التفاوض الروسي ومسار الحسم السوري
غالب قنديل
بعد تراكم الإنجازات الكبرى للجيش العربي السوري في الميدان وتحرير المناطق المركزية والوسطى كليا من بؤر الإرهابيين والعملاء التي يدعمها حلف العدوان بقيادة الولايات المتحدة باتت التحديات الفعلية التي تواجه استكمال بسط سيادة الدولة السورية في مناطق الأطراف التي تعمل منها العصابات العميلة لاستنزاف الدولة الوطنية المركزية وهي مناطق تختزن قدرات وإمكانات اقتصادية زراعية ونفطية وتتمسك الدولة السورية بتحريرها حتى آخر حبة تراب والتخلص من أي وجود عسكري او احتلال اجنبي يمس السيادة الوطنية فيها وهو ما ينطبق على مناطق الجنوب والشمال والشرق.
عملية بسط سيادة الدولة وقواتها المسلحة في هذه المناطق باتت املا ينتظره الناس ويعولون عليه انطلاقا من آلام التجربة الدامية والمرعبة التي خاضوها وبرهنت لهم الدولة خلالها على ثبات احتضانها لمواطنيها في أصعب الظروف بينما اكتشفوا توحش التجمعات التي انطلقت بتمرد مسلح حركته من الخارج حكومات معادية لسورية ولموقفها الوطني ولخيارها القومي وقد تحولت سيطرة تلك الجماعات بجميع أصنافها إلى سلطة إرهاب وقتل وسلب بينما قدمت الدولة السورية مثالا جاذبا في رعاية السوريين ومعالجة مشكلاتهم في سائر مناطق سيطرتها وفي كل منطقة حررها الجيش العربي السوري من سيطرة الإرهابيين فقد تقدمت ورش الوزارات والمؤسسات الحكومية خلف دبابات الجيش لتعيد وصل المناطق المحررة بشبكة الخدمات العامة في جميع المجالات وهو امر يضرب به المثال في نوعية الأداء وسرعة الإنجاز.
تشير الوقائع إلى ان القيادة السورية وضعت خططها لتحرير بقية المناطق السورية وهي تستعد لفصول حاسمة في هذه المسيرة الوطنية مهما كانت الكلفة ولن تقبل التفريط أمام أي قوة اجنبية عدوة والأمر يطال كلا من إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة وفرنسا وجميع حكومات الدمى العربية التابعة وبالتالي فإن هوامش التفاوض التي تديرها روسيا حول مناطق خفض التصعيد والتفاهمات بشأنها في تلك المناطق التي يستمر فيها وجود مسلح وهي خارج نطاق سيطرة الجيش العربي السوري تلك هوامش منسقة تماما مع الدولة السورية على قاعدة مطلقة هي السيادة الوطنية السورية غير المنقوصة وتخيير المسلحين بين المصالحات والتسويات او التصفية والاقتلاع ولا مساومة أبدا على مبدأ رحيل القوات الأجنبية المحتلة.
روسيا تستند في التفاوض إلى معادلة قوة فرضتها إنجازات الجيش العربي السوري والقوات الحليفة بما فيها الروسية وهي ترتكز إلى معادلات رادعة صاغها محور المقاومة بالشراكة مع الدولة السورية في اختبارات القوة السابقة بينما يقف الجيش العربي السوري والقوات الشعبية الرديفة في حالة استعداد للمبادرة إلى العمليات المطلوبة لتحرير كامل التراب السوري بما فيها خوض حرب تحرير حقيقية لطرد الغزاة واقتلاعهم واجتثاث العملاء مهما كان الثمن.
مبدأ الشراكة مع محور المقاومة هو شان سيادي سوري لا مجال لقبول المس به كما أوضحت تصريحات وبيانات سورية متلاحقة وهي شراكة تشمل الدور الروسي الحاسم في دعم صمود سورية ونهوضها وكل ما يشاع من مواقع حلف العدوان المهزوم هو ذر للرماد في العيون ستدحضه الحقائق الصارخة في الأسابيع القليلة القادمة.
القيادة السورية وضعت جدول أعمالها السياسي والعسكري على الطاولة وبالتعاون مع سائر الحلفاء والشركاء وعندها مواقيت ومواعيد ولا مهل سياسية مفتوحة بلا سقف وهي ستقرر وجهة الحسم العسكري لفرض سيادة الدولة ومؤسساتها وإنقاذ شعبها من الإرهاب والفوضى ولتحرير الأرض السورية من الاحتلال.