظهرت في ادارة الصراع وفي توليف تحالفات المحور السوري وتدعيمها بقوة المصالح الاستراتيجية السياسية والاقتصادية المشتركة.

وتدرك القيادة السورية أن تحصين عناصر القوة المتمثلة بكتلة الحلفاء هي حاجة مصيرية اكثر من أي وقت مضى وهي لم يقتصر دورها في الحلف على توطيد العلاقة الثنائية مع كل حليف على حدة بل ان سورية لعبت دورا محوريا في رعاية تطوير وتفعيل العلاقات في ما بين كل من روسيا وايران وحزب الله وأخرق من يتوهم أنه قادر على التلاعب بخطوط الثقة والعمل المشترك التي ترسخت ونمت وتشعبت انطلاقا من الميدان السوري.

يحتاج محور المقاومة في هذا الظرف الى عمل اعلامي هجومي يرسخ صورة المحور الممانع والمقاوم ويظهر تناغمه وقوته ويبدد الحملات الكاذبة التي تستهدفه بالشائعات والفبركة ولا معنى للتجاهل والاستخفاف فقد اطلقت حرب التدمير والمذابح ضد سورية المقاومة بحبل الكذب الذي امتد سنوات سوداء ومكلفة جدا. الفكرة التي يصدقها الناس حتى لو كانت كاذبة يمكن ان تؤثر لفترة زمنية تطول او تقصر ريثما تنتصر الحقيقة على الدعاية المضللة أليس هذا هو أحد أبرز دروس ما شهدناه خلال السنوات الماضية في سورية والمنطقة والعالم؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى