التقرير الدوري لمراكز الابحاث الاميركية9/6/2018
نشرة دورية تصدر عن وحدة “رصد النخب الفكرية” في مركز الدراسات الأميركية والعربية
المقدمة
تتجه كافة الأنظار واهتمام المراقبين شرقاً بانتظار انعقاد لقاء القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ اون. انعقاد القمة، إن لم تشوبه عوائق جديدة، يترافق مع التصعيد العسكري لكل من الولايات المتحدة والصين في مياه بحر الصين الجنوبي.
سيستعرض قسم التحليل تجدد التوترات بين واشنطن وبيجينغ على خلفية ما تدعيه الأولى بأن الصين تكثف حضورها العسكري في الجزر الإصطناعية، بيد أن الترسانة العسكرية الأميركية وحلفائها من دول الناتو المتواجدة منذ زمن بعيد لا تضاهيها قوة أخرى، ولم يسبق لها ان اشتبكت ميدانياً مع أي طرف لاختبار جهوزيتها وفعاليتها.
ملخص دراسات واصدارات مراكز الابحاث
ايران
السياسة الأميركية تجاه ايران عقب تسلم المتشددين مفاصل السياسة الخارجية كانت محور تساؤل مؤسسة هاريتاج، مستذكرة خطاب وزير الخارجية الجديد، مايك بومبيو، نهاية الشهر المنصرم، والتعويل على مفاصلها لبلورة سياسة “حقيقية،” مستدركة أن الانسحاب من الاتفاق النووي كان خطوة في الاتجاه الصحيح إلا انه لا يرقى لمرتبة الاستراتيجية. وانتقدت الإدارة الأميركية لأخذها بتوصيات “مستشاريها” المستندة الى نظرية “الكلفة الجزائية،” لحمل الخصم دفع كلفة عالية لسلوكياته لا تتلاءم قيمتها مع وضعه الاقتصادي والعمل على استنزافه مالياً. واوضح أن محور منطق الإدارة فيما يخص الاتفاق النووي أنه وفر لها “الهروب من اجراءات عقابية شاملة مقابل – في أفضل الأحوال- فرض قيود مؤقتة على برنامجها النووي.”
https://www.heritage.org/middle-east/commentary/will-trumps-iran-strategy-work
اعتبر معهد كاتو الرئيس ترامب لديه “هوس” بمسألة إيران يشاطره ذات القلق كل من “وزير خارجيته ومستشاره للأمن القومي،” وقادهم لمطالبة إيران “الاستسلام تحت ضغط الأمر الواقع.” واستطرد بالقول أن قلة من الدول تؤيد ذاك التوجه نحو ايران وتقتصر على “اسرائيل والسعودية، اللتين تتطلعان لقيام الولايات المتحدة بتنفيذ مآربهما القذرة.” واوضح أن جذر “القلق” من ايران بالنسبة لإدارة الرئيس ترامب هو تطلعها للعب دور قوة إقليمية على الرغم من “تخلفها عن منافسيها الإقليميين في الرخاء الإقتصادي والقوة العسكرية.” ومضى بالقول أن الولايات المتحدة “كانت” تنعم بأكبر اقتصاد عالمي وقوة عسكرية “لحين إقدام ترامب على شن حرب تجارية خاطئة ضد حلفاء واشنطن.”
https://www.cato.org/publications/commentary/washingtons-dangerous-fixation-iran
تهكمت مؤسسة هاريتاج على ما اعتبرته هجوم وسائل الإعلام الأميركية الرئيسة، المرئية والمقروءة، على قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي لتداعياته على أقرب حلفاء واشنطن “وخروجه عن الإجماع الدولي.” وأوضحت بأنه ينسجم مع مواقف ومطالب الحلفاء بيد أن “الايحاءات باتباع (أميركا) مسار مختلف كدليل على نهج خاطيء مثيرة للسخرية.”
https://www.heritage.org/middle-east/commentary/forging-better-strategy-iran
على الرغم من إشادة معهد كارنيغي بسياسة الإدارة الأميركية “لتقويض النظام الإيراني،” إلا انه اعتبر تطبيق الرئيس ترامب لها كان “متهوراً .. وقد يؤدي لإنعاش نظام يحتضر.”
https://carnegieendowment.org/2018/05/29/how-trump-could-revive-iranian-regime-pub-76475
أعرب معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عن اعتقاده “استنادا إلى تقارير متعددة” بأن إيران “تسعى لإبعاد حزب الله عن صراعها الإقليمي مع إسرائيل.” واستطرد بالقول أن انخراط حزب الله في سوريا أدى “لتغيير في هويته .. وتحمل بناء على ذلك مسؤوليات اضافية من تجنيد وتدريب وقيادة مجموعات قتالية أخرى في سوريا والعراق واليمن.” وأضاف أن الحزب “تحول إلى ذراع شبه معلن للحرس الثوري الإيراني وقوة القدس التابعة له ..”
http://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/iran-will-spare-hezbollah-in-its-conflict-with-israel-for-now
زعم المجلس الأميركي للسياسة الخارجية أن “النفوذ الإيراني في سوريا أوسع شمولية مما يُعتقد .. تتعدى أبعاده الجانب العسكري الصرف لتشمل شبكة اقتصادية وسياسية على نطاق واسع.” وأضاف أنه “من الشائع أن ايران تلعب دوراً محورياً في الساحة السورية .. في ظل توسيع قوات الحرس الثوري حضوره في النشاطات الإدارية والإقتصادية ورفد مؤسساتها” بخبرائه، مستشهداً ببيانات صادرة عن مركز للمعارضة السورية مقره اسطنبول بتركيا.
http://www.afpc.org/publication_listings/viewArticle/3878
كوريا الشمالية
استعرض مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية لقاء القمة المقبل، بين واشنطن وبيونغ يانغ، ليرسي أرضية للمخاوف الأميركية واستغلال الخصم “للمفاوضات كسلاح سياسي.” وأوضح أن جملة من العقبات لا تزال ماثلة أبرزها “.. ضيق الوقت لتحقيق انتصارات سياسية يحتاجها الرئيس ترامب، وطبيعة التوجه بإعلاء مصالح “اميركا أولاً” مما قد يُبرز معضلات للجانب الأميركي.” وأضاف أن المفاوضات قد تصل إلى طريق مسدود نظراً “.. للضغوط (الداخلية) على الرئيس لتوسيع مروحة مطالبه من الجانب الآخر وتخليه عن سلاحه النووي قبل المدة المعقولة، بل قبل حصوله على مكاسب متبادلة.”
https://www.csis.org/analysis/negotiating-right-agreement-looking-beyond-nuclear-side-north-korea