الاندبندنت: ترامب متنمر وعدواني
الرئيس الأميركي دونالد ترامب على قناعة راسخة بأن التنمر والسلوك العدواني ضد الآخرين هو النهج الصحيح دائما في كل المعاملات، من الحروب التجارية مع الحلفاء إلى ترويض كيم جونغ أون، وهو أمر خطير على الأمن العالمي .
ورد ذلك بمقال للكاتب ديفد أوسبورن بصحيفة إندبندنت البريطانية أشار فيه إلى أن ترامب تعوّد على خضوع الناس له في معاملاته خلال بنائه إمبراطورتيه العقارية وكل نشاطاته قبل أن يصبح رئيسا، محذرا من أن هذا الخضوع إذا تجاوز تلك المجالات إلى العلاقات بين الدول، فإن أمن العالم وسلامه سيصبحان في خطر.
ومضى أوسبورن يقول إن الخوف من أن يتسبب في إهانة الآخرين أو ارتكاب جريمة ضدهم لم ينتب ترامب أبدا. فقد كان يضرب منافسيه في نيويورك ويترك المتنافسين في برنامجه التلفزيوني الشهير يرتجفون، ولم يتورع من وصف منافسيه على الرئاسة بأقذع الأوصاف.
فقد وصف ترامب المرشح الرئاسي جيب بوش بـ “الواهن”، ووصف المرشح ماركو روبيو بـ “الصغير”. ولم يستح حتى من الدخول في معركة كلامية مع البابا، إذ وصفه بأنه “جالب للعار“.
ويبدو أن امتلاكه للمليارات ورئاسته لأقوى دولة في العالم قد عززتا لديه الشعور بعدم الحاجة لأصدقاء. فمثلما خضع له الناس طوال حياته، يعتقد ترامب بأن عليهم الاستمرار في الخضوع له.
ورغم بروز الطبيعة العدوانية لسلوك ترمب منذ توليه الرئاسة، فإننا نجد بعض الناس يستغربون ذلك. فها هي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد صُدما بتجاهله طلباتهما، إذ نفذ قراره بزيادة رسوم واردات الصلب والألومنيوم. أما ماكرون فلم يستسغ حتى اليوم تلك الحركة الغريبة من ترامب عندما التقط قشرة الرأس من بدلة الرئيس الفرنسي.
وسرد الكاتب العديد من معاملات ترامب مع دول العالم وقادتها مثل كندا والمكسيك وبريطانيا وإيران والصين وكوريا الشمالية والاتحاد الأوروبي وغيرها والعبارات الجارحة التي لم يتورع في التفوه بها، قائلا إن ترامب عندما يجد الجرح طريا لا يساهم في علاجه بل يضغط عليه بكل ما أوتي من قوة.
كما أورد بعض ردود الفعل من بعض قادة الدول التي تستجيب لغطرسة ترامب وعدوانيته، آخرها الرسالة التي بعث بها الرئيس الكوري الشمالي يطلب فيها عودة ترامب للموافقة على عقد قمة سنغافورة، محذرا من أن هذه القمة ورغم ضرورتها للسلم العالمي، فإنها تعزز اعتقاد ترامب بصحة سلوكه وترسخه أعمق من قبل.
وقال إن نهج ترامب هذا سيتسبب، على الأقل، في عزلة دبلوماسية لأميركا، وفي حروب عسكرية وتجارية إذا لم تسر الأمور وفق ما يرغب.
واختتم أوسبورن مقاله بأن لا أحد في العالم يتمنى فشل قمة سنغافورة، لكن إذا كان نجاحها سيقنع ترامب أكثر بأن التنمر هو أفضل بديل للدبلوماسية المعتادة، فسيواجه العالم وأميركا وناخبوه أنفسهم، في نهاية الأمر، ما لا يحمد عقباه.